قضايا و آراء

الحركة الإصلاحية في الفكر الإسلامي المعاصر للدكتور محمد طهاري.. مقاربةٌ فلسفيةٌ في أوجه الاتفاق والاختلاف/ محمد بسكر

 

شهد العالم الإسلامي نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين حركة تجديدية للفكر الإسلامي، قادها رائد النهضة التنويرية المعاصرة جمال الدّين الأفغاني، الذي كان لفكره الأثر الأعمق في الحركات الإصلاحية في شتى الأقطار الإسلامية. والفكر العربي الحديث يزخر برجال الإصلاح الذين تأثروا بمنهجه فارتادوا ميدان التجديد من أجل تحقيق نهضة في المجال الدّيني والاجتماعي والسياسي، أمثال تلميذه الإمام محمد عبده، وعبد الحميد بن باديس، وحسن العطار، ورفاعة الطهطاوي.

اتجهت الدّراسات الحديثة للبحث في فلسفة الحركة الإصلاحية الناشئة وتأثيراتها على المجتمع الإسلامي، وألفت في ذلك عدة دراسات تحليلية للمفهوم والمنهج ووسائل التغيير. ومن الأساتذة المساهمين في هذا المجال الدكتور محمد طهاري (رحمه الله) الذي فقدته السّاحة الثقافية الجزائرية بتاريخ 25 أوت سنة 2018م،  وهو من مواليد بلدة بوسعادة سنة 1943م، عرفناه بكونه رجل ثقافة وتربية، عاش محمود السيرة مع فكره وقلمه في كنف الستر، فشأنُه البُعد عن الأضواء، ونفسه الأبية تترفع عن التباهي وغرام الظهور.

حفظ القرآن الكريم وعمره 12 سنة على يد الشيخ بلقاسم حوحو بزاوية الجامع العتيق، وزاول مراحل الدراسة ببلدته، واشتغل في التعليم بداية من سنة 1960م، تحصل على شهادة البكالوريا سنة 1963م، ثم شهادة اللّيسانس من الجامعة المركزية في الفلسفة والعلوم الإنسانية، ثم الماجستير في الفلسفة الإسلامية، عمل مديرا للتربية بالأغواط وتمنراست مدة 12 سنة، ثمّ مفتشا عاما بالتعليم الثانوي في مادة الفلسفة. نال دبلوم الدراسات المعمقة في الفلسفة سنة 1981م، وكان موضوع رسالته حول ” الإصلاح بين جمال الدّين الأفغاني ومحمد عبده”، مقاربة فلسفية شملت مفهوم الإصلاح الدّيني والسياسي والتعليمي عند كلّ واحد منهما، وموقفهما من بعض الفرق العقائدية والصوفية واللائكية والمذاهب المادية، وامتداد المدرسة الإصلاحية الذي ظهر في اتجاهات مختلفة، ذكر منها أنصار التجديد والمعاصرة، وقال بأنه يمثلهم “طه حسين”، وأنصار القومية العربية وعلى رأس هذا  الاتجاه ” عبد الرحمن الكواكبي”، وأنصار العلمانية ويمثل هذا التيار شبلي الشميل، وفرج انطوان، وصادق جلال العظم.

لم تثن الدكتور ” طهاري” سنوات العمل في التربية والتعليم عن البحث في مجال الفلسفة الحديثة ودراسة الحركات الإصلاحية نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، فألف في الموضوع كتابا نشره بعنوان “الحركة الإصلاحية في الفكر الإسلامي المعاصر”، تناول في أجزائه الثلاثة فلسفة الإصلاح  عند رواد النهضة الحديثة، أمثال جمال الدين الأفغاني، ومحمد عبد، وعبد الحميد بن باديس، ومحمد إقبال، حاول من خلاله أن يعيش مع مختلف الأفكار التي سادت العالم الإسلامي عبر المناهج التي حددها كلّ مفكر حسب نظرته. ومحاور وفصول هذه الأجزاء الثلاثة جاءت كالآتي.

  • الجزء الأول: عرض فيه دور جمال الدّين الأفغاني في ميدان التجديد في العصر الحديث، وقسمه إلى خمسة فصول، تطرق في الفصل الأول لمصادر الإصلاح ومفهومه في القرآن الكريم ومعناه في الثقافة الأجنبية، وخصّ الفصل الثاني للإصلاح الدّيني والفلسفي عند كل من الأفغاني وعبده، والثالث في الإصلاح السياسي والاجتماعي عندهما، والفصل الرابع تحدث فيه عن منهج الحركة الإصلاحية وتأثيره، والفصل الخامس والأخير درس فيه تطور المدرسة الإصلاحية من خلال محمد رشيد رضا وقاسم أمين ومصطفى عبد الرزاق.
  • الجزء الثاني: تناول فيه فلسفة وفكر ” محمد إقبال”، وقسمه إلى ثلاثة فصول، الأول في تطور الإصلاح في الهند من خلال حركة محمد إقبال، والثاني: محمد إقبال وحركته الفكرية، والفصل الثالث، في وجه الشبه والاختلاف بين إقبال وأحمد خان وجمال الدّين الأفغاني.
  • الجزء الثالث: دراسةٌ في فكر ابن باديس وفلسفته الدّينية والاجتماعية والسياسية، وقسّمه إلى أربعة فصول، الأول: تطور الحركة الإصلاحية في الجزائر من خلال الشيخ عبد الحميد بن باديس، والفصل الثاني: مناهج الإصلاح في المدارس الثلاثة ( الأفغاني، وعبده، وابن باديس)، الفصل الثالث: امتداد الحركات الإصلاحية في العالم الإسلامي خلال القرن العشرين، الفصل الرابع: مستقبل العالم الإسلامي من الناحية الفكرية وطرق الإصلاح.

أوجه الاتفاق والاختلاف بين فكر الأفغاني وعبده:

الدكتور محمد طهاري كما كتب عنه صديقه الأستاذ ” محمد بن حوحو” « أحدُ الباعثين للمدرسة الجزائرية بعد الاستقلال، ينتمي إلى جيل يفتخر بابن خلدون وابن باديس ومالك بن نبي، والحركة الوطنية وثورة التحرير، ثقافته العصامية المزدوجة اللّغة جعلته يوظف بسهولة في بحثه عددا كبيرا من المراجع والانفراد بمقاربات معاصرة هادفة »، والمواضيع التي عالجها في كتبه الأربعة تدور حول مجالات الفلسفة الإسلامية الغامضة، والتجديد وإشكالاته من خلال آثار زعمائه، وهي قضية في نظره تمثل مشكلة أساسية استقطبت الدراسات الحديثة لتطور هذا الفكر المعاصر في فترة حاسمة من تاريخه.

والمقاربة ما هي إلّا عملية بحث في معطيات مختلفة، للإحاطة بموضوع ما وفق تصور معين، للوصول إلى نتائج وأهداف وفق منهجية محددة، والدكتور ” طهاري” بثقافته الواسعة وتمكنه في مجال اختصاصه في الفلسفة الإسلامية استطاع أن يبسط في مؤلفاته رؤية رائدي اليقظة العربية الحديثة للإصلاح السياسي والاجتماعي والتعليمي، ويُظهرَ أوجه الشبه والاختلاف في فكرهما الإصلاحي؛ لأنّ كلّ مصلح يختلف عن غيره في تحديد مفهوم الإصلاح، فكلّ واحد ينظر من زاويته الخاضعة لعوامل بيئية واجتماعية وثقافية مختلفة، وإن كان الفرق واضح بين الأفغاني المثقف باعتراف الفيلسوف الفرنسي “رينان” وغيره، والشيخ محمد عبده العالم في مجال الدّين فقط.

فالسّيد جمال الدّين الأفغاني فلسفته مزيج من التصوف والفلسفة القديمة والحديثة، وهو من دعاة تحرير العقل وإعطائه مكانته الحقيقية، فكان يعادي الفلسفات « التي تؤمن بأنّ في الكون منطقة مغلقة إلى الأبد لا يمكن اقتحامها »، أمّا نظرته إلى الإصلاح الدّيني فهي مبنية على ضرورة القيام بحركة دينية تقوم « بقلع ما رسخ في عقول العوام والخواص من فهم بعض العقائد الدّينية والنصوص الشرعية في غير وجهها الحقيقي»، ويستنتج الدكتور طهاري أنّ ” الأفغاني” كان يعلم أنّ ضعف الدولة الإسلامية راجع إلى الجهل، وأنّ على الشرق أن يتعلم علوم وفنون أوروبا المفيدة لا عن طريق التقليد، وإنّما بنظرة فكرية شاملة.

لا تختلف فلسفة “محمد عبده”  كثيرا عن فلسفة شيخه “الأفغاني”، فهو يعطي للدّين والعقل أهميتهما ومكانتهما، فالدّين في نظره يكمل العقل ويقومه، والإسلام قرّر بأنّ الإنسان قادر على الوصول إلى معرفة الله بالعقل، وأنّ العقل مقدم على النقل عند التعارض بينهما، ويبقى في النقل طريقان، التسليم بصحة المنقول مع الإقرار بالعجز عن فهمه، والطريق الثاني تفويض الأمر لله، ويستخلص الدكتور من هذه الدراسة أوجه الشبه بين الشيخين في نظرتهما للإصلاح الدّيني والفلسفي والتي نكتفي بذكر بعضها في النقاط التالية:

  • أنّ باب الاجتهاد في الدّين مفتوح، بشروط ينبغي أن تتوفر في المجتهد، وهو نفس الموقف الذي ذهب إليه الفيلسوف محمد إقبال، وقد حلل الدكتور نظرته في الجزء الثاني الذي خصه للحديث عن فلسفة ” محمد إقبال ” في الإصلاح الدّيني والتي عبّر عنها بما سماه ” إعادة بناء الفكر الدّيني”، وذكر بأنّه لم يستعمل مصطلح ” الإصلاح الديني”؛ لأنّ محاولته تدور في محيط الإسلام، ولا تريد تغيير مبادئه.
  • دعوة ” الأفغاني وعبده” إلى إعمال العقل واستخدامه استخداما صحيحا، ويوضح الدكتور “طهاري” أنّ نظرتهما في هذه المسألة أقرب إلى فكر المعتزلة، وموقف ابن رشد في كتابه (فصل المقال فيما بين الشريعة والحكمة من اتصال)، ورأي ابن تيمية في القرن الثالث عشر الميلادي. ووجه الاختلاف بينهما يكمن في (حدود العقل)، فمحمد عبده يعترف بأنّ للعقل حدودًا لا يمكن تجاوزها وخاصة في المجال الدّيني، وهي نفس رؤية ابن خلدون والفيلسوف ” Kant ” ، أمّا ” الأفغاني” ففلسفته تقوم على تمجيد العقل وإطلاق عنانه، فهو يؤمن إيمانا قويا بالطاقة العقلية عند البشر، ويتفق في ذلك مع ” محمد إقبال” الذي أعطى أهمية كبرى للعقل، لكنه ضمّ إليه (الحدس) وجعلهما من وسائل المعرفة، يكمل بعضهم البعض ولا يوجد بينهما تناقض.

ويحدد الدكتور ” محمد طهاري” اختلاف الأفغاني مع عبده في النقاط التالية:

  • يتميز تفكير الأفغاني بالطابع الفلسفي العميق الشمال لكل العالم الإسلامي، بينما محمد عبده لم يتحرك إلّا في نطاق ضيق في إطار محدود وأمة معينة، رغم أنّه يعتبر عمليا وأكثر منهجية من الأفغاني، ونظرة الأفغاني حسب منظور الدكتور ” طهاري” غير واقعية ؛ لوجود عوائق كثيرة ،كمشكلة اللّغات واللّهجات واختلاف الثقافات والعادات، ولا يستطع مصلح كبير مثله أن يبتَّ في هذا الأمر الصعب.
  • أنّ الأفغاني يعتبر صاحب نزعة دينية ثورية، «استحوذت عليه فكرة النهوض بالعالم الإسلامي بسرعة»، ففلسفته تقوم على ضرورة إزالة عوائق « الاستعمار بكلّ الوسائل والطرق، ولذا اتّسم نشاطه بالطابع السياسي»،فكان يعتبر أنّ الحكومات الإسلامية الخاضعة للقوى الغربية، هي مصدر الدّاء وأصل البلاء، فوجه إليها حملات منكرة ودخل معها في حرب حياة أو موت، ومن ثَمَّ ” استجمع كلّ ما يملك من مواهب واشتبك في صراع وحشى مع الحكّام الذين أذلوا الشعوب…وشرع يعرض الإسلام حركةَ عقل وإباء نفس، ويبرز خصائص الحضارة الإسلامية الأولى بما حوت من فكر نضير وجراءة على الحياة، وقدرة على التغيير، والدكتور” طهاري” يرى أنّ دعوة الأفغاني المتطرفة من حين إلى آخر، أوجدت أرضا خصبة وأفئدة متحفزة لتنفيذها بين شباب وطنيين ينظرون إلى الجانب السياسي بمثابة وسيلة الخلاص السّريعة وأداة سهلة لتحقيق الاستقلال، أمّا  الإمام ” محمد عبده” فصاحب نزعة دينية إصلاحية ، فهو يختلف عن أستاذه، فمن خلال تجربته وجد أنّ الحل الصحيح هو التوجه نحو الاهتمام بالتعليم وتربية الأجيال والابتعاد عن مشاكل الأفغاني ومشاغله السياسية، وكان يصرح بذلك لتلامذته أمثال محمد رشيد رضا والشاعر حافظ إبراهيم، ويقول:« إنّ سياسة الأفغاني ضيعت علينا أضعاف ما أفادتنا، وإنّ السّيد جمال الدّين كان صاحب اقتدار عجيب لو صرفه ووجهه للتعليم والتربية لأفاد الإسلام أكبر فائدة». لقد جنح الإمام “عبده” إلى المهادنة، فأقام علاقة جيدة مع الاستعمار الإنجليزي،  واتّكأ عليها في مواجهة الخديوي إسماعيل لتمرير مشروعه في الإصلاح الدّيني، وبُعده عن السياسة كما يقول الأستاذ محمود العقاد، هو نقطة الضعف في شخصيته، وموقفه ناجم من خيبته الأولى التي نكب بها بعد فشل ثورة “عرابي باشا” ونفيه إلى بيروت، وفي نظر الدكتور “طهاري” أنّ محمد عبده بالغ في تحفظه نحو الجانب السياسي، وأنّه أقل طموحا من أستاذه، وأنّ فكرة الأفغاني الممثلة في الإصلاح الشامل الاجتماعي والسياسي والاقتصادي دفعة واحدة هي أبعد نظرا، وأبعد مدلولا، وبعض المفكرين يدعون إلى ضرورة وضع موقف ” محمد عبده” في سياقه الطبيعي، وأنّ مداهنته للاحتلال لم تكن هدفا بقدر ما كانت بمثابة ” تكتيك ” للوصول إلى توظيف السلطة أو تحييدها في مشروع التربية والتعليم الذي هو رهانُ دعوته، فالمشكلة الحقيقية بالنسبة إليه هي مشكلة ثقافية تتعلق بإعداد أمّة وتأهيل مجتمع ليكون قادرا على الدفاع عن مصالحه والمطالبة بحقوقه السياسية.

مدرسة ابن باديس الإصلاحية:

لاريب أنّ الحركة الإصلاحية التي قادها ابن باديس في الجزائر تأثرت في مراحل تكوينها بالفكر الوافد من المشرق، فالمبادئ التي قامت عليها دعوته تلتقي في نقاط كثيرة مع  حركتي جمال الدّين الأفغاني والشيخ محمد عبده، وما كتبه “ابن باديس” في جرائده  يبدو فيه تأثره بمحمد رشيد رضا تلميذ محمد عبده.

استطاع ” محمد طهاري” بعد تحليل خطاب الحركة الإصلاحية الحديثة في المشرق أن يسجل  أوجه الاختلاف – وإن كانت قليلة- بينها وبين الحركة الباديسية، فلاحظ أنّ ابن باديس جنح إلى التوفيق بين الاتجاهين ( الأفغاني وعبده)، فدعوة ابن باديس قامت على التربية والتكوين كوسيلة لعملية التغيير الاجتماعي، وهو المقصد نفسه الذي روّج له محمد عبده، وأضاف إليه الاهتمام بالجانب السياسي على نهج الأفغاني، « فهو يتفق معه في سير الإصلاح السّياسي جنبًا إلى جنب مع الإصلاح الدّيني والاجتماعي…ومن هنا يختلف ابن باديس مع محمد عبده الذي يرى أنّ الإصلاح الدّيني والعلمي والتربوي يمكن أن يتمّ بمعزل عن الإصلاح السياسي»، فابن باديس كان مقتنعا أن لا فائدة من مداهنة الاستعمار، وأنّه لا بد من التصدي لمخططاته، ولذا رفض النظام الفرنسي الاستعماري، وإن كان الرفض تمّ بكيفية هادئة ومدروسة تتلاءم مع المناسبات. ويستخلص من مقاربته أنّ ابن باديس لم يكن رجل دين فقط، وإنّما رجل فكر، له رؤية تقدمية لكثير من المفاهيم التي انتشرت في عصره، استطاع عن طريق كتاباته في الصحف ودروسه ومحاضراته أن يزيل الركود الفكري والثقافي ويعطي المجتمع الجزائري دفعة من النشاط لم يسبق أن يشهدها من قبل، ومن جهة أخرى تمكن من هزّ الأسس التقليدية للبنية الثقافية العربية السّائدة في المجتمع، ففي نظر الدكتور “طهاري” أنّ حركة ابن باديس هي حركة ثورية في الميداني الدّيني والاجتماعي، وإصلاحية في الميدان السياسي.

استطاع الدكتور “محمد طهاري” من خلال مقاربته للفكر الإصلاحي المعاصر، أن يصل إلى أمرين ينبغي أن يؤكد عليهما المفكرون مهما كانت نظرتهم وتصوراتهم للحلول النهائية لمشاكل العالم الإسلامي، الأمر الأول المنهجية والواقعية في تحليل المشاكل المطروحة، والأمر الثاني الإيمان بالقيم الأخلاقية الكبرى، وخاصة قيمة الحرية التي لا غنى عنها في كلّ فاعلية تهدف إلى تغيير العالم الإسلامي.

للموضوع مصادره

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com