فتاوى

الـمسافر والـمريض إذا زال عذرهما نهار رمضان، ماذا يفعلان؟

الشيخ محمد مكركب أبران
Oulamas.fetwa@gmail.com

قال السائل: كنت مسافرا في رمضان، وشق علي السفر فأفطرت عاملا بالرخصة، ولما رجعت إلى الوطن كان ذلك نهارا، فأمسكت فيما بقي من النهار، فقال لي أحد إخواني كان يجوز لك أن تفطر بقية النهار. فما هو الصواب، وهل المريض إذا شفي نهار، وكان مفطرا بسبب المرض، فهل يجوز له أن يواصل الفطر ذلك اليوم؟ وهل الصوم أفضل في السفر أم الفطر؟.

****الجـــــواب ****
بسم الله الرحمن الرحيم. الحمد لله رب العالمين. والصلاة والسلام على رسول الله.
أولا: قال الله تعالى في أحكام الصيام:﴿فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ فجاء البيان في الآية على أنه يرخص للصائم والمريض الإفطار في رمضان، إذا شق عليهما الصوم، وإذا استطاعا الصيام صح صومهما.
والسائل قال:{هل يجوز لي الإفطار بقية النهار إذا رجعت من سفر نهارا وكنت مفطرا؟. وهل المريض إذا شفي نهارا، وكان مفطرا بسبب المرض، فهل يجوز له أن يواصل الفطر ذلك اليوم؟ أم يجب الإمساك؟} والجواب: أن الصيام يجزئ بالنهار كاملا إذا كان بنية قبل الفجر. ولا يحسب بأجزاء النهار. وعليه فالذي كان في سفر مفطرا ورجع نهارا لم يكن عقد النية قبل الفجر، فهو في حكم المفطر، وعليه لا يجب عليه الإمساك بقية اليوم، وإنما له أن يكمل اليوم كما بدأه إفطارا. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم. وكذلك المريض إذا شفي نهار رمضان وكان مفطرا يواصل الفطر. والمسألة الفقهية اجتهادية في الفروع. وقد نص على هذا في الرسالة لابن أبي زيد القيرواني. فقال:{وإذا قدم المسافر مفطرا أو طهرت الحائض نهارا فلهما الأكل في بقية يومهما} وفي القوانين الفقهية لابن جزي:{وَإِن طهرت الحائض (وكذلك النفساء) نَهَارا أكلت بَقِيَّة يَوْمهَا وقضت}. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثانيا: المسافر إذا خرج صائما ناويا الصوم، ثم شق عليه السفر ونال منه العطش فهل يجوز له ان يفطر؟ بقية اليوم؟ نعم يجوز له ذلك. ويقضي ذلك اليوم.. ففي الحديث.عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: [سافر رسول الله صلى الله عليه وسلم في رمضان، فصام حتى بلغ عسفان، ثم دعا بإناء فيه شراب، فشربه نهارا ليراه الناس، ثم أفطر حتى دخل مكة] قال ابن عباس رضي الله عنهما: فصام رسول الله صلى الله عليه وسلم وأفطر، فمن شاء صام، ومن شاء أفطر} (مسلم:1113)
ثالثا: وهل في السفر الصوم أفضل أم الفطر؟ القاعدة أن هذا يعود إلى نفس المسلم إذا استطاع الصوم في السفر فالصوم أفضل. قال الله تعالى:﴿وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ﴾ وإذا لم يستطع وشق عليه، فالفطر أفضل. وفي صحيح مسلم{باب جواز الصوم والفطر في شهر رمضان للمسافر في غير معصية إذا كان سفره مرحلتين فأكثر، وأن الأفضل لمن أطاقه بلا ضرر أن يصوم، ولمن يشق عليه أن يفطر} والله تعالى أعلم.
وفي الحديث عَنْ نَافِعٍ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [إِنَّ اللهَ يُحِبُّ أَنْ تُؤْتَى رُخَصُهُ، كَمَا يَكْرَهُ أَنْ تُؤْتَى مَعْصِيَتُهُ] (أحمد:5866).

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com