في رحاب الصالون الدولي للكتاب/ أ. عبد القادر قلاتي
شكَّل الصالون الدولي للكتاب –وما يزال – فضاء رحباً للمجال الثقافي والفكري في بلادنا، فهذه الأيام التي تقام فيها هذه التظاهرة السنوية، تعتبر من أجمل وأخصب أيام السنة بالنسبة للقارئ، والمتابع للشأن الثقافي والفكري، حيث يعيش القارئ الجزائري حالة من الارتباط الروحي والوجداني مع الكتاب، فما تصدره دور النشر العربية والعالمية خلال السنة من عناوين جديدة -تتوزع حسب رغبات القارئ – ينتظرها القارئ الجزائري بشغف كبير، لقلّة وبساطة ما ينشر في بلادنا، فالأيام التي يقام فيها الصالون هي الفرصة الوحيدة للظفر بهذا الجديد الذي ينتظره طلبة الجامعات والأساتذة ورجال الإعلام، وتلاميذ المدارس، وكلّ من له ارتباط بالكتاب في شؤون الحياة كلّها.
الصالون الدولي لهذه السنة لم يعرف حضوراً كبيراً كما عهدناه في السنوات الماضية، كما أنّ العناوين الجديدة قليلة جداً بالنسبة للعناوين المعروفة والمنشورة منذ سنوات، وما كنا ننتظره من كتب سمعنا بنشرها في بعض البلاد العربية لم نجدها –للأسف – في أجنحة دور النشر التي طبعتها، أما دور النشر الشهيرة التي كانت تتحفنا بالجديد مثل الشبكة العربية والمركز العربي لدراسة السياسات، ومركز دراسات الوحدة العربية، ومنشورات ابن النديم، فلم يكن جديدها إلاّ عنواناً واحداً أو عناوين قليلة، والأمر نفسه بالنسبة لدور النشر التي تطبع الكتاب الديني، فلا تكاد تجد الجديد إلاّ فيما هو مكرّر من مواضيع ومعاد، لكن يبقى الصالون الدولي للكتاب له خصوصية ثقافية مختلفة عن كلّ التظاهرات الثقافية الأخرى، وخصوصاً التي تعرفها جامعاتنا من ملتقيات وطنية ودولية، حيث يكون النشاط محصوراً في نطاق ضيّق ومحدود ونخبوي، بينما يكون الصالون الدولي فضاء واسعاً للتعارف واللقاءات بين المثقفين من كلّ أنحاء الوطن وحتى من خارج الوطن، ومتابعة كلّ جديد في عالم الإبداع الأدبي والفكري والمعرفي…