القضية الفلسطينية

سئلت عن الجزائر فأجبت

عزام سلطان التميمي /

ما الذي يجعل موقف الشعب الجزائري تجاه فلسطين موقفاً وطنياً حازماً وحاسماً؟ بمعنى آخر، لماذا تميز الشعب الجزائري بهذه العاطفة القوية تجاه فلسطين مقارنة بالشعوب العربية الأخرى؟.
بادئ ذي بدء أعتقد بأن الشعوب العربية بمجملها مع فلسطين، ولا أدل على ذلك مما دوت به ميادين المدن العربية من المحيط إلى الخليج في أوج الربيع العربي من مطالبة ليس فقط بتغيير الأنظمة الفاسدة الدكتاتورية بل وأيضاً بتحرير فلسطين. ما نشهده في بعض بلدان العالم العربي هو وجود نخب محدودة، ولكنها متنفذة، خانت الله والأمة، ووقفت في خندق الصهاينة، بل تصهينت تماماً، وزاد من تمكينها احتياج السلطات الحاكمة في هذه البلدان إليها لكي تبرر لها التقارب مع الصهاينة وإبرام التحالفات معهم.
يبدو لي أن الجزائر وبعض دول المغرب العربي فعلاً تميزت عن غيرها من الدول العربية لعدة أسباب وليس لسبب واحد، منها:
أولاً، تجربة الثورة الجزائرية العظيمة وموقف الشعوب العربية منها وخاصة الشعب الفلسطيني. فقد ناضل الجزائريون سنوات طويلة من أجل التحرر، وهم فخورون بثورتهم التي حررتهم من استعمار فرنسي استيطاني شبيه إلى حد كبير بالاستعمار الصهيوني الاستيطاني في فلسطين. كانت ثورة الجزائر ملهمة للثوار في مختلف أرجاء العالم العربي وبالذات في فلسطين، وأذكر أن والدي رحمه الله كان لا يكف عن ذكر الثورة الجزائرية والتعبير عن عميق إعجابه بها.
وثانياً، موقف الحكومة الجزائرية المنسجم مع موقف الشعب فيما يتعلق بقضية فلسطين، ولو أن الحكومة في الجزائر كان موقفها مختلفاً لربما أفرز النظام هناك نخبة متصهينة كما حدث في مصر والسعودية والإمارات وغيرها من دول محور التطبيع، وأطلق لها العنان لتشرعن وتسوق للاعتراف بالكيان الصهيوني، ولسلمها وسائل الإعلام والترفيه لكي تروج من خلالها لفكرة أن فلسطين قضية الفلسطينيين وحدهم، وأنهم باعوا بلادهم فيستحقون ما جرى لهم، وأنه لا دخل للعرب الآخرين بهم.
ثالثاً٬ موقع الجزائر الجغرافي البعيد نسبياً عن بؤرة الصراع في فلسطين، ممّا لا يضطر السلطة الجزائرية إلى اتخاذ مواقف تميل نحو التطبيع مع الكيان الصهيوني طمعاً في حماية خارجية أو مصالح نخبوية معينة.
هذا اجتهادي في المسألة ويسعدني أن أسمع من أهل الجزائر رأيهم في ذلك.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com