بناتنا والحب
أ. رشيدة زبيري
الحب …كلمة أسالت الكثير من الحبر وتكلمت فيه العديد من الألسن . ماهيته؟ ..وجوده من عدمه؟ .. أصله؟ ..أسبابه؟ .. نتائجه
أسئلة كثيرة تتبادر إلى ذهن الفتاة والفتى الشاب والشابة على السواء وهي مرهقة في مرحلته العمرية هذه حيث يبدأ باكتشاف ذاته وميولاتها …
الحب مشاعر وعواطف وميول للنفس والقلب إلى إنسان ما.. ذكرا او أنثى وهذا النوع من الميول ما يهمنا في حديثنا بغض النظر عن الميولات للأشياء المادية كاللباس والطعام والسفر وغيرها … الآن ومادام الحب موجودا فهل هو حسن أم قبيح؟ . هنا نقول أيتها البنت الطيبة إنه ما كان حسنه حسنا وما كان قبيحا منه فهو قبيح ويكون الميزان في ذلك عزيزتي الدين والعرف والفائدة والمضرة إذ أن حب الله ورسوله صلى الله عليه وسلم حب حسن ومرغوب فيه ومحمود وكذا حب الوالدين والأهل مثلا وعليه كل حب نظيف ليس للشيطان فيه يد ولا يقود إلى المهلكة يقول الله تعالى {وَلاَ تَتَّبِعُواْ خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُّبِينٌ} هكذا يظهر لنا الحب القبيح المذموم وهو بكل صراحة ما نراه بين الفتيات والفتيان.
فهل تعلمين أن هذا الحب يهلكك بنيتي؟..
وإذا كنت تعلمين أنه سيء وقبيح ما الذي يجعلك تستمرين في مثل هذه العلاقات المشبوهة؟ ..وإن قررت التوقف عن هذا الانحراف فكيف تتخلصين من حب يؤذيك؟ ..
الآن نتحدث إليك عزيزتي الفتاة المسلمة الدرة النقية الزهرة الفواحة التى نجتهد للحفاظ عليك كما تحبين الحفاظ على نفسك:
أولا:
انت تعلمين أننا كبشر نملك جسدا وروحا ونفسا وهذه النفس كتب فيها المتخصصون الكثير وفيها تحدث هذه التفاعلات الشعورية كالحب مثلا فبطبيعة الحال شعرت وأنت طفلة بحبك لوالديك والميول لهما وللأهل بل والاطمئنان والأمان في كنف هذا الحب وتكبرين قرة عيني فتكتشفين من حولك وجود جنس آخر موازيك تكون لديك ميولات للتواصل معه والارتباط به فهل هذا طبيعي .. نعم هذا طبيعي جدا؟ …. إذن أين الخلل؟ ..وأين غير الطبيعي؟ ..
زهرتي المميزة ..الشاذ أن يكون هذا الحب والميول خارج إطار الارتباط الشرعي وهو الزواج الذي سمح لنا فيه الله تعالى بممارسة كل شهواتنا ومشاعرنا فيما ارتضاه لنا كي يميزنا عن الحيوانات والبهائم فالله تعالى يقول { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ} واعلمي بنيتي أن الفتى قد بلغ ما بلغت أي أن الذكور تجتاحهم نفس المشاعر والميولات باختلاف في خصوصيات كل جنس هو أيضا يبحث عن فتاة أو فريسة يجرب فيها شهواته الذكورية التى ظهرت عنده … فلا تكوني أنت فار التجارب . نعم لا تجعلي من نفسك مطية ولعبة يتلاعب بها ويرميها إذا ارتوى وشبع منها وربما تعدى لعبه ومجونه أن وجد الضعف منك من درجة المشاعر والحب إلى الاستغلال الجسدي باسم العشق والهوى الواهم وتحدث الكارثة والطامة وهي الزني …نعم يجب أن نسميه باسمه فهو الزنى وله عدة درجات من زنى العين إلى زنى اليد إلى زنى الفم فزنى الفرج … ثم يرميك مذؤومة مدحورة.
فهل ترضين لنفسك ولمن يحبك هذا الذل؟ ….
توقفي الآن وتأملي إجاباتك واشحني قدراتك على تغير الحال وكسر الأغلال…
الآن وقد استحضرت الصورة القبيحة والمتوحشة لهذا الحب سنعلمك – لماذا لم تتوقفي عنه؟ .. وكيف تقطعين علاقتك بهذا الحب الواهم ؟..
*اعلمي أنك الآن تحت التخذير وعقلك مغيب تماما تحت تأثيرات عدة منها الإعلام ووسائله الشيطانية التي يصور فيها الزنى والعهر والفجور حبا وعشقا ويدفع بالفتاة المسلمة الدرة الثمينة إلى الانحلال ويجعل الأمر طبيعيا وعاديا وهدفه تدمير أجيال الإسلام من بعدك وعن طريقك وهو يخطط لهذا منذ الأزل فلا تكوني بنيتي المعول الذي يهدم أمتك مرة باللباس الفاضح ومرة باللقاءات المشبوهة مع الشباب ومرة بالتواصل عبر الانستقرام والفايس بوك وغيرها …إذن كوني حازمة واستحضري وعيك وعقلك وقولي (أنا درة أمتي . أنا من تعب أبواي في تربيتي .أنا من ابني مستقبل الأجيال الصالحة وابني وطني) ثم اعتني بنفسك وقوديها إلى الصلاح واشغلي وقتك بالمواقع المفيدة في اليوتوب وتوقفي عن متابعة مسلسلات الانحلال الأخلاقي … سيكون الأمر صعبا في البداية ولكنك تصلين بإصرارك ووعيك .
ثانيا:
تواصلك مع الشاب الذي يصطادك بالكلام المعسول الكذوب والمسموم يضعفك كلما فتحت له المجال . لذلك كوني حازمة وقومي بحظره على كل وسائل التواصل وعبر الهاتف ولا تتركي له فرصة ليكلمك على قارعة الشوارع فيلعنك كل المارين ويلعن من رباك بل استعيني بشخص تثقين فيه كي يؤازرك في هذه المرحلة وتصلين لبر الأمان بإذن الله .
ثالثا:
قال أرسطو عن هذا النوع من الحب والعشق والهوى (هو جهل عارض صادف قلبا فارغا لا شغل له ولا تجارة ولا صناعة ).
نعم أيتها الفتاة الجميلة. إن فراغ قلبك من حب الله ورسوله وعدم الانشغال بالعلم وتطوير الذات والرياضة بل وحتى الأشغال اليدوية كالخياطة والطرز والكروشيه …فراغ شغله ذاك الشاب المتسكع الضال الذي لا عمل له ولا هدف سوى اصطياد الفارغات . لذا كان لزاما عليك حفظ كتاب الله وسنة رسوله في مجموعات مؤمنة تساعدك وتساعدينها فهذا يمدك بقوة عظيمة … كما وجب عليك في هذا السن طلب العلم كي لا تندمي يوما ما على ضياع فرصة التحصيل العلمي والأدبي وتعلم الحرف المختلفة.
رابعا:
بنيتي ..يقال في الأثر ..قل لي من صديقك أقل لك من أنت
ويقال أيضا الصاحب ساحب
فاعلمي أن أي صديقة فاسدة لا تريدك إلا صورة منها ..إذ أن حقدها ووضعها النفسي المتردي وشياطينها يدفعونها لإقحامك في (الحب والزنى) على أوجه شتى حتى أنها تعرفك على شباب شياطين هذا كله كي ترتاح من تأنيب ضميرها الذي يزجرها عن المحرمات فإن سقطت في مستنقعه وهم الحب مثلها قالت (إذا عمت خفت) نعم فهي أو هو أيا كان يعلم سوء ما يفعل لذلك يحب أن يعم السوء في من حوله كي لا يشعر بالاختلاف والخزي ..وأنت هي الهدف . فاقطعي علاقتك بهم نهائيا .. الآن …الآن .
خامسا:
يقول الله تعالى {وَقُل لِّلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ…}.
حبيبتي بنيتي إن العري والسفور واللباس الفاضح الضيق الذي يظهر مفاتنك لا يأتيك إلا بشر من الشباب الذي يتفحصك كبضاعة رخيصة لا يهمه ما تحملين من فكر ولا من خلق وإن تحرك الشاب لشهوته رماك مباشرة بعد النيل منك ويبحث عن أخرى ..
والحل هنا أن تلتزمي باللباس الإلهي وهو الحجاب الساتر والذي أجمع العلماء على فرضيته على كل مسلمة بالغة حرة وعاقلة هذا اللباس المحتشم يفرض احترام الشباب لك وخاصة إذا كنت ممن يتحدثن بحياء وصرامة في نفس الوقت ولا يقبلن أي تجاوز في الكلام .
زهرة الإسلام بنيتي لقد تعرفت على ماهية الحب أنواعه وكيفية التخلص من السيئ فيه فكوني قوية وتتبعي الخطوات لترين سحرها على حياتك وتشهدين قوة شخصيتك واتساعا لفهمك واستيعابا لتحولات نفسيتك فيكون عقلك هو المسيطر وترين الطريق أمامك واضح … وإذ بك فتاة صالحة يأتيك الله بالشاب الذي يماثلك ويصونك تتفجر عواطف وحب كليكما في الزواج مع الأجر والحسنات على كل الحركات والسكنات في عشك الزوجي حيث لا تنتهي صلاحيتك بانتهاء جمال جسمك .
يا فتاة الإسلام أنت البانية لصرح أمتك فهكذا كوني .