بمناسبة عيد الأضحى: رسالة إلى الأمّة / الأستاذ الدكتور عمار طالبي

إن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين لتهنئ الأمّة الإسلامية في جميع أنحاء العالم بعيد الأضحى المبارك، وتدعو الله تعالى أن يعيده عليها بالسِّلم والخير، وأن يخفّف معاناة الشّعب الفلسطيني، وما يتعرض له من عدوان واستيطان، وأن تقوم دولته الحرة على أرض فلسطين، بقرار دولي ينهي تعنّت الصهاينة، وتمنعهم من كل قرار دولي، وما أكثر هذه القرارات الأممية، ولعل الأمين العام يقوم بواجبه في هذا المجال، وقد فشلت كل المفاوضات التي لا يقصد منها إلا ربح الوقت، وإقامة المستوطنات التي تعيق إقامة دولة فلسطين.
وأن تسمح السلطات المصرية بدخول قافلة “الجزائر- غزة” الإغاثية عبر معبر رفح، لتخفيف معاناة المرضى وآلامهم، وقد أخذت الأمراض السرطانية تفتك بهم، ولا يجدون دواء ولا علاجاً، بمناسبة هذا العيد المبارك.
وأن يداوم المرابطون بالمسجد الأقصى المرابطة للدفاع عنه، ضد الاقتحام المتواصل الذي يقوم به المستوطنون، وأعضاء الكنيست بحراسة أمنية، وأن تسعى المنظمات الإنسانية الحقوقية لإطلاق سراح الشيخ رائد صلاح، الذي يتواصل سجنه، ولا تتوقف مضايقته، والعدوان عليه من سلطة الصهاينة.
كما يجب أن يقف المسلمون وخاصة منظمة التعاون الإسلامي، وجامعة الدول العربية، والاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، ومؤسسات العلماء في الأوطان الإسلامية موقفاً في المجتمع الدولي لإنقاذ شعب الروهينغا، الذي يتعرّض للإبادة الجماعية في وطنهم.
ونحن نشكر البابا – الفاتيكان – على موقفه الإنساني المشرّف، والمنظمات الإنسانية الحقوقية على اهتمامها ونداءاتها المتكررة.
أما سوريا، فقد طال أمد خرابها وسفك دماء شعبها، فندعو كل الأطراف إلى وقف هذا القتال المدمر للإنسان وللمدن والحضارة، وتدبير الحوار، وتنظيم الانتخابات بحرية ليعبّر الشعب السوري عن اختياره.
وندعو الإخوة الأكراد أن يحافظوا على وحدة العراق، فإن عهد القوميات الضيقة قد ذهب، وليذكروا مجدهم الذي خلّده صلاح الدين الموحد لجهاد الأمّة وخلاصها من احتلال بيت المقدس، وأن يتفادى العراق الشقيق كل دعوة طائفية تقسم الدولة الواحدة، وتبث الشقاق والنزاع، فالسُنّة والشيعة مسلمون وكفى.
كما ندعو إخوتنا في ليبيا أن يوقفوا كل نزاع وقتال، وأن يتوحدوا لبناء دولتهم من جديد، فإن استمرار القتال يضر بمصالح الشعب الليبي ويعرضه لحرب أهلية، وخسران مبين وعاقبة وخيمة.
ونهيب بأعضاء مجلس التعاون الخليجي أن ينهوا المقاطعة والحصار عن دولة قطر الشقيقة، فإن المصلحة تقتضي الحوار، وحسن الجوار، لا العداوة والحصار، وأن يتعاونوا على إنهاء الحرب المدمّرة باليمن الشقيق، الذي تفتك به الملاريا والجوع، وأن تحفظ مصالح كل الأطراف المتنازعة لإعادة الدولة ووحدتها، بوقف هذا الدمار والخسران.
كما ندعو إخواننا وجيراننا في مالي أن يتصالحوا حفاظاً على وحدة شعبهم ودولتهم، فإن في ذلك كل الخير والأمن لهم.
وأما ما يحدث في أوروبا من عدوان على الأبرياء، فإننا نستنكر ذلك ونندد به بأقوى عبارات التنديد، فذلك يشوّه سمعة الإسلام الذي يدعو إلى السلم والأخوة الإنسانية، والإيمان بكل الديانات السماوية في أصولها الأولى، وأن أقرب الناس إلى المسلمين إنما هم المسيحيون، كما يصرح به القرآن، وقد أدى هذا إلى التخوف من الإسلام، بسلوك بعض الذين يدّعون أنهم مسلمون، ويقومون بأعمال تتنافى مع سماحة الإسلام تمام التنافي، إننا ندعوهم إلى التعقّل ومراجعة أنفسهم لعلهم يهتدون، ويدركون أن أعمالهم تضر بالإسلام والمسلمين أيما ضرر.