ملف

جمعية العلماء المسلمين الجزائريين “برؤية مقدسية”

شاء لله -عز وجل- وأنعم على الجزائر بأن رزقها جملة من المخلصين، كتب الله لهم القبول، بإخلاصهم العمل لله تعالى وبذلهم الغالي والنفيس، من أجل بقاء الجزائر بهويتها، دينها الإسلام، ولغتها العربية، ووطنها الجزائر، لقد ظهرت بوادر النهضة، واجتمعت غيوم النعمة ليحط غيث الرحمة، لينبت الكلأ العلم، وتجتمع مياه الحلم، لتتم علامات بدأ بروزها بأرض مقدسة، عندما التقى الأخوان الشيخ عبد الحميد بن باديس والشيخ البشير الإبراهيمي، بالمدينة المنورة، حيث كانا يسمران في بيت الشيخ الإبراهيمي يتبادلان الحديث حول حال الجزائر وشعبها، ومصير دينها وهويتها، فكانت كشرارة لصيحة قال فيها الشيخ عبد الحميد بن باديس: “هَــذا لكُمْ عَـهْــدِي بِـهِ حَتَّى أوَسَّــدَ في الـتُّـرَبْ فَــإذَا هَلَكْتُ فَصَيْـحـتـي تَحيـَا الجَـزائـرُ وَالْـعـرَبْ “.

جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وبيان أبرز دورها:

بعدما ظهر جليا أن الاستعمار الفرنسي يريد تجريد الشعب الجزائري من أقوى ما يملك من مقومات الحياة والمنعة، والحيلولة بينه وبين ما يشده إلى قيمته وحضارته، حتى لم يعد يقوى على القيام بأي شكل من أشكال المقاومة، إلا أن الشعب الجزائري ومصلحوه لم يقفوا مكتوفي الأيدي أمام تلك المحاولات، إنما قاومها بشتى الوسائل، وكان الرد على محاولات فرنسا بتشويهها للعقيدة وتزييفها للتاريخ ومحوها للهوية العربية الإسلامية، التي آمن الشيخ عبد الحميد بن باديس بأن التغيير الاجتماعي في نظره تغيير أساسه المعرفة وأساسه الوعي والاقتناع، وذلك ما حدده الله تعالى في قوله:{إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ} [الرعد:11].

فبدأ -رحمه لله- بشحذ الهمم ورسم طريق الدعوة، وقام مناديا في كوكبة جليلة من رجال الإصلاح والعلم وممن عرف غيرتهم على الجزائر ودينها، ,من غزو صليبي حاقد، فكان بفعل تلاحم قوي متين ما بين الدين والوطن، أنتجت خليطا متماسكا كما قال الإمام ابن باديس:”خليط بين عرب ومازيغ أبوه الإسلام وأمه الجزائر” وعلى هاته القاعدة أقامت جمعية العلماء المسلمين الجزائريين أساس عملها في النهوض بالوطن، متخذة من العروبة والإسلام شعارا لدعوتها، مدركة وهي في بداية الطريق أن النهضة الدينية هي أساس كل نهضة ناجحة، لذلك اتخذت جمعية العلماء المسلمين الدين مرجعا هاما في مجابهة كل ما يشوب هوية الشعب الجزائري خاصة، والأمة الإسلامية عامة، ومثله الشيخ البشير الإبراهيمي بقوله رحمه لله:” إن الأوطان تجمع الأبدان، وإن اللغات تجمع الألسنة، وإنما الذي يجمع الأرواح ويؤلفها، ويصل بين نكرات القلوب فيعرفها هو الدين، فلا تلتمسوا الوحدة في الآفاق الضيقة، ولكن التمسوها في الدين والقرآن تجدوا الأفق أوسع” وانطلقت الجمعية من هذا الإيمان تدعو إلى “صحة العقيدة، واستنارة الفكر، وطهارة النفس، وكمال الخلق، واستقامة العمل، وذلك بالرجوع بالإسلام إلى منابعه الأولى وتعاليمه الصحيحة، انطلاقا من القرآن الكريم، والسنة النبوية الشريفة وهدي السلف الصالح، مجتهدة في الحرص على إحياء تلك الأصول في العقول وفي السلوك، ساعية إلى تصفيتها مما يكون قد غشيها من التزوير والضلالات، مؤكدة في الوقت نفسه، قدرة الإسلام على تقبل الحضارة الحديثة، ومسايرة التطور لما يشتمله من مبادئ اجتماعية وإنسانية، داعية إلى الإقبال على الحياة وطلب المجد فيها والسعي إلى كسب العلم والعمل به، وكان على هاته الجمعية وهي تحمل ثقل الدعوة والإصلاح وتحرير الإسلام من السيطرة الأجنبية حين صرح رئيسها قائلا:” لو قالت لي فرنسا قل لا اله إلا لله ما قلتها” لأن لا اله إلا لله كلمة تقوى وإيمان منبعها القلب المؤمن بها موقنا بمفهومها عاملا بموجبها، وأنها ليست كلمة تقال فقط أو طقوسا يتمتم بها، إنما هي كلمة علم وعمل منبعها وحي الهي ورعاية ربانية. فعملت الجمعية على نشر العلم وبذله، تسعى من خلاله إلى تنوير العقول وتصحيح المفاهيم وتأديب النشء وتوعيته لذا أنشد المربي قائلا:

يا نشء أنت رجائنا

وبك الصباح قد اقترب

خذ للحياة سلاحها

وخض الخطوب ولا تهب

فكونت للجزائر رجالا حفظوا لها هويتها وقيمها، وتركت جمعية علماء المسلمين الجزائريين ميراثا هائلا من العلم به تصبح الجزائر منبرا للدعاة وملاذا للكتاب والمفكرين، ومن أراد أن يطلع فعليه بآثار الإمام ابن باديس مؤسسها، والإمام الإبراهيمي أديبها، ومبارك الميلي مفكرها، والعربي التبسي أصوليها، والفضيل الورثيلاني سفيرها، وعبد الرحمن شيبان فقيهها، ولا يسعني الوقت ولا تكفيني الأوراق ويكل معصمي من كتابتها، أو الإحاطة بها، لذا أسأل لله أن يرحم من مات على نهجها، ويحفظ من به قوامها، من العلماء والدكاترة والأساتذة والكتاب والإعلاميين والأئمة، وممن به صلاح الجزائر، والأمة الإسلامية.

مساعي جمعية علماء المسلمين الجزائريين في نصرة القضية الفلسطينية والقدس الشريف:

{سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلاً مِّنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ البَصِيرُ}[الإسراء:1]، من أساس هاته الآية الكريمة استهل الشيخ عبد الحميد بن باديس- رحمه لله – كلامه بجريدة الشهاب ذلك أن قائد النهضة الجزائرية، ورائد إصلاحها الديني والاجتماعي والثقافي قد كتب في افتتاحية مجلته ” الشهاب” الصادرة في شهر جمادي الثانية 1357هـ الموافق لشهر ( أوت 1938م) يقول: “رحاب القدس الشريف مثلُ رحاب مكة والمدينة، ليعرفنا بفضل تلك الرحاب، فكلُّ ما هو واقعٌ بها، كأنه واقعٌ برحاب المسجد الحرام ومسجد طَيْبَة ” لقد عرف الإمام عبد بن الحميد قيمة تلك الأرض المقدسة ومكانتها في الإسلام، وفي نفوس المسلمين وأنها بمنزلة المسجد الحرام والمسجد النبوي، وأنه جزء لا يتجزأ عن أرض الإسلام، ووجوب نصرته والذود عنه، وشد الرحال إليه، كما أوصى عليه الصلاة والسلام “لا تُشَدُّ الرِّحَالُ إِلاَّ إَلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ: الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ، وَمَسْجِدِي هذا، وَالمَسْجِدِ الأقْصَى” وكانت رحلة الإسراء والمعراج إعلانا من الله بأن بيت المقدس مسجد إسلامي بحت، بمساحته المعلومة 144دونم، الذي أمر الله سيدنا آدم عليه السلام ببنائه والصلاة فيه “عَنْ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ: قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ: أَيُّ مَسْجِدٍ وُضِعَ أَوَّلَ؟ قَالَ: الْمَسْجِدُ الْحَرَامُ، قُلْتُ: ثُمَّ أَيٌّ؟ قَالَ: ثُمَّ الْمَسْجِدُ الْأَقْصَى. قُلْتُ: كَمْ كَانَ بَيْنَهُمَا؟ قَالَ: أَرْبَعُونَ، ثُمَّ قَالَ: حَيْثُمَا أَدْرَكَتْكَ الصَّلَاةُ فَصَلِّ وَالْأَرْضُ لَكَ مَسْجِدٌ” وسيدنا رسول عليه الصلاة والسلام أولى بميراث الأنبياء، من لدن آدم عليه الصلاة والسلام وأمته، هي الوصية على ما تركوه عليهم السلام.

ولقد سجل التاريخ لأرض الجزائر أنها لبت نداء الناصر صلاح الدين رحمه لله، وبذلت أموالها وأرواحها، وكان لها الشرف في نصرته والسكن بجواره لقرون عديدة، وبناء المساجد وبناء الأوقاف وسدنة معالمه، والتاريخ يشيد بها إلى الآن بجامع المغاربة، ومسجد سيدي أبي مدين الغوث –رحمه الله -الذي فقد يده في نصرة الأقصى المبارك فجزى الله الذين جاهدوا لإعلاء كلمته ونصرة مسجده. ومن رجال النهضة الذين تأثرت به شخصيا، هو الإمام الفذ ذو الشخصية الصلبة في الحق، والسمحة في الخلق، العلامة ثاني رؤساء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، البشير الإبراهيمي رحمه الله وغفر له الذي لم يخط كاتب بيمينه، ما كتبه عن القضية الفلسطينية، بشهادة الأستاذ -فايز الصايغ- حيث قال كلمات تكتب بماء الذهب “إن فلسطين وديعة محمد -صلى الله عليه وسلم- عندنا وأمانة عمر رضي الله عنه في ذمتنا، وعهد الإسلام في أعناقنا، فلئن أخذها اليهود منا ونحن عصبة إنا إذا لخاسرون “. وأسست جمعية العلماء الجزائريين لجنة لإعانة فلسطين، رغم الأسى الذي تكابده الجزائر وشعبها يعاني الويلات من الاستدمار الفرنسي، بالرغم من ذلك لم تنس روابط الدين والعروبة بنصرها للقدس وإعانة المجاهدين فيه، وإرسال برقيات استنكار إلى عصبة الأمم، ومراسلة اللجنة العربية العليا، باسم الشعب الجزائري لمؤازرتهم وتقوية عزيمتهم، في الصمود في وجه العصابات الصهيونية المدعومة من الانكليز، ويردد الإمام البشير في مقالته في جريدة البصائر صارخا  “إعانة فلسطين فريضة مؤكدة على كل عربي وعلى كل مسلم، فمن قام به أدى ما عليه من حق لعروبته ولإسلامه ومن لم يؤده فهو دين في ذمته لا يبرأ منه إلا بأدائه ومن سبق فله فضيلة السبق ومن تأخر شفعت له المعاذير القائمة حتى تزول فإذا زالت تعلق الطلب ووجب البدار ” ونادى الشيخ عبد الرحمن شيبان رحمه الله وغفر له في مؤتمر لمؤسسة القدس العالمية الذي حضنته الجزائر مارس 2006 الذي حضره ثلة من المفكرين والمثقفين المهتمين بشؤون القدس من أبرزهم الدكتور يوسف القرضاوي ورئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، محذرا من خطر تقاعس المسلمين في نصرة القدس الشريف وإنقاذه من براثن الاحتلال قائلا: إن الجزائر لطالما وقفت بجانب القضايا العادلة وأهمها قضية فلسطين وأنها ساندتها إبان الاستدمار الفرنسي ولن تتخلى عنها الآن، وأنها تبادر للتوعية من الخطر المحدق بالمسجد الأقصى وإن حفريات طالت أساساته والتهويد شمل تشريد أهل القدس وفرض عليهم الضرائب وهجر شبابها، ومع هذا فإن الجزائر مخلصة لفلسطين عموما والقدس خصوصا، فرحم لله الشيخ عبد الرحمن شيبان وجزاه عن الإسلام وفلسطين خير جزاء. ولا شك في أن جمعية العلماء المسلمين الجزائريين اليوم هي الوريث لسلفها الصالح، تقتفي أثرهم في الإصلاح والتجديد، وحمل شعلة بدأ ضيائها في مدينة رسول لله عليه الصلاة والسلام فأتت أكلها، يقول المولى تبارك وتعالى ومنها قوله تعالى:{أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاء تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللّهُ الأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ} [إبراهيم/ 24]، لم ولن تنسى فلسطين وقفة الأخوة والدين والتاريخ، التي وقفتها الجزائر معها في القديم والحديث، وعلاقة الجزائر بفلسطين لا تعبر عنها الكلمات ولا تحويها ورقات، فهي روابط نسجت بيد الإخلاص، وخيوط البر الذي لا يبلى، والدين الذي لا ينسى، أخوة حيرت جيراننا الذين تجمعنا بهم روابط التاريخ والإقليم واللهجة والثقافة، ولكن الأرواح جند مجندة ما تآلف منها تعارف وما اختلف منها تنافر، والله يشهد أني أنا شخصيا رأيت وقائع لم أرها في القدس وفلسطين ما حييت، هي هداية من الله واجتباء للجزائر بهذا الفضل، وهي التي رفضت أن تدخل نفسها في صراع مع أشقائها وتسفك دماء المسلمين، وكان قولها دائما لن يتحرك الجيش الجزائري خارج التراب الوطني إلا لتحرير بيت المقدس.

لقد راسل الحاج محمد أمين الحسيني العالم الإسلامي والعربي للدعاية للقضية الفلسطينية وجمع التبرعات لها وقد استجابت الجزائر بما جادت به إمكاناتها وكتب الشيخ البشير الإبراهيمي بسعادته النداء الذي وجه للجمعية من أجل نصرة فلسطين قضية الأمة وعمودها وشكرها المفتي على تأسيسها للجنة إعانة فلسطين وتمنى لها التوفيق والنجاح وعبر المفتي على جزيل كرم الجزائريين وسخائهم من أجل ما بذلوه بقوله رحمه الله: “وإننا لواثقون من أن إخواننا في الجزائر سيشتركون بنصيبهم في هذا الجهاد المقدس ويشدون عضدهم ويمدونهم بالمال سراعا وبما تصل إليه أيديهم من وسائل القوة والمعونة التي تساعدهم على دفع العدو عن المسجد الأقصى وما حوله من أراض وديار مباركة” وكان يراسل الشيخ الطيب العقبى يشكره ويعبر عن مدى إعجابه بالشعب الجزائري التي لم تنسه محنته محنة إخوانه يقول له: “أشكركم والإخوان الجزائريين على العواطف الشريفة التي أظهرتموها تضامنا مع الفلسطينيين ودفاعا عن البقاع المقدسة “.

والشيخ الدكتور عبد الرزاق قسوم -حفظه الله- والأساتذة والدكاترة في الجمعية أخص بالذكر منهم الشيخ الجليل محمد الطاهر آيت علجت حفظه لله وأدام عليه الصحة، والأستاذ الموقر محمد الهادي الحسني ساروا على نهج الأئمة المصلحين، الذين لم يتوانوا في التذكير بالقضية الفلسطينية ليس بالقول فقط، ولكن بالفعل ومد يد المساعدة والمساهمة في إعمار غزة وإعانة أهل القدس بكل مناسبات الخير يعلمه القاصي والداني والتعريف بمعالم المسجد الأقصى المبارك ورجال فلسطين وعلمائها بجريدة البصائر المباركة والاهتمام بالوقائع والأحداث والانتفاضة الفلسطينية الجارية أحداثها، تسهر جمعية علماء المسلمين ورجالتها من خلال وسائل تربوية، نذكر منها مدارس قرآنية تدرس كل الفئات العمرية، ومساجد ومكتبات وملتقيات وندوات، وكلها تصب في خدمة الإسلام والوطن، والأمة الإسلامية قاطبة لأن أساس الإصلاح هو العلم والتعليم وخيرهم من جمع الحسنيين قال عليه الصلاة والسلام: “خيركم من تعلم القرآن وعلمه” وفي الأخير أتقدم إلى كل أعضاء جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وعلى رأسهم الدكتور عبد الرزاق قسوم وكل من مد يد العون للأمة الإسلامية بالعموم وفلسطين بأحر السلام وجزيل الشكر والاحترام وأسأل الله العليم الحكيم أن يديم هذا الصرح العظيم وأن يوفق من في صلاحه صلاح للإسلام والوطن الجزائري والأمة الإسلامية قاطبة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

 

 

 

بقلم الأستاذ/ بكر راتب أحمد الحسيني*

 *حفيد المفتي الشيخ أمين الحسيني

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com