حكم الزوج المدمن على الخمر والسكر وإهانة الزوجة والأولاد بالضرب/ محمد مكركب

قالت السائلة: إنها متزوجة منذ:(17سنة) وزوجها مدمن على الخمر، يشرب الخمر حتى يسكر ثم يضربها وأولادها، تقول ماذا تفعل؟ هل وجب عليها أن تصبر مع كل هذه المدة وهذه الإهانة؟ أم يجوز لها طلب الطلاق؟ لأنها أصبحت لا تطيق الحياة معه.
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أولا:(حسب سؤال السائلة) أن هذا الزوج المدمن على الخمر وبهذا السلوك، لا يصلح أن يكون زوجا، ولا يؤتمن على تربية أولاده، وقد يضيع الصلاة والصيام، وهما من أهم أركان الدين، وكيف صبرت عنه مدة سبع عشرة سنة؟ وإذا كان يوم أن تزوجها بهذه الصفة كان على ولي أمرها مسئولية عظيمة،كيف زوجها لغير متدين التدين الصحيح؟ والنبي عليه الصلاة والسلام قال:[إِذَا أَتَاكُمْ مَنْ تَرْضَوْنَ خُلُقَهُ وَدِينَهُ فَزَوِّجُوهُ، إِلَّا تَفْعَلُوا تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ عَرِيضٌ](ابن ماجة:1967. والترمذي:1085) وعلى هذه المرأة السائلة أن تعمل بقول الله تعالى: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقاقَ بَيْنِهِما فَابْعَثُوا حَكَماً مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِنْ أَهْلِها إِنْ يُرِيدا إِصْلاحاً يُوَفِّقِ اللهُ بَيْنَهُما إِنَّ اللهَ كانَ عَلِيماً خَبِيراً﴾ (النساء:35) فعليها أن تخبر ولي أمرها، وعلى ولي أمرها أن يتصرف. فإذا لم يسمع الزوج للحكمين ولم يستقم كما أمر الله تعالى يُرفع أمره إلى القاضي ليؤدبه فإن أصر على انحرافه جاز لهذه الزوجة أن تطلب الطلاق، وعلى القاضي أن يحكم لها بذلك وبالتعويض عن الأضرار، وبالنفقة والحضانة. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثانيا: لا يجوز أن يَتْرُكَ وُلَاةُ أمور المسلمين بيع الخمور وأماكن الفسق والفجور في المدن والقرى، يحرم أن يباع الخمر في مدن المسلمين، ويحرم أن تعطى رخص فتح محلات بيع الخمور. فإذا وجد بيع الخمر في مجتمع المسلمين فالمسئولية على الحكام والأمراء، مسئولية سوء الأخلاق وفساد الأسر، لأن بيع الحرام حرام. قال الله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّمَا الْخَمْرُ وَالْمَيْسِرُ وَالْأَنْصابُ وَالْأَزْلامُ رِجْسٌ مِنْ عَمَلِ الشَّيْطانِ فَاجْتَنِبُوهُ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ * إِنَّما يُرِيدُ الشَّيْطانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَداوَةَ وَالْبَغْضاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللهِ وَعَنِ الصَّلاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ * وَأَطِيعُوا اللهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَاحْذَرُوا فَإِنْ تَوَلَّيْتُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّما عَلى رَسُولِنَا الْبَلاغُ الْمُبِينُ﴾(المائدة:90 ـ 92). إن تطهير المجتمع من الخمر والقمار والمخدرات والعري العلني جرائم تقع مسئوليتها على عاتق الحاكم والوزراء. وفي الحديث[كُلُّ شَرَابٍ أَسْكَرَ فَهُوَ حَرَامٌ] والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.