نمرض فنزوركم، وتخطئون فنعتذر!

الأستاد …المداني حديبي
زارني وهو ملفوف اليد بالضمادات الطبية بعد جراح أصابته ودماء نزفت من يده فاندهشت، فقلت له هلا أخبرتني لأزورك وأنال الأجر، فابتسم وكأن لسان حاله يخاطبني ..نمرض فنزوركم.. أي والله المريض الصحيح يزور الصحيح المريض ليذكره بأخلاق الفرسان وذوقيات أهل الهمم العالية والأرواح العلوية السامقة .
وذاك الذي نخطئ في حقه ونبتعد بلا سبب ولا نسأل.. في عصر اختزلت فيه المسافات بالهاتف الذكي ولواحقه.. فلا يتغير ولا يتذمر ولا يذكرنا بسوء بل يلتمس لنا المعاذير.
ويحمل موقفنا الخاطئ على أحسن المحامل ويتصل
ويسأل ويدعو ويزور..أي قلوب هذه القلوب السماوية المتجردة التي تعطيك دروسا عملية في الإيثار والسمو والحلاوة والجمال..
(ونقصد بالمخطئ الذي أخطأ في حقك ليس المجاهر المستهتر ولا المصر المتكبر).
فلن تتذوق حلاوة الحياة وبهجتها وسرها حتى تعيش بقلب لا يعرف الحقد والحسد والضغينة والمكر.
بل لا يعرف كيف يخاصم ويعادي..؟!
قلب نقي زكي طاهر باسم واسع..
وهل شرعت الصلوات والجمعة والصيام والزكاة والحج وكل النوافل والقربات إلا من أجل الوصول إلى هذا القلب الجميل.. تخلية وتحلية وتجلية..
وعنوان الوصول إلى أعلى المدارج أنك تزور الصحيح وأنت المريض وتعتذر للذي أخطأ في حقك .. وتسير مع أصحاب الهمم العالية.