رحلات الدعوة إلى الله رحلتنا إلى ولاية أم البواقيوفي مقام العلم والخير والإصلاح جمعية العلماء الجزائريين حاضرة.
من مقتضيات الدعوة إلى الله تعالى وتبليغ رسالة الإسلام، تفقيها وإرشادا وثقافة. كانت الرحلة هذه المرة إلى ولاية أم البواقي ومن إعداد وإشراف جمعية المعالي للعلوم والتربية. وجمعية فرسان القرآن للأعمال الخيرية بأم البواقي. تم بفضل الله انعقاد الندوة العلمية لمعالجة قضية ذات شأن عظيم، وأمر أساس في حياة الناس، ذلك هو عنوان الندوة العلمية التي أقيمت بمدينة أم البواقي بمقر المكتبة العامة الجامعية: {الأسرة المحافظة والتحديات المعاصرة} وكان ذلك يوم السبت 13 صفر 1441ه الموافق لــ:12 أكتوبر 2019م تمثل حضور جمعية العلماء في مشاركة الشيخ محمد مكركب بمحاضرة تحت عنوان:{ الأسرة المحافظة بين القيم الإلزامية والقيم المثالية} منها هذه العناصر: وتعرف القيمة بالإضافة إلى صفتها: يقال: القيمة النقدية، والقيمة الاقتصادية، والقيمة الثقافية، والحضارية، والقيمة الحقيقية، والقيمة الرسمية. فالقيمة منفعة وفائدة يريدها مقدر القيمة، والشيء القيم هو الشيء المفيد والنافع لواصفه. وإذا قلت القيمة هي الاهتمام بالشيء، والشيء القيم هو الشيء المهتم به في نظر مادحه المنتفع به.
والقيم أنواع نذكر منها ما هو من موضوع بحثنا، نذكر نوعين:
النوع الأول: القيم الإلزامية: وتشمل الأوامر والنواهي وهي القيم المقدسة التي يجب الالتزام بها ويعاقب من خالفها، ومنها شعب الإيمان، وأحكام الشرع، والمصالح المرسلة.
النوع الثاني: القيم المثالية: وهي صورة سلوك الملتزم بالقيم الإلزامية. مثل مقابلة السيئة بالحسنة. والتضحية من أجل إصلاح ذات البين، والإيثار في حالة الحاجة.
ومن مجالات القيم ستة: الزمان . والمكان. والأشياء. والحق. والخير. والجمال. فمن الزمان قيمة الأشهر الحرم، وليلة القدر. ومن المكان: مكة المكرمة والمدينة المنورة. ومن الأشياء الذهب والْبُرُّ. ومن الحق: الشهادتان، وتقوى الله. ومن الخير: العلم، والحكمة، ومن الجمال: التراحم والمحبة.
القيم الأسرية.وهي من مجالات: الحق، والخير، والجمال.
1 ـ قيمة حفظ النسب
﴿وَهُوَ الَّذِي خَلَقَ مِنَ الْماءِ بَشَراً فَجَعَلَهُ نَسَباً وَصِهْراً وَكانَ رَبُّكَ قَدِيراً﴾ (الفرقان:54) من بين القيم العائلية المحافظة. (قيمة التضامن النَّسَبي) حيث تتجمع عناصر العائلة في امتداد شجرة واحدة تحفظ طهارة الأنساب، وتحمي الإنسانية من الذوبان. ﴿وَاللهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَزْواجِكُمْ بَنِينَ وَحَفَدَةً وَرَزَقَكُمْ مِنَ الطَّيِّباتِ أَفَبِالْباطِلِ يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ اللهِ هُمْ يَكْفُرُونَ﴾ (النحل:72)
2 ـ قيمة استمرار التعارف.
علاقة ترابط أولي الأرحام تضمن دوام أساس التعارف الذي أمر الله به في الخبر عن الغاية من خلق بني آدم. قال الله تعالى:﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْناكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثى وَجَعَلْناكُمْ شُعُوباً وَقَبائِلَ لِتَعارَفُوا﴾ (الحجرات:13). فالأب واحد والأم واحدة. أيها الناس،إن إلهكم واحد وأباكم واحد وأمكم واحدة، ليس هناك فضل لعربي على أعجمي ولا لأعجمي على عربي، ولا افتخار بالأنساب والأحساب والمناصب والأموال والألوان كلها لا عبرة بها في المقامات والمراتب، وإنما يقع التفاضل بالتقوى.﴿ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ﴾
3 ـ قيمة صلة الرحم..
عندما يتألف المجتمع من عائلات بارزة واضحة معلومة الأفراد، يتحقق الالتزام التضامني بينهم ويحمون أنفسهم من الضياع. قال الله تعالى: ﴿وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ﴾ (الأحزاب:6) وقطع صلة الرحم من أعمال الجاهلية، وصلة الأرحام من قيم الإسلام. روى كتاب السيرة النبوية أن جعفر بن أبي طالب الصاحبي الجليل قال للنجاشي عندما لجأ إليه المسلمون في الهجرة الأولى إلى الحبشة: {أيها الملك، كنا قوماً أهل جاهلية، نعبد الأصنام ونأكل الميتة، ونأتي الفواحش، ونقطع الأرحام، ونسيء الجوار، ويأكل القويُّ منا الضعيف، حتى بعث الله إلينا رسولاً منا، نعرف نسبه وصدقه وأمانته وعفافه. فدعانا إلى الله وحده لنوحّده، ونخلع ما كنا نعبد وآباؤنا من الحجارة والأوثان، وأمرَنا بصدق الحديث وأداء الأمانة وصِلة الرحم، وحسن الجوار، والكف عن المحارم والدماء، ونهانا عن الفواحش وقول الزور، وأكل ما اليتيم، وقذف المحصنات، وأمرنا ان نعبد الله ولا نشرك به شيئاً وأمرَنا بالصلاة والزكاة والصيام}
4 ـ قيمة تبادل الاحترام..
كلما دام الترابط والتعارف بين أبناء النسب والأصهار إلا دام انتشار الحياء والعفة وطهارة المجتمع. ﴿يا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطانُ كَما أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُما لِباسَهُما لِيُرِيَهُما سَوْآتِهِما إِنَّهُ يَراكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لَا تَرَوْنَهُمْ إِنَّا جَعَلْنَا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ لِلَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ﴾ (الأعراف:27)
5 ـ قيمة التدين..
عندما يكون أساس وحدة البناء الأسري متينا والقيم السابقة الذكر محفوظة، تنشأ الأجيال على التدين وتحمي نفسها من التميع والانحلال. قال الله تعالى: ﴿أُولئِكَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ مِنْ ذُرِّيَّةِ آدَمَ وَمِمَّنْ حَمَلْنا مَعَ نُوحٍ وَمِنْ ذُرِّيَّةِ إِبْراهِيمَ وَإِسْرائِيلَ وَمِمَّنْ هَدَيْنا وَاجْتَبَيْنا إِذا تُتْلى عَلَيْهِمْ آياتُ الرَّحْمنِ خَرُّوا سُجَّداً وَبُكِيًّا. فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَواتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيًّا. إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صالِحاً فَأُولئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئاً.﴾ (سورة مريم:58 ـ 60)
6 ـ قيمة المودة.
قال الله تعالى:﴿وَمِنْ آياتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً لِتَسْكُنُوا إِلَيْها وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ﴾ (الروم:21)
حضور جمعية العلماء ببلدية عين الفكرون
وببلدية عين الفكرون كانت لنا وقفة دعوية بمسجد (أول نوفمبر) وسط المدينة وقت العصر. مع درس في موضوع {تزكية النفس بين الوسيلة والوقاية}
حضور جمعية العلماء ببلدية سوق نعمان بمسجد (القدس)
ومن المغرب إلى العشاء ببلدية سوق نعمان. محاضرة:{مقتضيات العبودية ومجالات واجب الإنسان في طاعة الرحمن}
وهذه خلاصة مقدمة المحاضرة:{ أيها الناس أيها الحاضرون مجالس الإيمان، والمجتمعون في رحاب بيت من بيوت الواحد الأحد المنان، شاء الله العلي الحكيم أن يجمعنا هنا في هذا الزمان وفي هذا المكان لنتذكر ما يجب علينا من مقتضيات الإيمان، ولنقي القلوب ونحميها من الغفلة والتيه والضلال والهوان. وتعالوا لتحيا أرواحنا بالعلم والبيان، في ظلال كلام الرحمن، ولنزداد إيمانا بفهم شعب الإيمان بإذن الله تعالى.
حُسْنُ البداية وجمالُها، وكمالُ الموعظة وسرُّها في الآيات البينات من كلام رب السموات والأرض وكل الكائنات.
قال الرب الخالق العزيز الحكيم:{ يا أيها الناس اعبدوا ربكم الذي خلقكم.} وهذا أول نداء إلى الناس بهذه الصيغة الملزمة بالعبودية لله تعالى، بالنسبة لترتيب الآيات في المصحف الشريف، نداء إلى أمة الدعوة وقال للعابدين قولوا واستجيبوا واعملوا فاستجابت أمة الاستجابة{ إياك نعبد وإياك نستعين} فعبدوا الله عبادة طاعة وإرادة وخشوع ومحبة، وتلك هي العبودية الخاصة المقتضاة من المؤمنين المتقين المتيقنين.
فإن العبودية قوامها النية والإخلاص والفهم والالتزام والدوام حتى يلقى العابد ربه المعبود بحق، يوم لاينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم.. والقلب السليم الصالح للقيام بدور العبودية الخالصة لله هو الذي سلم من تعمد معصية أو تعمد ترك أمر من أوامر الله، نعم هو القلب الذي اتبع رضوان الله واجتنب ما يؤدي به إلى الوقوع في سخط الله.
فما هو مفهوم العبودية؟ العبودية لغة نقيض الحرية، وهي مصدر عبد يعبد عبادة بماشرع المعبود، وعبودية لمن شرع العبادة. والعبودية لله هي طاعة الله عن إرادة ومحبة وخضوع تام للإلتزام بكل ما أمر ونها، بأن يفعل العابد ما امر الله تعالى به،ويجتنب مانهى عنه، وهذا الخضوع والالتزام هو مفهوم الإسلام في عمومه. فإن مفهوم العبودية الخضوع والالتزام. ومن لوازم العبودية الخالصة لله، أن نحب ما يحبه الله، ونكره مايكرهه الله، ونغضب لله ونرضى لله. فالعبودية حب مطلق لله قبل ما سواه، وحب الرسول صلى الله عليه وسلم من محبة الله تعالى، والذل لله خشوعا وخضوعا وخوفا وخشية لله. فحقيقة العبودية التوحيد والعمل بشرع الله. فلو أردت أن تلخص تعريف العبودية لله قلت:{حب الله بغير شرك والخضوع له بغير اعتراض} فإن حقيقة العبودية الخاصة كمال محبة لله وكمال الذل له. ومن أشرف وأقدس العبودية لله الصلاة والزكاة والصوم والحج. ولذلك كانت هذه أركان الإسلام، ففي هذه العبادات تتجلى العبوديتان: الظاهرة، والباطنة.أو قل: العبودية القلبية والعبودية البدنية.
والعبودية العامة هي خضوع كل المخلوقات للخالق. قال الله تعالى: ﴿وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ مِنْ دَابَّةٍ وَالْمَلائِكَةُ وَهُمْ لا يَسْتَكْبِرُونَ يَخَافُونَ رَبَّهُمْ مِنْ فَوْقِهِمْ وَيَفْعَلُونَ مَا يُؤْمَرُونَ﴾ فجميع المخلوقات تسجد لله تعالى. ﴿أَلَمْ تَرَ أَنَّ اللهَ يَسْجُدُ لَهُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَمَنْ فِي الْأَرْضِ وَالشَّمْسُ وَالْقَمَرُ وَالنُّجُومُ وَالْجِبَالُ وَالشَّجَرُ وَالدَّوُابُّ وَكَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ وَكَثِيرٌ حَقَّ عَلَيْهِ الْعَذَابُ وَمَنْ يُهِنِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُكْرِمٍ إِنَّ اللهَ يَفْعَلُ مَا يَشَاءُ﴾ . ومن علامات العبودية الخاصة المطلوبة من العبد: الدعاء، والتوكل على الله، والذكر، والتسبيح، والشكر، وصبر، والاستغفار. والعبد وهو يستغفر الله يعلن حق الله عليه في العبودية ومنه دعاء سيد الاستغفار.
﴿لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ كُلٌّ لَهُ قَانِتُونَ} القنوت من العبودية العامة التي تشترك فيها أهل السموات والأرض فلا يختص بها بعض عن بعض وهي عبودية القهر والحاجة والذل المفروض بالقهر. وأما قنوت العبودية الخاصة فهو ماكان عن إرادة ومحبة وطاعة.}
رحلات الدعوة إلى الله تعالى
رحلتنا إلى ولاية بومرداس
وفي مقام العلم والخير والإصلاح جمعية العلماء الجزائريين حاضرة.
يوم السبت: 20 صفر 1441ه الموافق ليوم:19 أكتوبر 2019م.
شددنا الرحال هذه المرة بتوفيق من الله جل جلاله إلى ولاية بومرداس دائرة بغلية، بلدية سيدي داود، حيث زاوية الشيخ عمر الشريف رحمه الله، التي تشرف على تسييرها الجمعية الدينية المسماة {نور العلم}. كان حضور الشيخ محمد مكركب والأستاذ محمد الهادي الحسني، وجمع كبير من الأساتذة والأئمة، وجمهور من سكان القرية، ومن الولايات المجاورة. للمشاركة الدعوية الدينية والتعاون مع إخواننا القائمين بشأن الزاوية العلمية القرآنية زاوية { الشيخ عمر الشريف} وكانت هذه الرحلة الدعوية بمناسبة انعقاد الاجتماع العام للزاوية بهدف مواصلة نشاط التجديد، لبناء المركب الجديد للزاوية واستئناف النشاط العلمي القرآني.
تقع الزاوية في مكان استراتيجي جميل في سفح جبل {بوبراك} بلدية (سيدي داود) دائرة بغلية، ولاية بومرداس. أنشئت الزاوية القرآنية العلمية في القرن الحادي عشر الهجري. أنشأها بالتعاون مع أهل القرية الشيخ عمر الشريف. ومن الشيوخ الذين علموا بالزاوية : الشيخ الطيب بن حميدة، والشيخ الحسين، والشيخ رضا، والشيخ مرزوق،
والشيخ العباس، وزارها الأمير عبد القادر مرتين. ومن الشيوخ الذين علموا بها: الشيخ بوعلام المهدي (المهدي عمر)، وهو من زاوية أولاد الشيخ سيد المهدي ببلدية الصومعة ولاية البليدة.
وأغلقت الزاوية بعد أحداث ماي 1945م ثم فتحت، وأعلقت أثناء تورة التحرير من 1954م إلى 1962م وفتحت 1969م وأغلقت في سنين الفتنة من 1992م إلى 2002م وفي تاريخ 8 جانفي 2014م تم تجديد مكتب الجمعية للزاوية. وشرع في بناء المركب الجديد للزاوية، وينتظرون من أهل البر والإحسان المشاركة في هذه الصدقة الجارية.