الشيخ نور الدين رزيق يذكر بفقه الاختلاف من مسجد المقرية
ذكر الشيخ نور الدين رزيق في درس الجمعة الذي ألقاه بمسجد أبو حنيفة النعمان بالمقرية في العاصمة بالخصال الحضارية لبناء أمة، منوها بأن لكل شعب وكل مجتمع خصوصيَّاته، وأيّ أمة أو شعب أو مجتمع لا يملك خصوصياتٍ فهو تَجَمُّع بشريٌّ ذائب وفي طريقه للاندثار تحت عباءات الأمم الأخرى، والأمة التي تحفظ خصائصَها وتقوم بواجبها وتُلَقِّنُها أجيالَها هي الأمةُ التي تبقى بقاءَ التأثير والعطاء والمنعَة، مركزا في حديثه على فقه الاختلاف وآدابه مستدلا بالكتاب والسنة، قال الله تعالى: { وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ * إِلاَّ مَن رَّحِمَ رَبُّكَ وَلِذَلِكَ خَلَقَهُمْ وَتَمَّتْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لأَمْلأنَّ جَهَنَّمَ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ}[سورة هود: 118، 119].
وقال إن الاختلاف سنة كونية من سنن المولى عز وجل، مظاهرها تتجلى في اختلاف الليل والنهار، والفصول الأربعة، واختلاف ألوان البشر، وفى الأحزاب السياسة المتعددة، وفي المذاهب الفقهية التي تعددت فيها الآراء في المسألة الواحدة، وحتى يكون الاختلاف ظاهرة صحية معتبرة ونافعة بعيدة عن الخلاف المذموم الذي يفرق الصف ويزرع العداوة والبغضاء بين أفرادة، ويبدد الطاقات
المبذولة، لابد من الإحاطة بفقه الاختلاف من حيث مفهومه في اللغة واصطلاح
الفقهاء، والفرق بين الخلاف والاختلاف وأسبابه، والوقوف على حال الصحابة
حال اختلافهم في عصر النبوة، وآداب الاختلاف في الإسلام، قواعد إدارة
الاختلاف وسياسات حل الخلاف، الوسائلُ المؤدية إلى الاتفاق ووحدة الصف،
حرية اختلاف الرأي وقبول الآخر.
أما في خطبة الجمعة فأشار إلى الحدث الذي تعيشه الجزائر باختيارها لرئيس جديد حيث تحدث عن الحاكم العادل، شروطه وصفاته وما ينبغي عليه القيام به تجاه الرعية والأمة، وأن يعي حجم المسؤولية الملقاة على عاتقه.