“الربيئة “…مكسب معرفي رائد لجمعية العلماء وللوطن

 

بقلم: حسن خليفة

 

بدت ـ وربّما ما تزال تبدو ـ لفظة “الربيئة ” غريبة لدى كثير من الإخوة والأخوات القراء والمتابعين  لإعلام جمعية العلماء المسلمين الجزائريين وللساحة الثقافية والفكرية الوطنية (والعربية)، عندما أطلقت نخبة من الإخوة في الجزائر العميقة (حاسي بحبح ـ ولاية الجلفة)، يتصدّرهم الأخ الأستاذ بلخير بن جدو…أطلقت  مجلة إلكترونية معرفية فكرية رائدة وسموها بهذا الاسم “الربيئة”.

وقد تكون اللفظة في ذاتها غير معروفة، وغير مستخدمة ولكن معانيها ودلالاتها مهمّة للغاية، والإشكال فينا نحن أبناء وبنات العربية، وليس في اللفظة ولا في غيرها من الكلمات والمفردات الأنيقة الدالّة، وما أكثرها في محيط لغتنا العظيم الزّخار  باللآليء والدّرر…فما معنى لفظة “الربيئة ” يا تُرى؟.

الربيئة: اسم (مفرد) جمعه: ربايا، والربيئة معناها: الطليعة التي ترقُب العدوّ من مكان عال؛ لئلا يدهَم القوم. كما يمكن أن  نعرّف “الربيئة “بأنها الكشاف الذي يرصُد العدوّ من مكان عال.

ويقال ربيء.

وللفظة “الربيئة “معان ودلالات أخرى منها النماء والزكاء وما يتصل بهما من دلالات وقيّم.

تأسيسا على هذه المعاني يمكن أن نعرفَ أفق المجلة ورؤية هيئتها التحريرية وفلسفة القائمين عليها وقد عبّروا عن ذلك بصريح اللفظ بأن الربيئة  ..”مجلة رقمية أريد لها أن  تتقصّد إتمام المسير الفكري الحضاري الإسلامي، وأن تكون سببا في بعث أفكار جمعية العلماء المسلمين الجزائريين “.

بدأت مجلة الربيئة أولى خطواتها في العالم الرقمي سنة 2017 ووضعت نصب عينيها مجموعة أهداف منها:

حتى الآن وصلت مشاركات الأساتذة والدكاترة وأهل الفكر والقلم إلى ما يقرب 150 مشاركة متنوعة، وفيها الكثير مما كُتب أصالة لمجلة الربيئة أي يُنشر فيها للمرة الأولى، وتعرب المجلة في استكتابها للأستاذة عن هذه الخصوصية التي تميّزها عن غيرها، وكثيرا ما استجاب الأساتذة والكتاب الكرام مشكورين، وهو ما أعطى للمجلة سمعة طيبة وقوة خطاب وطرح، يعد بالكثير من الخير والسبق والفضل.

وقد شكلت تلك المساهمات وسمحت بنشر أربعة عشر (14) عددا إلكترونيا رقميا، صدرت بانتظام وبتحسين مستمر وتطوير دائب.

ومن توفيق الله تعالى لفريق التحرير أن صارت مجلة الربيئة تطبع (ورقيا) وقد صدر عددان منها ورقيا وهي تباع في المكتبات، وقد شرفت المجلة بناشر ذواق ممثلا في مدير دار الوعي للطبع والنشر الأستاذ محمد مولدي الذي أعطى للمجلة هذا البعد الانتشاري الجميل بطباعتها طبعا أنيقا وتوزيعها لتصل إلى القراء والقارئات في صيغة ورقية تتيح لمن فاته الاطلاع أن ينهل من مقالاتها ودراساتها ويتواصل فكريا مع كتابها وإدارة تحريرها. والأبواب مفتوحة على مصارعها لأي مساهمات من الكتاب والكاتبات والأساتذة والدعاة والمفكرين للإسهام في الرقي بمحيطنا الفكري والثقافي. من السهل الوصول إلى المجلة في الشابكة بكتابة اسم ” الربيئة” وأيضا يمكن الحصول على عدديها الورقيين. ومن الأفضل أن نقولها صراحة في ختام هذه السطور:

إنه من الواجب دعم أي عمل فكري ثقافي بكل وسائل الدعم، ودعم إعلام الجمعية بما فيها الربيئة واجب أخلاقي وثقافي وحضاري، فإن ما يقدمه الأفاضل من الجهد والتضحية والعمل الموصول يحتاج إلى شعور بهم ودعمهم بالمساهمات المتنوعة، وأيضا بالإعلان فإن كل الأوعية الإعلامية والصحفية الكترونية وورقية تحتاج إلى سند مادي في شكل إعلانات ورعاية ومرافقة حتى تستديم وتتطور وترتقي وتقدم الأفضل فالأفضل.

أحيي الفريق الصغير في “الربيئة” إلكترونية وورقية على الجهود الجبارة التي بعثت فضاء فكريا رائقا وإيجابيا يتابعه أكثر من عشرين ألف في فضاء الانترنيت، وألوف ورقيا، ويعد بالكثير مستقبلا. وأحيي بصورة خاصة الأخ الأستاذ بن جدو بلخير ومن معه في هيئة التحرير، كما أحيي الأخ الناشر محمد …وإني لأستشرف أفق خير فكري عميم بعون الله في وطننا إن أحسنّا التقاط وفهم ما يجري في المنعطفات التاريخية. وما توفيقنا إلا بالله.

 

 

 

Exit mobile version