الموضوع: السنن التي يجب على من تركها سجود السهو القبلي/ محمد مكركب
قال السائل: كنت أصلي ونسيت سجدة في الركعة الأولى ولما سلمت سألت أحد المصلين، فقال لي تسجد سجدتي السهو، فسجدت سجدتين وخرجت، ثم سألت الإمام بعد رجوعي إلى المسجد فقال لي: تعيد الصلاة لأن السجود ركن لا ينجبر بسجود السهو، وإنما سجود السهو على من ترك سنة. فما هي السنن التي تستوجب سجود السهو؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
أولا: قال الله تعالى:﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلاتِهِمْ خاشِعُونَ﴾ ويتحقق الخشوع بإعظام المقام، وتركيز الاهتمام، وتدبر الكلام، وقصد التمام. وهذا كله ـ وهو سهل ميسور ـ يحصل بفهم معاني الصلاة كمناجاة بين المصلي وخالقه تبارك وتعالى، ثم بفهم وتصور الأركان التي لا تتم الصلاة إلا بها تامة. وهي بعد توفر شروط الصحة من الوضوء، ودخول الوقت، وستر العورة، واستقبال القبلة، والنية، بعد هذا لابد من توفر الأركان وهي:[تكبيرة الإحرام (الله أكبر)، والقيام لها للقادر، (أي يتلفظ بها المسلم وهو واقف ناويا الدخول في الصلاة) وقراءة أم القرآن (الفاتحة) والقيام لها للقادر، والركوع، والرفع منه، والسجود، والفصل بين السجدتين، والسلام، والجلوس له، والطمأنينة، والخشوع]. وأركان الصلاة لابد من القيام بها ولا يجبر الركن بسجود السهو كما قال لك الإمام. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.
ثانيا: قال السائل:(فما هي السنن التي تستوجب سجود السهو؟) السنن التي يجب على من تركها سجود السهو القبلي، يعني يسجد قبل السلام، هي [قراءة السورة بعد الفاتحة، لو قرأ الفاتحة وركع ولم يقرأ شيئا من القرآن بعد الفاتحة يقال ترك سنة. والجهر في الصلاة الجهرية، فصلاة الصبح مثلا جهرية لو صلاها سرا يعتبر أنه ترك سنة، أي ترك سنة الجهر في الصلاة. والإسرار في الصلاة السرية. والتكبير غير تكبيرة الإحرام (كتكبير الركوع والسجود، والرفع من السجود). والتحميد (سمع الله لمن حمده ربنا ولك الحمد). والتشهدان. والجلوس لهما] أما الجلوس للسلام والسلام فهما من الأركان. فمن ترك التشهد الأول (مثلا) وقام للركعة الثالثة، فعندما يتم الصلاة قبل أن يسلم يسجد سجدتين ثم يسلم. عملا بالحديث. عن عبد الله ابن بحينة، رضي الله عنه، أنه قال:[إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قام من اثنتين من الظهر لم يجلس بينهما، فلما قضى صلاته سجد سجدتين، ثم سلم بعد ذلك] (البخاري:1225. ومسلم:570). ومن أسباب سجود السهو قبل السلام، على من شك في صلاته. ففي الحديث. عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:[إذا شك أحدكم في صلاته، فلم يدر كم صلى ثلاثا أم أربعا، فليطرح الشك وليبن على ما استيقن، ثم يسجد سجدتين قبل أن يسلم] (مسلم:571).
وعموما فإن سجود السهو سجدتان بالتكبير والتسليم، إذا كان نقصانا يسجدهما قبل السلام، وإذا كانت زيادة في الصلاة فبعد السلام، ففي الحديث. عن عمران بن حصين، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم صلى العصر، فسلم في ثلاث ركعات، فقام إليه رجل، فقال: يا رسول الله فذكر له صنيعه، فقال: أصدق هذا قالوا: نعم، [فصلى ركعة ( يعني أتم ما نسي) ثم سلم، ثم سجد سجدتين (أي بعد السلام، ثم سلم (أي بعد سجدتي السهو) والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.