الذاتية الساحرة الجذابة.
مداني حديبي /
إن للغة والدين والقيم ذاتية خاصة عجيبة تنتشر وتتعمق
وتترسخ بسب وبغير سبب…
فالإسلام ينتشر بشكل سريع في المعمورة بذاتيته وجماله
ونوره وألقه ومنهجه الفريد ..فآلاف المثقفين والمبدعين
والأذكياء في العالم يدخلون إليه أفواجا…فيجدون الراحة
والسكينة والسعادة التي افتقدوها في تضاعيف النعيم المادي والموسيقى الصاخبة والتقاليع الشاذة.
فذاتية الإسلام ومنهجه الجذاب وقواعده الذهبية المبهجة ابتداء من جماليات الوضوء والغسل والصلاة وحلاوة الآداب والذوقيات والتعامل الكريم هي العبير والشذى والأريج
التي سبقت ألسنة الدعاة وسيوف الفاتحين ففتحت القلوب قبل البلدان والأمصار.
صحيح أن الجهد البشري له أثره وتأثيره…لكن الذاتية الجمالية تفعل فعلها عمقا ونورا وبركة وصدقا.
حتى ولوتجمد الجهد الانساني لنشر هذا الدين في فترة من الفترات لسبب من الأسباب فإن تلك الذاتية تعوض كل شيء أضعافا مضاعفة.
بل في الفترات الحالكة مثل غزوالتتار المدمر دخل الغالب في دين المغلوبين بسبب ذاتية الاسلام الساحرة..
فليس لك من الأمر شيء…فالأمر لله من قبل ومن بعد…
فلا خوف على اللغة والقيم والدين فإنها تزداد رسوخا كلما حوصرت ولوتخلى عليها كل أنصارها ومحبيها…فقوتها في ذاتيتها وعمقها ونبضها وحسنها وجوهرها وجواهرها.
فإن يكفر بها هؤلاء فقد وكلنا بها قوما ليسوا بها بكافرين.