مشاركة الجمعيات في خدمة المنفعة العامة محور ملتقى وطني بجامعة الجزائر 1/ تغطية: فاطمة طاهي
أكد الأكاديميون من أساتذة ودكاترة وطلبة جامعيين على أهمية مشاركة الجمعيات في خدمة المنفعة العمومية بجانب ما تقدمه المرافق العامة للدولة من خدمات، وخاصة في الوقت الراهن الذي تواجه فيه الجزائر أزمة اقتصادية واجتماعية، والذي يمكن للجمعيات أن تكون آلية من الآليات الهامة للتصدي لها، وذلك في ملتقى وطني حول مشاركة الجمعيات في خدمة المنفعة العامة، يومي: 22 و23 جانفي 2020 بجامعة الجزائر 1 يوسف بن خدة كلية الحقوق، تحت إشراف الأستاذة الدكتورة سعاد غاوثي، وحضر فعاليات الملتقى نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين الجزائريين الدكتور عمار طالبي إلى جانب ممثلي المجتمع المدني الذين أثروا الموضوع بمداخلاتهم واستفساراتهم، وقد تطرق الباحثون إلى الإطار التاريخي النصي والمؤسساتي للجمعيات ومدى مشاركتها الميدانية في خدمة المنفعة العمومية، كما قدموا جملة من المقترحات لاسيما بخصوص تشجيع التشريع الجزائري للجمعيات للمساهمة في خدمة المنفعة العمومية.
أمال قبايلي: الدور الريادي لجمعية العلماء المسلمين في التعليم والإصلاح
تحدثت أمال قبايلي، طالبة الدكتوراه بكلية الحقوق، عن السياسة التشريعية الفرنسية في محو الشخصية الجزائرية المسلمة وفي توطيد الاحتلال، حيث تحدثت عن أهم النصوص التشريعية المتعلقة بالتعليم وعن آثار هذه السياسة الفرنسية على المجتمع الجزائري، كما أشارت إلى دور الحركة الإصلاحية لجمعية العلماء المسلمين في ظل هذا التضليل السياسي والقانوني للمستدمر الفرنسي، وكيف تصدت الجمعية للسياسة الفرنسية، حيث تحدثت عن ظهور فكرة الإصلاح التعليمي والديني، وعن أهداف ومقاصد الجمعية من خلال قانونها الأساسي.
مدبر صدام حسين: البحث عن معايير نصية بشأن القانون المنظم لحرية الجمعيات
ذكر طالب الدكتوراه بكلية الحقوق، مدبر صدام حسين، أن الإشكال المطروح يكمن في طريقة تنظيم القانون لحرية الجمعيات المعترف بها في النصوص الأساسية، مشيرا إلى أن الحق في تأسيس الجمعيات من ضمن الحقوق والحريات العامة الجماعية المعترف بها في كل الدساتير الجزائرية، كما أضاف أن الجزائر صادقت على الصكوك الدولية المتضمنة ضمن بنودها الاعتراف بحرية الجمعيات، ومن أهمها ما جاءت به المادة 22 من العهد الدولي الخاص بالحقوق المدنية والسياسية، كما أشار إلى أن ما يلاحظ من خلال مواد النصوص الأساسية المعترفة بحرية الجمعيات أنها لا تعترف بهذه الحرية دون إحالتها إلى القانون الذي ينظم شروط وإجراءات ممارستها، مضيفا أن حرية الجمعيات عرفت منذ الاستقلال عدة قوانين تنظم شروط وإجراءات ممارستها.
سوسي أمال: مساهمة المنظمات غير الحكومية في إرساء قواعد حقوق الإنسان
أشارت طالبة الدكتوراه بكلية الحقوق، سويسي أمال إلى أن المنظمات الدولية غير الحكومية تشكل حجر الأساس في تعزيز وحماية حقوق الإنسان كونها تؤثر في مناقشات وقرارات وإجراءات مختلف الهيئات الوطنية والدولية، كما تساهم في تقديم معلومات وتوصيات حول أوضاع البلدان بشكل عام، وتساعد على رفع مستوى الوعي لدى المجتمع حول أهمية حقوق الإنسان، كما أضافت أن المجتمع المدني لعب دورا هاما باعتباره صوتا للعديد من ضحايا انتهاكات حقوق الإنسان وهو الأمر الذي جعل المنظمات الدولية غير الحكومية تعد من الأطراف الفاعلة والمؤثرة في المسرح الدولي.
فريد دبوشة: علاقة الجمعيات بالمجالس المنتخبة على المستوى المحلي
كما أشار الدكتور فريد دبوشة أستاذ بجامعة الجزائر كلية الحقوق، أن للجمعيات دورا جد هام في تلقين المواطن مبادئ النضج المدني وكذا تنمية تكوينه الديموقراطي، باعتبار الحركة الجمعوية القناة الأبرز لتأطير مشاركة المواطنين في تسيير الشؤون العمومية خاصة في ظل أزمة التمثيل ومحاولة الاتجاه نحو المقاربة التشاركية والتي قوامها مجتمع مدني فاعل، كما دعا المتحدث إلى إعطاء تصور جديد للجمعيات يناسب مكانتها الحالية والأهداف الموكولة إليها، لتكون شريكا فعالا في صنع القرار والتخفيف من عبئ الوظائف والمسؤوليات الملقاة على عاتق الدولة وهذا من خلال توفير العديد من الآليات والضمانات الدستورية والتشريعية، كما أشار الدكتور إلى ضرورة ربط جسور التعاون بين المجتمع المدني وبين المجتمع السياسي أو الشريحة المنتخبة، وذلك من خلال تحفيز الجمعيات على النشاط والعمل وفسح المجال أمامها للمشاركة في تسيير الشأن العمومي.
بوخروبة كلثوم: مساهمة جمعيات أولياء التلاميذ في المدارس الخاصة والمتخصصة
أشارت الأستاذة بوخروبة كلثوم إلى أن جمعية أولياء التلاميذ والمدارس الخاصة والمتخصصة كلاهما تحكمهما نصوص قانونية محددة سواء من حيث الإجراءات المتبعة لإنشائها وتنظيمها وكذا من الناحية المالية، كما أضافت الأستاذة أن جمعية أولياء التلاميذ على مستوى المدارس الخاصة والمتخصصة لا تلعب دورا فعالا من حيث الآفاق سواء في مجال كيفية التعليم أو البرامج، في حين لها دور في مجال الثقافة من حيث تربية الأطفال والنشاطات الثقافية داخل هذه المدارس، وفي هذا الصدد دعت المتحدثة إلى إعادة النظر في إعطاء نوع من الحرية لجمعية أولياء التلاميذ في مجال تقديم اقتراحات والأخذ بعين الاعتبار بها من طرف السلطات العمومية لتطوير وتحسين مستوى التعليم.
أحميداتو محمد: مكانة الجمعيات في قطاع التعليم العالي والبحث العلمي
قال الأستاذ أحميداتو محمد، أستاذ بجامعة الجزائر 1 كلية الحقوق، أن القانون أعطى حق الانضمام للأساتذة وللطلبة للجمعيات في القانون التوجيهي للتعليم العالي، كما يسمح هذا القانون حسب المتحدث بإنشاء وحدات للبحث ومخابر بحث وفرق البحث داخل الجمعيات، كما تحدث عن تمثيل الجمعيات على مستوى عدد من الهيئات التابعة لقطاع التعليم العالي والبحث العلمي، ومن بين هذه الهيئات أشار المتحدث إلى المجلس الوطني للبحث العلمي والتكنولوجيات وكذا الندوة الوطنية للجامعات والمجلس الوطني لتقييم البحث العلمي والتطوير التكنولوجي واللجان القطاعية الدائمة للبحث العلمي والتطوير التكنولوجي.
بن سنوسي فاطمة: النشاط الجمعوي وتأثيره على الشباب
أشارت الأستاذة بن سنوسي فاطمة إلى أن العمل الجمعوي لدى الشباب يلعب دورا حيويا في تحقيق الاستقرار الاجتماعي والتعايش وكذا الانسجام بين الأجيال، وهذا من خلال إتاحة الشباب فرص المشاركة في الجهود التنموية وفي البناء والتعمير لأكبر شريحة اجتماعية، كما تضيف الأستاذة أن الدور الحقيقي للجمعيات أصبح يمس الكثير من الأنشطة ذات البعد التنموي وهذا لتوفير فرص التوظيف وكذا تحديد أنواع الاحتياجات الأساسية وإتاحة الإمكانيات للشباب من خلال الوساطة والتنسيق مع الدولة والخواص.
فايزة سعيداني: التمويل العمومي إشكالية قانونية لإشراك الجمعية في خدمة المنفعة العمومية
ذكرت الأستاذة فايزة سعيداني أستاذة بجامعة بومرداس، أن تنظيم النصوص القانونية لميزانية الجمعيات وكذا الرقابة المفروضة عليها لا تخلو من القيود التي تلزم الجمعية باحترامها وعدم تجاوزها، مشيرة في هذا الصدد أن هذه القيود قد تكون عائقا أمام تجسيد الغرض الذي أنشئت من أجله وكذا مساهمتها في التنمية، وتضيف أن هذا ما يؤثر حتما على الإدارة الرشيدة والتسيير الفعال للجمعيات، وذلك أن القائمين على إدارتها عاجزون أمام هذه المعوقات بالقيام بدورهم التنموي والمساهمة في النهوض بترقية المجتمع وهو الأمر الذي قلل من فرصة حصول الجمعية على إعانات الدولة.
ساطوطاح كريم: تقييم رقمي للدينامكية الجمعوية في الجزائر
وقد اعتبر ساطوطاح كريم، طالب الدكتوراه بجامعة الجزائر 1 كلية الحقوق إلى أن نشاط الجمعيات قيمة مضافة تكميلية للنشاط العمومي، والذي تسعى السلطات العمومية لترقيتها بغرض تكريس مشاركتها في تسيير الشؤون العمومية، لتضطلع بمسؤوليات متزايدة تستثمر في ميدان المرفق العام، مشيرا في هذا الصدد أن قراءة الأرقام يظهر الحالة الكمية والنوعية للجمعيات سواء الوطنية والمحلية.
آسيا عمار شريف: دور الجمعيات في تسيير التعمير المحلي
أشارت الأستاذة آسيا عمار شريف، أستاذة بجامعة المدية إلى أن الدولة تستعمل في تسيير التعمير المحلي أدوات التعمير الجماعية من مخطط شغل الأراضي ومخطط التوجيهي للتهيئة والتعمير، وذكرت الأستاذة في هذا الصدد القانون 90/29 المؤرخ في 01 ديسمبر عام 1990، والمتعلق بالتهيئة والتعمير المعدل والمتمم، والذي كرس مبدأ التشاوري لتنفيذ السياسة العمرانية وذلك بإشراك الجمعيات الناشطة في مجال البيئة وحتى المواطنين، وتضيف الأستاذة أن الواقع العملي أثبت عدم مشاركة الجمعيات في إعداد هذه المخططات الهامة، والتي تمس كل نواحي الحياة الكريمة للمواطن من صحة وتعليم ونقل وبيئة، وهذا بسبب عدم التحسيس بأهمية هذه المشاركة.