ذكرى

المجلس الإسلامي الأعلى يحيي الذكرى المزدوجة مبايعة الأمير عبد القادر واليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني

دعا المشاركون في الندوة التفاعلية التي نظمها المجلس الإسلامي الأعلى حول “فلسطين القضية المبدئية عند الجزائريين”، إلى تكثيف الجهود لمجابهة المخططات العالمية التي تهدد الأرض والهوية الفلسطينية خاصة في ظل الظروف الراهنة، مؤكدين على ضرورة التوحد بين كل مكونات الساحة الفلسطينية، لتشكيل جبهة قوية، تحقق الانتصار على الكيان الصهيوني، وجاءت هذه الندوة مواكبة لليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني، والتي تتزامن أيضا مع ذكرى مبايعة الأمير عبدالقادر، حضرها سفير دولة فلسطين إلى جانب عدد من ممثلي الهيئات الوطنية الرسمية والمدنية كما حضرها دكاترة ومشايخ الذين أثروا النقاش بمداخلاتهم حول الأبعاد التاريخية والفكرية الجزائرية مع القضية الفلسطينية عبر مختلف مراحلها.

وفي الكلمة التي ألقاها الدكتور بوعبد الله غلام الله، رئيس المجلس الإسلامي الأعلى، دعا فيها إلى توحد الحركة الفلسطينية كما توحدت جبهة التحرير الجزائرية باعتبارها القوة لإنهاء الاحتلال قائلا:”إذا توحد الفلسطينيون تحرروا وانتصر المسجد الأقصى”، مضيفا أن القضية الفلسطينية هي قضية مبدئية، مشيرا إلى موقف الجزائر المعهود مع هذه القضية، ومن جهة أخرى أكد سفير دولة فلسطين بالجزائر، أمين رمزي مقبول، أن الفلسطينيين يسعون إلى إنهاء الانقسام، مشيرا إلى الدور الكبير للثورة الفلسطينية سنة 1965، في إحياء الشعب الفلسطيني، وحسبه هذه الثورة التي استمدت قوتها من الثورة الجزائرية.

وفي محاضرة ألقاها البروفيسور مولود عويمر، أستاذ بجامعة الجزائر، تحت عنوان: “فلسطين في خطاب الحركة الاصلاحية”، تحدث عن تاريخ الحركة الاصلاحية في تعاملها مع القضية الفلسطينية، مشيرا إلى الاهتمام المبكر لرجال الاصلاح بقضية اليهود في الجزائر، بعدما منحت فرنسا جنسيات فرنسية لـ 500 ألف يهودي، لتفضيلهم على الجزائريين، إضافة إلى وعد بلفور سنة 1917 والذي أحيا الصراع بين اليهود والجزائر، لتتفطن النخبة الجزائرية أن هؤلاء اليهود بالجزائر يخدمون لمصالح اسرائيل، كما تحدث عن دور الصحافة في مساندة القضية الفلسطينية من خلال المقالات والمتابعات حول القرارات المتعلقة بفلسطين ومستقبلها، اضافة الى انشاء بعض اللجان في الجزائر لمساعدة الشعب الفلسطيني.

ومن جهة أخرى، تحدث الدكتور محمد البشير بويجرة، أستاذ بجامعة وهران، في مداخلة له بعنون ” الانا الأميري بين أروقة العروبة وعرش الاسلام”، عن المعاني الكبرى في مبايعة الأمير عبد القادر، وهو في 28 من عمره، في فترة كانت تحيط به كل المخاوف والتحديات، لكن مع ذلك أرعب مؤسسات العدو السياسية والعسكرية، مما جعلهم ينفوه إلى دمشق، والتي واصل فيها مسعاه البطولي والاسلامي أين خلف مجتمعا متوازيا متشبعا بالثقافة الاسلامية والتي نشأ في صميمها فكان حافظا للقران ومتعلما للشريعة الاسلامية، مضيفا أن هذه الذكرى، ذكرى مبايعة الأمير تحمل دلالات نفسية وثقافية وسياسية، والجزائر اليوم هي في أمس الحاجة اليها خاصة لهذا الجيل وفي هذه الظروف.

كما أشار الدكتور الفلسطيني رائد ناجي، عضو اتحاد الكتاب الفلسطينيين، أن الجزائر بكل مكونات شعبها وطبقاته ساندت الشعب الفلسطيني مشيرا إلى دور جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وحزب نجم شمال افريقيا وحزب الشعب، كما تحدث عن  اللجان الجزائرية التي أنشأت لدعم القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني ولجمع الاعانة لدولة فلسطين، مثمنا هذا الدور للجزائر الذي يقوم على مبدأ الحرية لكل الشعوب، مشيرا كذلك الى التراكمات التي تكونت في ضمير الدولة الجزائرية.

في نفس السياق ثمن الشيخ يحي صاري، عضو جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وممثلا لها، ثمن إحياء هذه الذكرى التي أكدت على مبدئية القضية الفلسطينية، داعيا إلى ضرورة العمل على تحريرها هذه القضية على جميع الميادين، وإلى ضرورة تبني مبدأ المقاطعة عن كل شكل من أشكال التطبيع شعبا وحكومة مع أي كان يخدم اليهود وهذا الكيان بطريقة مباشرة أم غير مباشرة.

فاطمة طاهي

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com