في رحاب الشريعة

[رب ضـــــارة نـــافــعــــــــــة]

البشر لا يعلمون إلا الظواهر، وعليها يقيسون مصالحهم ومضارهم، وقد يقايس العبد ويتجه نحو ما فيه العطب له وهو لا يشعر؛ لأنه لا يعلم ما في الغيب؛ ولهذا بين الله لنا هذا الأمر في آيات من كتابه؛ ليتعلق المسلم بربه، ولا يعتمد على نفسه؛ فقال سبحانه: (فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا).
و قال تعالى {وَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَهُوَ خَيْرٌ لَكُمْ وَعَسَى أَنْ تُحِبُّوا شَيْئًا وَهُوَ شَرٌّ لَكُمْ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ} [البقرة: 216] أن الإنسان قد يقع له شيء من الأقدار المؤلمة، والمصائب الموجعة، التي تكرهها نفسه، فربما جزع، أو أصابه الحزن، وظن أن ذلك المقدور هو الضربة القاضية، والفاجعة المهلكة، لآماله وحياته، فإذا بذلك المقدور منحة في ثوب محنة، وعطية في رداء بلية، وفوائد لأقوام ظنوها مصائب، وكم أتى نفع الإنسان من حيث لا يحتسب!.
ان هذا الوباء له آثار إيجابية للإنسان وعلى الطبيعة و مستقبل الكرة الارضية،
انخفاض مستوي التلوث 50 % في امريكي وفي الصين 25 %، و لوحظ تعافي طبقة الأوزون حسب المتتبعين، طبعا نتيجة توقف المصانع والطائرات والمركبات.
رغم آلاف الوفيات التي يسجلها فيروس كورونا يوميا على مستوى جميع دول العالم ، حيث أصاب الفيروس اكثر من خمسة مليون شخص، بينهم اكثر من مليون حالة في دولة واحدة . ليكون كورونا هو الفيروس الأكثر فتكا وشراسة على مستوى العالم، فإن الوباء ساهم بنسبة كبيرة في إعادة الشباب لكوكب الأرض.
ففي إيطاليا وبالتحديد مدينة البندقية والتي تعتبر المدينة الأولى في أوروبا التي طبقت نظام الحجر الصحي على السكان بسبب انتشار كورونا، تم اليوم ملاحظة أن الخطوة أتت بنتائج إيجابية على البيئة في المدينة، حيث أصبحت مياه قنوات المدينة نقية وشفافة، ولوحظت الأسماك الصغيرة بشكل أكثر بكثير مما كانت عليه سابقا، كما عادت البجع إلى القنوات مرة أخرى، وتم مشاهدة حتى الدلافين في القنوات الأمر الذي لم يشاهده سكان البندقية منذ 60 عامًا على الأقل.
ومع ذلك، يلاحظ المستخدمون أن مثل هذه التغييرات في الماء ترتبط بشكل أكبر بنقص حركة المرور الكثيفة عبر القنوات أكثر من تنقية المياه.
فما على المؤمن إلا أنْ يأخذ بالأسباب ثم يطمئن إلى حكمة الله وعدله ورحمته،
{و الله يعلم و أنتم لا تعلمون}.
* عضوالمكتب الوطني /جمعية العلماء المسلمين الجزائريين.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com