قضايا و آراء

عشر القرب..

مداني حديبي /

كان صلى الله عليه وسلم ..إذا دخل العشر الأواخر شد مئزره…
كناية على شدة الاجتهاد وذروة الجدية…
لكأنه لم يكن كذلك في العشر الأولى والثانية وهوالعابد الساجد الذي لا يفتر…ذلك لأن فضلها عظيم وشرفها كبير
وحسناتها بالملايين..ولأن فيها ليلة القدر وهي ليلة
التقدير ..فإذا شهدها فتلك سعادة الأبد وقرة عين لا تنفد.
ومن يطلب الحسناء لم يغله المهر…
فكيف يترهل في زمن التنافس والتسابق ..
أم كيف يفتر في زمن الازهار والإثمار والحصاد..؟!
أم كيف ينام في زمن اليقظة والحضور والقرب..؟!
أم كيف يتكاسل في زمن كورونا والحجر الصحي
والعزلة الايجابية…؟!
أم كيف يسوف ويمهمه وقد سبقه القوم إلى المعالي
والختمات والدرجات ..؟!
أم كيف يتأتئ وقد تدفق الفرسان محبة وشوقا وطاعة
وخشوعا ودمعا وانكسارا..؟!
إذا لم يجتهد في هذه العشر فمتى..؟!
وإذا حرم الحب في زمن القرب فمتى..؟…
ركائز العشر الأخيرة ثلاثة فاحفظوها ..
الاجتهاد واليقظة والحياة.
أن نجتهد غاية الاجتهاد ..
وأن نوقظ الأهل والأولاد..
وأن نحيي الليل كله بالقيام والمناجاة.
فيتحول البيت إلى حديقة غناء من رياض الجنان..
فتتنزل على أهله البركات وتغمرهم الأنوار ويراهم أهل السماء كالنجوم المتلألئة في الأرض..
فأكرم بهم وأنعم…
فوالله إن لحظة من العشر الأواخر ونفس من أنفاسها
كأمثال الجبال من الحسنات والدرجات…
إنها والله مدارج ومعارج…
فإن لربكم في أيام دهره نفحات ..ألا فتعرضوا لها.
ولعل الله اطلع على أهل الاجتهاد في عشر الخواتيم
فقال لهم اعملوا ما شئتم…قد غفرت لكم..
قد عتقت رقابكم…أنتم أحرار من الآن…
لم أسقط عنكم التكاليف بل زرعت فيكم حبها والتلذذ بها
لم أحرركم لتعبدوا دنياكم وتقيدكم أهواءكم بل لتزدادوا سموا وعلوا وتحليقا ومراغمة وشموخا..
قد غفرت لكم..افعلوا ما شئتم..معناها لن تموتوا على معصية مادام ديدنكم التوبة والاستغفار.
وما كان الله معذبهم وهم يستغفرون.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com