انزياحات… الأدلجة فـــي زمــن كورونــــا
أ. عبد القادر قلاتي/
سيسجل التاريخ كلّ تفاصيل حياتنا في زمن كورونا، وستقرأ الأجيال القادمة هذه التفاصيل كبيرها وصغيرها، ومن بين ما ستسجل من أحداث ووقائع، صدور مجلة ثقافية بعنوان منتقى بعناية فائقة تختصر الجواب لمن يسأل عن هذا الاسم السمج ومعناه الذي لا يعبر عن أي فعل ثقافي إلاّ في رؤوس من اختاروه اسماً لمجلة تُسوق الثقافة الجزائرية، وكأن هؤلاء -بهذا الاسم-انزياحات – أبانوا عن مقاصدهم من هذا المسمى الغريب في عالم الأدب والثقافة والفكر، لقد عرفنا مجالات جزائرية أصدرتها المؤسسات الثقافية في بلادنا على غرار مجلة الثقافة والأصالة والقيم والرسالة والعصر، وهي أسماء لها دلالات معرفية عميقة، تُبِينُ عن مقاصدها دون مواربة أو تستر، وقد أضافت هذه المجالات -للواقع الثقافي الجزائري – الكثير من الانتشار والتوسع وكتب فيها فطاحلة من حملة القلم بحق، من الجزائر وخارجها، وحسبك أن تقرأ فيها ما كان يكتبه عبد الحميد مهري، وابو القاسم سعد الله، وموسى الأحمدي نويوات، وعلي مرحوم، ومن خارج الجزائر عثمان أمين، ومحمد عزيز الحبابي، وعثمان العكاك، وغيرهم كثير.
أما مجلتنا الجديدة الغربية، فمقاصدها معلومة لمن خَبَر الفكر المؤدلج، وأتاحت له خبرته الاطلاع على يُسوِقه من مفاهيم ورؤى وتصورات، فلا تخفى عليه، بل يمكنه تشريحها وتفكيكها؛ لأنهّا -للأسف – مفضوحة سافرة، يرى منها ما محله الستر، وما محله الكشف والإظهار.
لقد صدر العدد الأول بمناسبة يوم العلم، ولا نعرف إن كان المقصود الاحتفال بالذكرى، أو التستر من ورائها من أجل الحديث عن نفس الاسطوانة المشروخة التي سمعناها من سنوات، وهي الإصرار على قراءة التاريخ بأعين ايديولوجية عوراء، وما ظنّك بمجلة يديرها صحفي بائس، حظه من المعرفة والعلم ترديد مقولات فارغة، فاقدة لأبسط أدبيات التعامل مع التاريخ، مقولات لا يؤطرها منهج علمي ولا تشفع لها الحقائق والوقائع التي عرفها تاريخنا المعاصر، لكن من لا يحسن إلاّ وظيفة الاصطياد في الماء العكر العفن، تستهويه الأكاذيب، ولا يستلذ إلّا لغة الإفك والافتراء، وإنّ لله في خلقه شؤون ولا حول ولا قوة إلاّ بالله، ولولا أنني تعلمت من حبيبنا المصطفى قوله: « إذَا كَانَ يَوْمُ صَوْمِ أَحَدِكُمْ فَلَا يَرْفُثْ يَوْمَئِذٍ وَلَا يَصْخَبْ..» لاخترت من القاموس ألفاظا تشفى صدور قوم مؤمنين.