الإعاقة النفسية عند الطفل…الأسباب والحلول/ أمال السائحي
الطفل كائن رقيق سهل التشكيل وسهل التأثر بما يدور حوله ومن هنا تكون مسئوليتنا نحن الأمهات كبيرة في تنشئة الطفل وتوجيهه إما إلى الطريق الصحيح فينشأ شابا على نهج سليم بعيدا عن الاضطرابات والمشاكل النفسية، وإما أن ينشأ مليئاً بالعقد النفسية التي تؤدي به إما إلى الجنوح أو أمراض نفسية معقدة ليس لها أول من آخر، فتضره هو أولا ثم تتعداه لتضر من حوله، بحيث يصعب التعامل معه.
ومن الأسباب المؤثرة سلبا على الطفل والتي قد تتسبب في مشاكل نفسية له، يمكن أن نحصرها في هذا المقال رغم ضيق المساحة في الأسباب التي تصدر من الأم والأب معا، لأنهما يمثلان البيئة الأولية التي يترعرع في كنفها هذا الطفل، فهي التي لابد لنا أن نضعها نصب أعيننا حتى ينعم الأطفال بصحة نفسية جيدة لنا أولا ولبلدهم ثانيا، ومن تلك الأسباب على سبيل المثال لا الحصر، ما ذكره علماء التربية الاجتماعية والنفسية للطفل:
– المعاملة القاسية للطفل والعقاب الجسدي والإهانة والتأنيب والتوبيخ، هذا يؤدي إلى توقف نمو ثقته بنفسه، ويملأه الخوف والتردد والخجل في أي شيء يفكر في القيام به، ويصبح عرضة للمعاناة النفسية.
– الخلافات العائلية التي تجبر الطفل على أن يأخذ جانبا إما في صف الأم أو الأب، مما يدخله في صراع نفسي.
– التدليل والاهتمام بالطفل الجديد، فمجيء وليد جديد يعتبر صدمة قوية قد ينهار بسببها كثير من الأطفال.
– إحساس الطفل بالكراهية بين الأب والأم، سواء كانت معلنة أو خفية.
– عدم وجود حوار بين الأب والأم وأفراد الأسرة.
– الإغداق الزائد عليه، وتلبية كل طلباته، والمصروف الكبير الذي يعطى له، بما لا يتلاءم مع عمره، وما يصاحب ذلك من دلال زائد، يفقد الأب والأم بعد ذلك السيطرة والقدرة على توجيه الطفل وتربيته.
– انشغال الأم الزائد باهتماماتها الشخصية، وكثرة الخروج من البيت وترك الطفل.
– تخويف الطفل من أشياء وهمية كالعفاريت والحيوانات المخيفة، من خلال الحكايات التي تحكى له، والتي تترك أثرا سيئا على نفسيته.
من جانب آخر يمكن القول أن سلوك الطفل سواء المقبول أو المرفوض، يتعزز بالمكافآت التي يتلقاها من والديه خلال العملية التربوية، وفي بعض الأحيان وبصورة عارضة قد يلجأ الوالدان إلى تقوية السلوك السيئ للطفل دون أن يدركا النتائج السلوكية السلبية لهذه التقوية، وتكون النتائج عكسية، فمثلا السلوك الجيد ممكن تعزيزه وتطويره، وهو أداة هامة في رفع الحماس وتنمية الثقة بالذات، لأنها تعكس معنى القبول الاجتماعي، الذي هو جزء من الصحة النفسية، والطفل الذي يثاب على سلوكه الجيد المقبول يتشجع على تكرار هذا السلوك مستقبلا، ومن المكافآت التي يبقى صداها يلازم الطفل حتى يكبر وهي: الابتسامة – التقبيل – المعانقة – المديح – الاهتمام – إيماءات الوجه المعبرة عن الرضا والاستحسان.
العناق والمديح والتقبيل، تعبيرات عاطفية سهلة التنفيذ، والأطفال عادة ميالون لهذا النوع من الإثابة. قد يبخل بعض الآباء بإبداء الانتباه والمديح لسلوكيات جيدة أظهرها أولادهم، إما لانشغالهم حيث لا وقت لديهم للانتباه إلى سلوكيات أطفالهم، أو لاعتقادهم الخاطئ أن على أولادهم إظهار السلوك المهذب، دون حاجة إلى إثابته أو مكافأته.
2- على الأهل الامتناع عن إعطاء المكافأة لسلوك مشروط من قبل الطفل (أي أن يشترط الطفل إعطاءه المكافأة قبل تنفيذ السلوك المطلوب منه) فالمكافأة يجب أن تأتي بعد تنفيذ السلوك المطلوب وليس قبله.
السلوك غير المرغوب الذي يكافأ حتى ولو بصورة عارضة وبمحض الصدفة، من شأنه أن يتعزز ويتكرر مستقبلا.
وهكذا يتبين لنا بوضوح تام أن سلوك الأبوين وطريقة تعاملهما مع أبنائهما هي التي ترتد سلبا أو إيجابا على شخصية الأبناء، وهذا يعني أننا مدعوون إلى الحرص كل الحرص على أن لا يصدر عنا أي قول أو فعل يضعف شخصيتهم أو يشوه سلوكهم.