
لبـى نداء ربه في تونس مسقط رأسه يوم الثلاثاء 16 ماي 2017، الناسك في محراب الكتب والمكتبات، وعاشق التراث والمخطوطات، ذلك هو أخونا المجاهد بالورقة والكتاب الحبيب اللمسي، مدير دار الغرب الإسلامي ببيروت.
إنّ هذا الوجه العلمي الصبوح الذي يغيبه الموت عنا، بعد أن قضى بياضه وسواده مجاهدا، لاهثا في سبيل إحياء التراث العربي الإسلامي عموما، وتراث المغرب العربي خصوصا، والتراث الجزائري الإسلامي بصفة أخص، إنّ هذا الوجه إذ يغيب عنا، اليوم – سيبكيه كل باحث، وكل دارس، كل أديب وكل مفكر. فستُظلم بفقده المكتبات، وينعكس فقده على رفوف المكتبات فهو الذي أحيى تراث الإصلاح في الجزائر، وبعثه في حالة بهية أنيقة مثل آثار إمامنا محمد البشير الإبراهيمي، وكل تراث جمعية العلماء، كالشهاب، والسنة، والمنتقد، والبصائر، إلى جانب تراث علماء الجزائر كمحمد العيد، وأبي القاسم سعد الله، بالإضافة إلى كنوز الفقه والعقيدة.
إن رحيل الحبيب اللمسي، عن دنيانا سيحدث فراغا لا يمكن ملؤه، ولكننا قوم نؤمن بقضاء الله وقدره، وكل نفس ذائقة الموت.
عسى الله لأن يمن علينا.بحبيب آخر من أصدقائه، وأحبائه، ومريدي.منهجه فيواصل دربه، ويحقق إربه.
أسكن الله الحبيب اللمسي، فراديس جناته ورزق أصدقاءه، الصبر على فقدانه، فالعين تدمع والقلب يخشع، وإنا لفراق الحبيب اللمسي لمحزونون.
عبد الرزاق قسوم