تحت شعار : على عهد الأنبياء والوفاء للشهداء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين تحيي الذكرى 65 لثورة نوفمبر المجيدة ومناسبة المولد النبوي الشريف بولاية الشلف
بمشاركة وفد من القيادة الوطنية لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين
وأعضاء لجنة الإغاثة، وبحضور السيد مدير الإدارة المحلية والسيد المفتش العام لولاية الشلف مُمثّليْن للسيد والي ولاية الشلف، احتضن المتحف الوطني عبد المجيد مزيان وسط مدينة الشلف يوم السبت 12 ربيع الأول 1441هـ الموافق 09 نوفمبر 2019م احتفالية مزدوجة بالمناسبتين كانت تحت شعار:(على عهد الأنبياء والوفاء للشهداء).
وخلال هذه الاحتفالية تم تكريم الرئيس الشرفي لشعبة الجمعية بهذه الولاية المجاهد الحاج محمد بوعبيدة.
انطلق الحفل في حدود التاسعة والنصف بآيات بينات شنّف بها أسماع الحاضرين الشيخ يحي صاري الذي استحضر به الحضور فضيلة الشيخ أحمد سحنون رئيس رابطة الدعوة الإسلامية وواحد من الرعيل الأول لجمعية العلماء تغمده الله بواسع رحمته.
وبعد أن استمع الحضور لنشيد الحرية (قسما) استمعوا لنشيد الهوية (شعب الجزائر مسلم).
بدأت كلمات الجلسة الافتتاحية بكلمة رئيس شعبة ولاية الشلف المهندس الحاج لزعر الذي حيا الحضور كل باسمه وصفته أكد أن الجمعية إذ تقيم هذا الاحتفال فإنها تريد أن تذكّر بحاجة الجزائريين والجزائريات اليوم أن يستلهموا من قيم نوفمبر وهدي المصطفى صلى الله عليه وسلم من أجل تجاوز المرحلة التي يحياها الوطن بسلام، كما نوّه ببيان جمعية العلماء الأخير الذي دعا إلى التزام هذه القيم لأجل المصلحة العليا للوطن، معتبرا تكريم المجاهد محمد بوعبيدة هو تكريم لكل المجاهدين والشهداء.
ثم اعتلى بعده الشيخ عمار طالبي المنصة لإلقاء كلمة المكتب الوطني للجمعية، فحيا شعبة الشلف على هذه الجهود المباركة التي تبذلها لأجل تعزيز الانتماء الوطني والتشبع بالقيم الإسلامية ونحن نعيش نفحات المناسبتين، كما أثنى على المحتفى به المجاهد محمد بوعبيدة والذي حيا فيه هذا الجهد المتواصل منذ حرب التحرير إلى اليوم منوها بما يبذله للقضية الفلسطينية.
ثم تكلم الأستاذ الدكتور الشيخ محمد بن السايح من جامعة الأغواط باسم الضيوف فكانت كلمته روحية بامتياز، ومما جاء فيها أيضا سرد لشهادات من علماء كبار التقاهم في العديد من الدول الإسلامية التي زارها وهي شهادات أبان فيها عن الذي يكنّه العالم الإسلامي لجمعية العلماء حيث قال: أنه مرة في باكستان سأله إسكافي عنها والأمر نفسه مع مفتي الأردن وأيضا علماء من تركيا وماليزيا ومصر وهو أمر كما قال حافزا للحفاظ على الجمعية والاهتمام بها.
كما تحدث عن علاقته بشعبة الشلف التي كان أحد أعمدتها لما كان أستاذا بجامعة الشلف وأمينا للمجلس العلمي لمديرية الشؤون الدينية والأوقاف بالشلف قبل انتقاله للأغواط، ومن شهاداته عن المجاهد محمد بوعبيدة ما كان بينهما من حديث في رحلة قادتهم من الشلف إلى أم البواقي لحضور ملتقى علمي نشطه الشيخ محمد حسان.
وبعد هاته الكلمة كانت الكلمة الرسمية للسيد والي ولاية الشلف والذي أوفد كلا من مدير الإدارة المحلية والمفتش العام للولاية لتمثيله في هذا النشاط المميز، وقد ألقى الكلمة السيد المفتش العام للولاية، مؤكدا على غبطته وسروره بحضور هذا الحفل الكريم الذي جمع العلماء والمجاهدين في ذكرى مزدوجة، ثورة نوفمبر والمولد النبوي الشريف.
وقد قال بأنه بمثل هذه الأعمال التي تعزّز البناء الوطني وترسّخ القيم السامية في الإخوة والتسامح نبني الجزائر ونحافظ على أمانة العلماء والشهداء.
وقبل انطلاق الندوة العلمية استمتع الحضور بوصلة إنشادية من أداء براعم الجمعية، لتنطلق مباشرة الجلسة العلمية التي أطرها الشيخ بن عودة حيرش عضو المكتب الوطني لجمعية العلماء والشيخ محمد الهادي الحسني عضو الهيئة الاستشارية العليا لجمعية العلماء إذ مزجا في مداخلتهما الحديث عن المناسبتين وما يستلهم منهما من قيم نحن في أمس الحاجة إليها مؤكّدين على أن الهدي النبوي الشريف كان هو الملهم لثورتنا المجيدة وهو ما يجب العودة إليه في جزائر اليوم التي تمنى الشيخان أن يصحح من يتولوا أمرها العلاقة مع جمعية العلماء إذ أكبر خطأ ارتُكب بعد الاستقلال هو تهميش جمعية العلماء وبذلك تم تفويت الفرصة على الجزائر في بناء مرجعيتها بناء سليما والمثل يقول أن تأتي متأخرا خير من أن لا تأتي، فالظرف يقتضي تمكين الجمعية من القيام بدورها التربوي والإصلاحي في أريحية.
وبانتهاء المداخلتين استراح الحضور مع عرض مسرحي من أداء براعم الجمعية يتغنى بالوطن.
وكانت المرحلة الثالثة في النشاط هي فقرة تكريم المجاهد محمد بوعبيدة والتي بدأت بعرض شريط فيديو عن مسيرة المجاهد محمد بوعبيدة أعده باقتدار رئيس لجنة الإعلام بشعبة الشلف الأستاذ محمد قمومية.
ثم توالت الشهادات في حق المحتفى به فكانت كلمة الشيخ التهامي بن ساعد إمام المسجد الكبير بولاية برج بوعريريج ورئيس شعبة الجمعية وعضو مكتبها الوطني تحدث عن جهود الرجل في العمل الإغاثي، ثم كلمة الأستاذ صالح إبراهيم عبد الحميد عضو شعبة ولاية الشلف عن فترة دراستهما بالمدرسة الخلدونية إبان الاحتلال وهي المدرسة التي أنشأتها جمعية العلماء وتأمل الجمعية استعادتها اليوم في إطار مسعى استرجاع أملاك الجمعية.
وكان من المقرر أن يقدم الأستاذ محمد بوجلطية شهادة عن مرحلة معهد ابن باديس، إذ درسا هناك ولكن ظروفه الصحية حالت دون حضوره في آخر لحظة.
أما المجاهد طارق بن شين عضو المكتب الوطني لجمعية العلماء فتحدث عن جهاد حرب التحرير وما عاناه هو والمجاهد بوعبيدة وغيرهم من المجاهدين من أجل تحرير هذا الوطن وهي الأمانة التي قال مازلنا نعمل على صيانتها إلى اليوم.
أما كلمة الشيخ يحي صاري عضو المكتب الوطني ومقرر لجنة الإغاثة
فتحدث عن الجهود التي بذلها الحاج بوعبيدة في العمل الإغاثي خاصة القوافل التي توجهت إلى غزة.
آخر الشهادات كانت من نصيب العائلة فتحدث نيابة عنها نجله طارق الذي سرد جزءا من مسيرة والده ومعامتله لهم في البيت إذ قال أنهم وجدوا فيه الأب الحريص على تربية أولاده التربية الحسنة.
وبانتهاء الشهادات تم دعوة الحاج محمد بوعبيدة لمنصة التكريم فتم تكريمه من طرف ممثلي السيد والي الولاية مدير الإدارة المحلية والمفتش العام ومشايخ الجمعية وأعضاء لجنة الإغاثة وأعضاء شعبة الجمعية بالشلف.
والتكريم كان بعمرة لشخصين للبقاع المقدسة واحدة باسم شعبة الشلف وأخرى تكرمت بها شعبة برج بوعريريج في لحظة التكريم للزوجة كي ترافقه للبقاع المقدسة إضافة إلى برنوس قدمته أيضا شعبة الشلف وهدية من الفرع النسوي تمثلت في رسم على الزجاج حمل صورة المجاهد بوعبيدة والشيخ بن باديس وشعار الجمعية إضافة إلى تكريم أرسلته المقاومة الفلسطينية تمثل في درع وزيت الأقصى وكوفية فلسطينية.
وبعدها ألقى الحاج محمد بوعبيدة كلمة شكر فيها شعبة الشلف على هذه الالتفاتة وشكر كل الحضور على مشاركته هذا التكريم.
أما الشيخ الطيب امحمدي بوزينة عضو بالجمعية وواحد من قدماء تلاميذها فقد ألقى قصيدة شعرية في مدح أخيه محمد بوعبيدة.
واختتم الحفل بتلاوة مباركة من الشيخ الحسين وعليلي إمام بالجزائر العاصمة وعضو لجنة الدعوة بشعبة ولاية الشلف.
ثم توجه الجميع إلى مدرسة عائشة أم المؤمنين للإناث التابعة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين ببلدية أم الدروع حيث أكرم الأخ عبد القادر وأسرته الكريمة الضيوف بمأدبة غداء جمعت العديد من أهل العلم والجهاد وأطر الجمعية إن على المستوى الوطني أو المحلي.