بعد صدور كتابه الجديد “المقاربة الدستورية: الجيش وإدارة الأزمة” البصائر تحاور الدكتور محمد بغداد/ حاورته: فاطمة طاهي

إستراتيجية المؤسسة العسكرية في مرافقة المطالب التي رفعت أثناء الأزمة

ضرورة دراسة المرافقة الإعلامية للأزمة مع ممارسة النقد الذاتي   

 

صدر مؤخرا مؤلفا جديدا للكاتب الدكتور محمد بغداد، بعنوان “المقاربة الدستورية: الجيش وإدارة الأزمة”، وبهذا الإصدار الحديث ارتأت جريدة البصائر إجراء حوار معه، حول هذه الإستراتيجية التي انتهجتها المؤسسة العسكرية في مرافقتها للحراك الشعبي منذ 22 فيفري الفارط، والتي تطرق إليها المؤلف في كتابه من خلال دراسته الموضوعية والعلمية لمختلف مراحل إدارة الأزمة المعتمدة من قبل المؤسسة العسكرية، والتي زادت في تعزيز الثقة بين الشعب والجيش، كما تطرق المؤلف للحديث عن نقاط أخرى،كتقييمه للمتابعة الإعلامية للأزمة، داعيا إلى ضرورة “وضع هذه المرافقة تحت مجهر الدراسة”، ونقاط أخرى أشار إليها الدكتور محمد بغداد في ظل الوضع الراهن للبلاد.

حاورته: فاطمة طاهي

س1: صدر لكم مؤخرا كتابكم الحديث بعنوان:” المقاربة الدستورية: الجيش وإدارة الأزمة”، حدثنا دكتور عن ما تطرقتم إليه فيما يخص مراحل تعامل الجيش مع الحراك الشعبي ومستجداته؟

وقد اهتمت الدراسة بالتتبع المنهجي للمسار الزمني للأزمة، وبالنظر إلى القائم على إدارتها المعتمد للخيار الدستوري، كان العمل على ملامح المرتكزات الكبرى التي اعتمد عليها هذا الخيار في رؤيته للأزمة، والإمكانيات التي كان يجب عليه توفيرها لضمان نجاحه، وأولها مرتكز قدرة التقدير، الذي ينطلق من ضبط الرؤية الصحيحة والمناسبة لماهية الأزمة وطبيعتها، ومساحتها الزمنية، والنطاق الذي وجدت فيه والمناخ الملازم لها، وثانيها مرتكز قوة الحجاج، وهي القوة التي مارسها خطاب خيار المقاربة الدستورية في التعامل مع مستجدات الأزمة، وثالثها مرتكز طاقة الإقناع من خلال المسارعة إلى الاستحواذ على المحفزات ومعالم المخيال الجماعي والتحكم في مساراته وتجلياته.

 

 س2: دكتور هذه الإستراتيجية التي انتهجها الجيش جسدت ثقة قوية بين الجيش والشعب أليس كذلك ؟

س3: في جميع خطابات قائد الأركان الفريق أحمد قايد صالح يحذر فيها من أولئك الذين يحاولون زعزعة هذه الثقة ما رأيك؟

س4: دكتور هي 20 سنة من السكوت أو من تنويم وتخدير الشعب إن صح القول، في رأيكم ما سبب هذه الفطنة المفاجئة؟

 س5: تقييمكم للنخبة الفكرية والاجتماعية والسياسية، هل تعتقد أن هذه النخبة قد استفادت من الحراك لتصحح أوضاع المجتمع أو قد ربما أغلبها شكلت عائقا على هذا الحراك؟

كما أن اللحظة التاريخية التي نعيشها اليوم (مهما كانت زوايا الرؤية وخلفيات المواقف) تعد فرصة مهمة لمعالجة مواقع الخلل وإعادة النظر في الكثير من التصورات والمفاهيم المتداولة منذ سنوات، والوقوف أمام مرآة الحقيقة وإعلان مسيرة المراجعة والنقد الذكي للأوضاع، وتقبل النتائج الحاصلة والاستعداد لتحمل التكاليف المنتظرة.

س6: تقييمكم للمرافقة الإعلامية الوطنية والأجنبية في معالجة ومناقشة مستجدات الحراك الشعبي؟

ولكن لا يجب أن نغفل عن تلك الحقيقة الصادمة والمتمثلة في ضرورة ممارسة النقد الذاتي، ووضع حصيلة المتابعة الإعلامية لهذه الأزمة تحت مجهر الدراسة والنقد الموضوعي، حتي يمكن التوصل إلى نتائج تستفيد منها الأجيال الجديدة، التي يزداد إقبالها على الفضاءات الاتصالية وارتفاع الرغبة الجامحة في ولوج الممارسة الإعلامية.

س7: كيف يمكن استجماع شروط تأمين الحراك وحمايته من السرقة والاغتيال من القوى الانتهازية؟

ومن أهم هذه العوامل، تلك الإرادة القوية التي تبرز في التوليفة الجماعية، التي تراهن على صون المكتسبات التي يتم إنجازها، ومسارعة النخب الجادة التي تنتج الاجابة المناسبة للأسئلة التاريخية، التي تواجه تلك المجتمعات وتتمكن من تفسير الظواهر، وتجعل من المعرفة السبيل الأقرب إلى كسب الرهانات الكبرى.

وتحتاج الأزمة التي تمر بها البلاد اليوم  إلى تلك اليقظة الجماعية التي تجعل من هذه الأزمة الفرصة الأهم لتجاوز عقبات الماضي والانتقال بعقلانية وواقعية نحو المستقبل، مع الأخذ في الحسبان التكاليف التاريخية المطلوبة، والاستعداد لتحمل أثقالها.

س8 ـ في نظركم كيف سيتحرك التغيير على خطي الراهن والمستقبل؟

Exit mobile version