مقياس القدوة / مداني حديبي

القدوة ليست كلاما نظريا ولا ترفا فكريا ولا شقشقة لسان ولا مضغ مصطلحات.. بل عبير تشمه من مسافات وسمت وحال وحلاوة تفيض من قريب… والقدوة الحقيقية تظهر أول ما تظهر في البيت حوارا ورفقا وتصابيا وتغابيا وحنانا وخدمة ومرحا..
فقد تجد من هو غاية في الرقة والرفق والمرح خارج بيته مع زملائه وأحبابه.. وحينما يدخل البيت يتجهم ويقطب جبينه ويسب ويلعن..
حتى أن امرأة قالت لزوجها.. ما لك لا تبتسم داخل البيت هل أسنانك عورة..؟!..هههه
خارج البيت يشمت العاطس ويرد السلام ويبتسم مع هذه وذاك.. داخل البيت شخص آخر لا سلام لا ابتسام لا حوار..
هو يظن أن الهيبة والانفعال والجد الزائد هي المسافات الضرورية للتعامل مع أهل البيت والإبقاء على الاحترام.
حتى أن بعض البيوت تستريح وتتنفس حينما تغيب عنها هذه النماذج الصادمة المستبدة المتناقضة…
لهذا الحبيب صلى الله عليه وسلم كان واضحا في شأن القدوة والخيرية … خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي.. كان في بيته بساما ضحاكا.. يسابق عائشة.. يضع الحسن والحسين على ظهره..
المقياس الحقيقي للقدوة هو البيت فلا داعي للتمثيل خارجه بالتظاهر بالأخلاق والأذواق وبيتك يحن ويشتاق إلى بسمتك وطيبتك ومرحك وتصابيك.