الشيخ خطار ولد مولود في ذمة الله
- -الشيخ الفقيه خطار ولد مولود ولد عمار رحمه الله هو أحد رموز العلم والجهاد من أعيان تندوف المنحدرين من قبيلة تجكانت.
ولد سنة 1923 بضواحي تندوف.
وأخذ مبادئ العلم الأولى عن والده الفقيه مولود ولد عمار ولد لعرب ، وهي أسرة شهيرة من أسر الرماظين المعرفة بالعلم والوجاهة، وكان والده فقيه وقته يتولى إفتاء عام الناس وتوثيق عقودهم.
- – سافر المترجم له إلى المغرب الشقيق حيث استكمل أخذ العلم عن جملة من الشيوخ من أبرزهم؛ الشيخان الفقيهان سيداتي ولد الكنتي و عبد الرحمن الشنقيطي المشهور بلقب بالدح بن بلعمش يرحمهما الله
- – ثم رجع إلى تندوف حيث كان ملازما لمجالس الفقيه الرحالة سيد أحمد بن بارك الله رحمه الله وكان يتخاوض فيها كل من الفقهين عبد الله ولد خونا وسيد الحبيب ولد التهامي يرحمهما الله، حيث كان من عادتهم في تلك المجالس التداول في النوازل الفقهية، وختم المصنفات الحديثية الشهيرة كالموطأ وصحيحي البخاري ومسلم.
- – ثم انخرط المترجم له مبكرا في الحركة الوطنية حيث كثف من نضاله إلى الحد الذي اضطرت الإدارة الفرنسية بسبب نشاطه أن تعتقله وخضع لتعذيب شديد ثم نقل سنة 1956 إلى سجن المرسى الكبير بوهران ثم سجن البرواقية، الذي بقي فيه أكثر من سنتين، وفي هذا السجن إلتقى الشيخ بعض الأساتذة من منتسبي جمعية العلماء المسلمين الجزائريين فزاد وعيه السياسي، ولكنه بعد الاستقلال وما صاحبه من استبداد سياسي اختار المرحوم طريق التصوف والزهد حيث لازم ملازمة شديدة شيخه الفقيه عبد الله ولد خون وأخذ عنه فقهه وبعض أوراده .
وكان رحمه الله مائلا إلى الاختفاء والخمول ودائم الذكر والصيام إلى آخر أيامه رحمه الله.
- – وقد عُرف بين الناس بزهده واستقامته ووجاهته بحيث لا يكاد يدخل في شيء من قضايا إصلاح ذات البين إلا يسرها الله وسهلها.
وكان يعقد مجالس يحضره عدد قليل من تلامذته تدرس فيها المصنفات ويتفاوض فيها في النوازل الفقهية، ولم ينقطع عنها حتى وهو قعيد فراش المرض.
توفي رحمه الله زاهدا محتسبا عن عمر ناهز 97 سنة ،وأوصى أن يكفن في آخر ثوب صلى به آخر جمعة أدركها مع الناس