شتلات النجاح …/ حسن خليفة

أتصور أن أبناء وبنات الجمعية في غالبيتهم الكبرى، ومعهم شرائح واسعة من المجتمع تتفق على أن أهم حقول العمل في الجمعية هي: التربية، والدعوة والإرشاد، والتثقيف والتوجيه والتهذيب…؛ بما تحمله كل كلمة منها من دلالات ومعان تلتقي في الأصل وفي الهدف، وهي تتكامل في سياق عمل شامل يهدف إلى التهذيب والسمو الأخلاقي، والارتفاع بمستوى المجتمع أداء وخلقا وعيشا. والإعلام ليس سوى وسيلة من الوسائل المحققة لذلك، والمحتوى/المضمون هوالأصل في العمل الديني والدعوي. وعليه فإنني أحاول أن ألفت النظر إلى بعض ما يجب الاهتمام به من إخواننا وأخواتنا ..
فأما التربية وهو هذا الميدان الواسع الذي تبذل فيه الجهود، على تفاوت، فإنه من الحريّ الانتباه إلى أهمية تطويره وتجويده وتحسينه، في كل شؤونه: من التعليم القرآني، إلى التعليم التكميلي، إلى التعليم الموجه نحو الصغار والصغيرات في النوادي إلى محو الأمية لنسائنا ورجالنا، إلى تعليم الحرف والصنائع والمهن.
ومن المبهج أن الكثير من الشعب ـبفضل من الله ـ شقت طريقها المتميز في هذا المجال وحققت إنجازات مهمة. وأريد أن أشير هنا إلى أهمية الاستئناس والاقتباس والأخذ من تلك الشعب، لشعب أخرى، على سبيل الاستفادة من التجربة والبناء عليه.
فكثير من الشعب خطت خطوات جيدة في مجال معين وأظهرت قدرات وحققت انجازات مهمة سواء في طريق التعليم، أو في اختصار الوقت والاقتصاد في الجهود، أو في إنجاز سندات وكتيبات وأدلة عملية، فما أجمل أن يصل ذلك إلى الآخرين في مختلف الولايات والمناطق، وما أجمل أن نتعاون جميعا على احتضان تلك الانجازات وتوسيعها وتحسينها وتطبيقها، وليكن مثالنا هنا ما أنجزه فرع الدقسي ـشعبة قسنطينة ـ في مجال الكتب والسندات الموجهة للتلاميذ والتلميذات الذين واللائي يتابعن جزءا من تعليمهم في هذا الفرع الذي تشرف عليه ثلة من الفاضلات المجتهدات، ويقدمن ـ في كل موسم ـ جديدا في مجال التأليف وإنجاز السندات، وقد اطلع الكثير من الإخوة الزائرين على ذلك، ومنهم مسؤول لجنة ا لتربية ووفد معه قبل أشهر قليلة، والأستاذ رئيس الجمعية.رأي أيضا تلك الثمرات؛ فالحاجة قائمة إلى الالتفات إلى هذه الجهود واحتضانها ودعمها، فلمَ لا يتم الاهتمام بتلك المنجزات والسندات وتتم طباعتها وتوزيعها على النوادي المختلفة في مرحلة تجريبية مع التعهد بتطويرها وتحسينها وتجويدها بمرور الوقت؟
وإنه لمن الواجب الأكيد العمل على هذا في أقرب وقت ممكن …
وفي مجال التعليم الحرفي أو تعليم الصنائع لدينا أكثر من شعبة عملت وتعمل على تقديم نوع جيد من التعليم للسيدات والأوانس، خاصة في مجالات حرفية (نسوية) متعددة، وقد حققت نتائج ممتازة، أشير هنا إلى شعبة بسكرة، وفرع الأهرام، وشعبة تيارت، وشعب أخرى؛ خاصة وأنها تعاقدت مع بعض الإدارات (غرفة الحرفيين ـالتكوين المهنى ـ مديريات التشغيل الخ ) بما يسمح للمتعلمات والمتكونات بأخذ شهادات ودعم يسمح لهن بالدخول في مجال العمل مباشرة، بتكوين جيد وشهادات تأهيل تسمح بالممارسة المحترفة، وتوفير وسيلة كسب شريفة طيبة لأسر وعوائل؛ وأهم ما في المسألة ذلك التكوين المتين على مدار ستة أشهر أو أقل بقليل، والإحاطة بأسرار تلك الحرفة/ الصنعة والوصول إلى التجويد فيها. وهو أمر سبقت الإشارة إليه في بعض المناسبات عند تخريج دفعات من أولئك الأخوات اللائي يتلقين تكوينهن عبر فضاءات الجمعية.
وفي مجال النوادي الخاصة بالطفولة فإن هناك تجارب هنا وهناك مثيرة للإعجاب، وتدعو إلى التدافع في سبيل هذا الخير للصغار أمل المستقبل وذخيرة الوطن الحية. فهل يمكن أن نجد حلولا في هذا المجال ونتعاون بما يحقق أهداف الجمعية والمجتمع فننقل “شتلات ” النجاح والتميز والتفوق من هذه الشعبة إلى الشعب الأخرى، ومن هذه المنطقة إلى مناطق أخرى.
فأرجو التفكير الجدي في هذا الأمر، ولنبدأ ذلك بأنشطة على هامش ملتقيات الجمعية، في شكل معارض وعروض تقديمية تعريفية للإطلاع والتعريف والترويج وتبادل الخبرات …