“عالم الوهم”
بقلم : نور الهدى
أما ما يحدث في المواقع من علاقات بين الجنسين فإني أراه حماقات وتضييع أوقات، وحتى لو أراد ذانك الشخصان الارتباط فقد كذبوا على أنفسهم بتصديق التمثيليات والمثاليات التي ينكشف زائفها عند أول فَتْنٍ، وبعد أن تقع الواقعة يصدمون بعالم آخر مخالف لعالم المثالية الوردية المنسوجة في الصفحات الفايسبوكية، ويعلمون أنهم ذهبوا حيث وضعت رحلها أم قعشم …
وما كثر الطلاق وتفشى كالنار في الحصيد إلا لذاك التخوض البليد
فما بني على جرف هار فإنه أسرع إلى الانهيار.
ومن يرضى بشابة تتغزل بهذا وذاك وأولئك، فقد انتكست فطرته وضاعت رجولته، لا خلق له ولا دين، إن هو إلا سليل بهيم ووقود جحيم.
وكذلك من ترضى بشاب يغازل هذه ويعاكس تلك ضاحكا مكفهرا لا يرعى حدودا شرعية، ولا عادات اجتماعية، ما أدنى خلقها وأبلس نفسها.
يظنان جهلا أنه افتراضي وخاب ظنهم المسكين فهو افتراضي الوجود حقيقي الأفعال وجريان قلم الأعمال.
وكم استُغل المراهقون والمراهقات بهذه التفاهات وكثرت الجرائم واشتدت الهزائم في هذا الجيل بسبب سوء استخدام هذه المواقع.
ومذ أيام قلائل سمعت بطالب في الثانوية لم يعدُ عمره 16 سنة، أخذ مطرقة في حقيبته وضرب بها رأس خليله بسبب فتاة عرفها في هذا الفضاء فماذا جنى عليه هذا الهراء؟
وهذا شاهد والشواهد كثيرة واسألوا المحاكم تسمعوا العجائب.
إن بقاء الخيّرين هنا إنما هو للعلم والتعليم ونشر صحيح الدين ونصح أنفسهم وغيرهم لعل وعسى.. ورب كلمة قد تدخل الفؤاد غفلة فتوقظه من سبات الآثام وترشده لطريق الإسلام.
وليسوا متفرغين للخوض في تفاهات حب وهيام وولَه صبيان.
ولا هم ممن يتسلى مع هذه وتلك ثم يحظرها ذاهبا لأخرى منتشيا بقبيح الصنيع متناسيا معية ربه البصير السميع
ومن ترضى لنفسها الهوان فقد هانت وما لجرح بميت إيلام.
وأي شيء تركته للزوج الذي يأتي قاصدا بيتها للحلال.
الأنثى درة تاجها حياؤها فإن سقط منها فلن يعود كما كان وللمجتمع نظرة لا ترحم، من تسلم قلبها للوهم لا تستحق قلب من يأتي قاصدا الحلال …