فلسفة أرسطو طاليس/ محمد الصالح الصديق
كنا نتحدث عن الفلاسفة القدامى، ولما ذكر “أرسطو طاليس”ـ سألني أحدهم عنه، وقال: على ما تعتمد فلسفته؟
فقلت له: تعتمد فلسفته فيما بعد الطبيعة –وهو الجانب الباقي الخالد- على أربعة أقسام:
القسم الأول: البحث عن الإنسان من حيث أنه جماعة سياسية وهو الفلسفة السياسية.
القسم الثاني: البحث عن الإنسان من حيث أنه فرد من جماعة له حقوق وعليه واجبات وهذا هو علم الأخلاق.
القسم الثالث: البحث عن الإنسان من حيث أنه مفكر، وهذا هو علم المنطق.
القسم الرابع: البحث عن الإنسان من حيث أنه مفكر، يريد أن يعبر عما يجول في خاطره من صورة وحكم، وهذا هو علم البيان.
وقد كتب الدكتور طه حسين مقالا قيما عن فلسفة (أرسطو) نشره في مجلة (الهلال) فبراير سنة 1921 ذكر فيه أن كل ما قاله (أرسطو) في الطبيعة وخواص ألجسام ليس له الآن قيمة علمية تذكر، وإنما الذي بقي خالدا هو القسم العملي، وهو تلك الأقسام التي ذكرناها آنفا.
وعلى كل فنظرياته هذه، تدلنا على أنه لم يكن يشخص عصره الذي عاش فيه فحسب، وإنما كان يشخص الرقي الإنساني بوجه عام.
وتمتاز آثاره العلمية بخصلتين اثنتين:
إحداهما أنه مثل للبشرية تمثيلا صحيحا خلاصة الحياة العقلية القديمة.
ثانيتهما انه وضع للحياة العقلية الجديدة أصولها وقواعدها، ورسم للإنسانية ما يجب أن تسلك إلى الرقي من سبيل.
ومن أقواله الذهبية الخالدة التي لا يلحقها هرم ولا فناء قوله:
“إنما غلبت الشهوة على الرأي في أكثر الناس لأن الشهوة معهم من لدن الصبا، والرأي إنما يأتي عند تكاملهم، فانسهم بالشهوة لقدم الصحبة أكثر من انسهم بالرأي لأنه فيهم كالغريب.
لا يلام الإنسان في ترك الجواب إذا سئل حتى يتبين أن السائل أحسن السؤال لأن حسن السؤال سبيل وعلة إلى حسن الجواب.
ومن ذاق حلاوة عمل صبر على مرارة طرقه.
دفع الشر بالشر جلد ودفع الشر بالخير فضيلة.
ما تكتب من خير ما يقرأ وما نخطه من خير ما يكتب.