أحرار.. وعبيد / أ. لخضر لقدي

الناس صنفان: سادة أحرار ملكوا زمام أمورهم، وعبيد أرهقهم الرق وباعدتهم سبل العتق.
أما الأحرار فدفاعهم أبدا عن الضحية،
وأما العبيد فدفاعهم أبدا عن الجلاد…
فلا تعجب.
لم تعد تسحرني الشعارات،
ولم تعد تخدعني الكلمات.
بت أكثر واقعية، أنظر إلى الحقائق على الأرض، ولا أصدق الكاذبين.
لا تغريني فصاحة المتكلم ولا رقة صوته… ولا آبه إلى وعوده، ولا إلى رقة مشاعره، ولكن أنظر إلى أفعاله، وأتأمل ماضيه.
وباختصار بت أكثر حذراً من الناس، وبت أقل أملا في السياسيين فهؤلاء لا يخجلون من فشلهم ولا يستحون من فعالهم.
{…يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَىٰ قُلُوبُهُمْ…}
قصة: انظر إلى فعل يديه لا إلى دمع عينيه.
يُحكى أن صياداً اصطاد مجموعة من العصافير في يومٍ بارد، ثم وضعها أمامه، وصار يذبحها واحداً واحداً، والباقي ينظر ويتفرج.
وكانت دموع الصياد الجزار تنزل من عينيه بسبب البرد القارس والريح الشديد، فنظر عصفوران إليه وإلى دموعه، فقال أحدهما للآخر: انظر إلى الصياد المسكين، كيف يبدو حزيناً على ذبحنا، إنه يبكي شفقة علينا ورحمة بنا !.
فقال له العصفور الآخر بفطنة وذكاء:
لا تنظر إلى دموع عينيه، ولكن انظر إلى فعل يديه.