في رحاب الشريعة

حكم قضاء الصيام عن الميت صحيح بل مستحب/ محمد مكركب

قال السائل: توفيت أمي وعليها دين رمضان، كانت مريضة في رمضان وأفطرت، ثم شفيت بعد رمضان، ثم ماتت، فهل يصح أن أقضي عنها هذا الدين؟

الجواب

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.

أولا: قال الله تعالى:﴿فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كانَ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ﴾ (البقرة:185) فالنصيحة لكل مسلم ومسلمة أن من كان عليه دين فليبادر إلى قضائه ولا يسوف ولا يتهاون، قال الله تعالى:﴿وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ﴾ وإكمال العدة عدة الأداء لمن أفطر في سفره أو مرضه. وكذا عدة الهلال سواء كان الشهر تسعة وعشرين يوما أو ثلاثين يوما. والقاعدة الأصلية أنه لا يجوز في العبادات مع الله تعالى، ولا في أداء الأمانات مع الناس التأجيل العمدي بعد حلول وقت الأداء أو وقت القضاء، إلا من كان له عذر شرعي، أو حالة مخصوصة به وحده لا يقاس عليه. والله تعالى أعلم وهو العليم الحكيم.

ثانيا: من كان غير مستطيع لصوم من مرض ولم يشف من مرضه حتى مات، أو أفطر في سفر ومات في سفره، فلا إطعام عنه ولا صوم. عملا بقوله تعالى. ﴿فَاتَّقُوا اللهَ مَا اسْتَطَعْتُمْ﴾(التغابن:16) ﴿وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ﴾(الفتح:17)  وأما من ترتب عليه صيام وقد أمكنه القضاء ولم يقض حتى مات، يصح أن يصوم عنه وليه. لحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم. عن عائشة رضي الله عنها، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال:[من مات وعليه صيام صام عنه وليه] (البخاري:1952. ومسلم:1147) ووليه: كل قريب له ولو كان غير وارث. والخبر في الحديث عام مطلق فيشمل صيام الفرض، أو صيام النذر، أو صيام الكفارة. ففي الحديث أيضا، عن ابن عباس رضي الله عنهما، قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم، فقال: يا رسول الله إن أمي ماتت وعليها صوم شهر، أفأقضيه عنها؟ قال:[ نعم، فدين الله أحق أن يقضى] (البخاري.1953) والله تعالى أعلم وهو العليم الحكيم.

ثالثا: وهل يصح أن يطعم عنه وليه بدل الصيام؟  ظاهر الحديث أنه يصوم عنه [من مات وعليه صيام صام عنه وليه] وقياسا على الأصل فإن الميت المسؤول عنه لو كان حيا وما استطاع الصيام فإنه يطعم، فكذلك وليه يصوم عنه فإن لم يستطع أحد الصيام أطعم عنه، والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com