عين البصائر

فائدة فقهية…وطرفة سببها التطرف/ أ. لخضر لقدي

من العلامات التي يعرف بها فقه الإمام: حذف الإحرام والسلام ومعنى ذلك الإسراع في تكبيرة الإحرام والسلام كي لا يسبقه المأموم فتبطل صلاته، وتقصير الجلسة الوسطى بالاقتصار على التشهد الأول، فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم إذا جلس في التشهد الأول خفف حتى كأنه على الرضف (الحجارة المحماة) وأن لا يدخل المحراب حتى تنتهي الإقامة وتستوي الصفوف.

ومن فقه الإمام أن لا يطيل الصلاة قراءة وركوعا وسجودا لأن وراءه الضعيف والكبير والعاجز وذا الحاجة.

طرفة:

جاء في كتاب “نثر الدر” لأبي سعد الآبي وكتاب “تاريخ الإسلام” للذهبي، أن رجلا صفع إمام مسجد صفعة شديدة على وجهه، فجيء بالرجل إلى الخليفة العباسي المتوكل، فقال له: إن لم تأتن بعذر مُقنع لِفعلتك هذه، لأدبتك، فقال الرجل: يا أمير المؤمنين لقد مررت في وقت الفجر وأنا في طريق السفر بالقرب من أحد بيوت الله تعالى، فقلت في نفسي لم يتبق على صلاة الصبح إلا القليل، ومن الأفضل أن أصليها في ذلك المسجد كي لا تفوتني الصلاة على الرغم من أني في عجلة من أمري. وما هي إلا لحظات حتى أذن لصلاة الصبح، فتوضأت ودخلت المسجد، فحضر الإمام وبعد أن أُقيمت الصلاة وكبر وقرأ الحمد، استفتح الركعة الأولى بسورة البقرة، فقلت في نفسي لعله سوف يقرأ منها بعض الآيات، لكنه أتم قراءة سورة البقرة حتى آخرها!.

ثم ركع وسجد وقام للركعة الثانية وبعد أن قرأ الحمد، قلت في نفسي أنه الآن حتماً سوف يقرأ بسورة من قصار السور، فإذا به يستفتح بسورة آل عمران، فقلت في نفسي أنه من المستحيل أن يأتي بها كاملة بعد أن قرأ سورة البقرة كاملة في الركعة الأولى، فأخذ يقرأ سورة آل عمران حتى بلغ آخرها!. وبعد أن سلّم من الصلاة وأقبل بوجهه على المُصلين وكادت الشمس أن تطلع علينا، قال الإمام لنا: أعيدوا صلاتكم – رحمكم الله – فإني لم أكن على طهارة! فقمت إليه وصفعته. فضحك المتوكل من ذلك.

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com