مديرو مدارسنا الكرام، مبادرتكم تستحق كل التشجيع/ بقلم: أمال السائحي

عندما نأتي لنعرف بالمدرسة، نستطيع أن نقول، هي النافذة الثانية التي يلتحق بها الطفل، بعد المدرسة الأم، والمدرسة الأم هي البيت أولا، أين يتعلم الطفل النطق، الأخلاق، العادات، والكثير من الأمور التربوية، التي يحتاج إليها ليعبر بها عما يريده لوالديه أو لغيرهم…
وبطبيعة الحال يرسل أولياء الأمور أبناءهم إلى المدارس، حتى يكتشفون ذلك العالم الخارجي بمميزاته الإيجابية، والذي يضيف لهم الكثير من المعلومات التي كانوا يجهلونها من قبل، ويتقد عندهم حب المعرفة والتعلم، إضافة إلى صقل شخصية الطفل المتعلم بتعليمه جانبا كبيرا من الخصال الحميدة، التي لابد وأن يكتسبها، حتى يستطيع أداء دوره الفعال في أسرته الصغيرة والكبيرة، منها الأخلاق الكريمة بمجملها…
فالمدرسة إذا هي مكان للتربية والتعليم، مكان تحترم فيه المادة التربوية، مكان تحترم فيه الكلمات التي تقال، سواء مع التلميذ أو المعلم، مكان تحترم فيه الأخلاق برمتها، مكان يحترم فيه الهندام الذي يلبس من طرف المتمدرس أو المدرس أو المدير(ة) في حد ذاته…
لقد كانت المدرسة فيما مضى، قبل عشر سنوات تقريبا، تقوم بإعطاء الدروس التعليمية والتربوية، لم نكن نرى فيها هاته الظواهر الغريبة عن مجتمعنا، وعن تربيتنا كمسلمين، وعن أخلاقنا وأعرافنا التي نعرفها، حيث كنا نوقر الكبير، ونحترم الصغير ونعطف عليه لصغر سنه، ونُفهمه ما عليه فعله… فكانت العقول آنذاك تتقبل هاته المبادرات الطيبة والتي يبقى لها الأثر الكبير في نفوس التلاميذ، ويحاول من تشرب هذه الفكرة الطيبة أن يكتسبها حتى يصبح صاحب خلق كريم وهندام أكرم…
ومما لاشك فيه، جميعنا يلاحظ التغيرات والتطورات التي لم نعتد أن نراها، أو أن نتقبلها كفكرة فقط، لما يجري على الساحة التربوية للمعلم والتلميذ على حد سواء…وذلك فيما يخص المظاهر السلبية جدا الممثلة في طريقة لبس مئزر المدرسة، وطريقة قصة الشعر، وطريقة المشي، وتلك الهواتف الذكية، التي تكاد تصم منها أذانهم، وتلك الألفاظ المقززة الفارغة من محتوى الكلمة الطيبة الأخلاقية، أهي التكنولوجيا؟ أم العصر الذي نواكبه؟ أم هي المفاهيم الخاطئة للتحرر؟ أم هو سوء فهم لمعنى التحضر؟
عدة تساؤلات تتبادر إلى الأذهان، مما تعانيه اليوم الأسرة التربوية برمتها، والأسرة المحافظة لا تجد كيف تصف الأمر، إلا بالكارثي، سواء على صعيد الذكر أو الأنثى، فالذكور تخنثوا، والإناث وكأنهن عرائس في ليلة زفافهن تراهن خارجات من مداخل شققهن ذاهبات إلى مدرسهن! أيعقل هذا؟ وحدث ولا حرج…
ولكن من الإيجابي اليوم، ومن الأمور التي لابد أن نذكرها وأن نشجع من قام بها، أن نجد بعض المدراء، الغيورين على مؤسساتهم التعليمية، وأسرهم، ووطنهم، وتلامذتهم، يريدون كبح جماح هذا الجيل اليافع، رجاء أن ينفع به هذا الوطن العزيز، بحيث سنُّوا في مدارسهم سلوكية أصدروا تعاليم صارمة، تلزم المعلم والتلميذ على حد السواء بوجوب احترام المظهر اللائق بالمدرسة، وضرورة تجنب ما لا يتناسب من لبس مع طبيعة المدرسة، والامتناع عن مسايرة تقليعات الموضة التي تلاعبت بالمئزر المدرسي، وروجت للهندام الممزق، وقص الشعر عند الذكور، وقضية الأصباغ التي توضع على الوجه والشعر الذي يموج من هنا وهناك للإناث وهندامهن، والتلفظ بالألفاظ غير اللائقة…
نعم بهذه الصرامة، وبهذه الأخلاق تضبط المدرسة، وتصبح منارة للعلم والتعلم، علميا وأخلاقيا وتربويا… فألف شكر لكل مدير (ة)، ولكم كل التوفيق…