اتركوا ليبيا تقرر مصيرها وحدها!/ أ. د. عمار طالبي
يبدو بوضوح أن أطماعا ونزعة عدوانية تتسلط على الشعب الليبي، وتؤجج نار الحرب الأهلية لتجد هذه الدول مكانة في ثروات هذا الشعب الذي قاوم الاستبداد، والطغيان، وحكم الفرد، الذي لم يبن دولة بمؤسساتها الدستورية التي تحفظ وجود شعب وحريته ووحدته.
وهذه روسيا تلوّث سمعتها بالتدخل عسكريا في ليبيا كما لوّثت نفسها في سوريا بقتل الشعب السوري، وتدمير الأرواح والمدن، فماذا يسمى هذا السلوك إلا استعمارا، وسبق لبوتين أن دمّر جروزني، وقتل شعبها وأباده بلا أدنى إنسانية، وهذا اللواء المهزوم طول حياته يغامر، ويحاول أن يكون دكتاتوريا في ليبيا، وتشجعه بعض الدول ماديا بالأسلحة والطائرات والأموال، ولم يمتثل لأي محاولة سلمية إلى يومنا هذا، ويريد أن يدمر طرابلس على سكانها الآمنين، وهم مواطنوه، يقدم على قتل المدنيين في منازلهم، ويزعم أنه يقاتل الإرهابيين، أليس هو إرهابيا قاتلا، وجنده يقتلون الناس، مما دعا المنظمات الإنسانية تسليم ذلك القاتل المجرم إلى المحكمة الجنائية الدولية، لم يبق اليوم الوصول إلى الحكم بالقتل والتدمير، لأن الشعوب رشدت وأدركت أن مصيرها لا يكون إلا بيدها عن طريق الانتخاب الديمقراطي كما يقع في سائر الدول الديمقراطية في العالم، تنتمي ليبيا إلى اتحاد المغرب العربي، فلا يجوز السكوت، وترك هذا الشعب تنتهك سيادته، وتجتاح مدنه، وتضيع ثرواته، وتجلب إليه الجنود المرتزقة من السودان، ومن روسيا وغيرهما.
ينبغي مساعدة هذا الشعب للدفاع عن وجوده وكيانه، وقد قال الرئيس الجزائري المنتخب في خطابه في حفل تنصيبه أن الجزائر لا تقبل العدوان على ليبيا، ولا تقرير مصيرها دون الجزائر، وقد حاول المغرب، وحاولت تونس، والجزائر، أن يلجأ الليبيون إلى السلم والحوار، ولكن لحد الآن لم يتيسر ذلك، مع دعوة ممثل الأمة المتحدة إلى ذلك باستمرار، وحكومة التوافق معترف بها من كل الدول، ولكن أصبحت الأزمة معقدة، لتدخل أصحاب الأطماع فيها، فزاد ذلك النار اشتعالا، والضحية هو الشعب الليبي.
ونرى جامعة الدول العربية صامتة صمت القبور، ولما أخذت تركيا تقدم استعدادها للمساعدة، وعقدت اتفاقا، ثارت ثائرة بعض الدول، ولم تقل كلمة عن روسيا وتدخلها السافر، كما فعلت في سوريا بدعوى أنها تستند إلى معاهدة مع النظام السوري، وأخذت تقتل الشعب السوري بدعوى الإرهاب، وهل المرتزقة الروس إلا إرهابيين في أقبح صورة من دولة طامعة، لتحصل على قواعد، ومصالح غير شرعية، إنه استعمار أسود في هذا القرن الذي كاد أن يختفي فيه الاستعمار القديم.
إنه استعمار جديد، واستعمال القوة والعدوان على الحق، بالاعتماد على ما تملك من أسلحة فتاكة.
إننا ننادي ونصرخ، ونهيب بدول المغرب العربي أن تقوم بواجبها نحو ليبيا بحرص شديد.