هل أصبح ترمب إرهابيا؟/ أ. د. عمار طالبي

إن المتتبع لسياسة الرئيس الأمريكي المضطربة، المتناقضة يدرك بسهولة ووضوح أن الرجل يتخذ قرارات دون أن يدرسها ويفكر في عواقبها، وشأنه أن ينفذ على ضوء ما تصل إليه الاستخبارات من معلومات، فيأمر بالاغتيال والقتل، يسير على منوال بني إسرائيل التي همها أن تغتال الفلسطينيين فهذا أبو جهاد في تونس وهذا أحمد ياسين وهو مقعد وغيرهما.
فأصبح رئيس دولة عظمى إرهابيا يغتال من يخاف منه، ولو كان عنصرا في جيش دولة مستقلة، وسافرا بطريقة علنية ونزل بمطار بغداد، فضربوا بصاروخين سيارتين فاغتالوا قاسم سليماني وأبو مهدي مهندس بدعوى أن قاسم سليماني تسبب في قتل عدد من الأمريكيين، ونسي أن الجيش الأمريكي قتل آلافا من العراقيين والأفغان، واغتال من استعان بهم في مقاومة الاتحاد السوفياتي ووضعوا منهم في السجن المشهور، وأصبح هذا الرئيس يناصب العداء للصين ويعرف الصينيون كيف يردون عليه، ويوقفونه عند حده، كما أوقفته كوريا الشمالية عند حده.
وها هو اليوم لا يتوقف عن تسليط العقوبات على إيران، ويغتال لواء من ألوية جيشها الرسمي، وبذلك يثير توترا كبيرا ويشعل ما يكون حربا تدمر الخليج والعراق وإيران التي لا تسكت إذا ما اعتدي عليها، وتكيل صاعا بصاعين، بلد يحترم كرامته ودولته، وسيادته، وهو وطن مستعص عن التبعية، والذل أو الركوع للأمريكان كما يفعل بعض العرب.
أين سيادة العراق وكرامته؟
جيش مقيم في وطن العراق ويغتال الناس بمروحياته وصواريخه، ويدخل نائب رئيس أمريكا أرض العراق دون إذن ويتصل من كردستان عن طريق الهاتف هل باع العراق سيادته للأمريكان، وهل يمكن بقاء جيش الأمريكان في العراق بعد هذا كله؟
إنه احتلال، وهؤلاء الذين كانوا يحكمون العراق جاء بهم الأمريكان، ونصبهم حكاما تابعين له.
وحق للشعب العراقي أن يثور عليهم وعلى الأحزاب الإسلامية الكاذبة وما هي إلا مليشيات متعددة كل منها يسعى في سبيل مصالحه الضيقة، ويكون تابعا لدولة من الدول، إنها لأحزاب هشة لا تملك من سمات الأحزاب الحقيقية سوى الطائفية والحزبية الضيقة الهزيلة، آن الأوان للشعب العراقي ولغيره من الشعوب العربية أن يثوروا على التبعية وهوان أوطانهم على الناس.