الطلبة الجزائريون في تونس بين الموجود والمنشود/ محمد الحاج يوسف
لا يمكن الحديث عن الجزائر وتونس دون التلميح عن التاريخ العريق للدولتين وأواصر الأخوة بينهما وعديد المحطات التي تلاحمت فيها دماء التونسيين بالجزائريين على غرار حادثة ساقية سيدي يوسف في 1958.
هذه الأخوة تدعمت في عدة مواقف بعد الاستقلال وبعد الثورة برزت من خلال وقوف الجزائر إلى جانب تونس اقتصاديا وعسكريا من خلال عديد الهبات والمد العسكري على الحدود، هذا التعاون لم يشمل فقط المجال الاقتصادي والعسكري بل شمل كذلك المجال التعليمي وبرز هذا خصوصا من خلال البعثات المشتركة للطلبة في مختلف الاختصاصات أبرزها قطاع الحقوق، وعند الحديث عن الطلبة الجزائريين في تونس لابد من بيان الموجود والمنشود.
وعند تفحص واقع دراسة الجزائريين في تونس بإجراء عدة تحقيقات وشهادات حية تبين أن النظام التعليمي الجزائري لا يختلف كثيرا عن نظيره التونسي فقليلا ما يجد الطلبة الجزائريون صعوبة في التأقلم مع النظام التعليمي التونسي، يبقى الاختلاف جليا فقط فيما يتعلق بالمنهجية التي تميز النظام التونسي عن غيره من الأنظمة التعليمية في المغرب العربي ككل.
هذا التقارب لم يمنع من تواجد عدة مصاعب يواجهها الطلبة تبرز خاصة في عدم تعميم السكن الجامعي على الطلبة الذكور عكس الإناث، إضافة لغياب المنحة الجامعية بالنسبة للكثير منهم إذ يجد الكثير منهم نفسه أمام حتمية مجابهة المصاريف بمفردهم والكراء على حسابهم الخاص على حد تعبير الطالب الجزائري بجامعة المنار محمد أمين بوبترة.
ولابد من الإشارة في هذا السياق إلى أن عدد الطلبة الجزائريين في تونس إلى حدود سنة 2019 يفوق الـ 200 طالب، ويرجو في هذا الإطار العديد منهم حلحلة الإشكال المتعلق بالسكن الجامعي والمنحة الجامعية لمزيد تسهيل ظروف الدراسة والتخفيف من الأعباء المالية عنهم وعن عائلاتهم، علاوة على هذا، العديد من الراغبين في مزاولة دراستهم في تونس يرجون الترفيع في العدد المحدد للطلبة المبعوثين لمزيد فتح المجال أمام طلبة آخرين لمزاولة تعليمهم في تونس.
فهل تتبنى وزارة التعليم العالي الجزائرية مطالب الطلبة المتعلقة بالمنح والسكن الجامعي؟
وهل هناك نية من الدبلوماسية الجزائرية التونسية في الرفع من عدد الطلبة الجزائريين المزاولين لتعليمهم في تونس لمزيد الانفتاح على المناهج المقارنة وتبادل المعارف والدراسات العلمية وتدعيم أواصر التعامل والأخوة بين البلدين؟