في ذكرى الشيخ الجليل بشيشي بلقاسم اللوجاني/ أ. د. عمار طالبي
انعقد في مدينة سدراته الملتقى الوطني الثالث لذكرى الشيخ العلامة بشيشي بلقاسم اللوجاني، العالم الزيتوني الأزهري العضو المؤسس لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين، وقد ادى وظيفة تربوية نافعة فعالة في بناء المسجد والمدرسة، في مدينة سدراته وواصل هذا النهج في الدعوة، ونشر الإسلام والعربية، إلى أن لقى الله تعالى.
ألقيت عدة محاضرات في موضوع “جهود علماء الجزائر في التربية والإصلاح”.
ونظم هذا المؤتمر إمام المسجد العتيق الأستاذ الدكتور علي مسعودان، ومن معه من رجال سدراته المحسنين، بعناية والي ولاية سوق أهراس، ومدير الشؤون الدينية والأوقاف لهذه الولاية.
وكان انتظامه انتظاما محكما، شارك فيه العنصر النسوي، وألقين محاضرات علمية مفيدة، وتولى رعاية ذلك جماعة من المرشدات الفضليات، بارك الله فيهن في عملهن الرائع.
وحضر هذا الملتقى جمهور غفير من سكان سدراته، دفعهم إلى ذلك الاهتمام، وحب سماع ما يلقى من المحاضرات، عن أجيالنا السابقين الذين جاهدوا في الله حق جهاده، وكان المسجد مكتظا بهم صغارا وكبارا، مبدين رغبة في الحضور الذي لا ينقطع.
ومن الذين حضروا وتكلموا في هذا الملتقى المهم الأستاذ معالي الوزير الأمين بشيشي ابن الشيخ بلقاسم اللوجاني، وقد أفادنا الجمهور بمعلومات ما كانت تعرف قبل ذلك في جهاد والد، ومن أعانه في دعوته، من عامة الناس وخاصتهم.
ومن الذين حضروا الشيخ عمار جوامع، العالم الفقيه الزيتوني، الذي عني بتاريخ علماء تلك المنطقة وفقهائها ومعلميها، وكتب عنهم في جريدة البصائر وما يزال يكتب حفظه الله ورعاه وأطال عمره، وهو ذو نشاط وحركة دائبة، وذاكرة حية واعية ولاشك في أن إحياء ذكرى هذا العالم الرباني وأمثاله من علماء الأمة تذكيرا لأجيالنا الشابة بمآثر أسلافهم، في الجهاد والدعوة إلى الله، والدفاع عن الإسلام ولسان القرآن الكريم بكل ما أتوا من جهد وصبر وثبات إزاء ما كان يحيط بهم من قهر السلطة الفرنسية وظلمها واستبدادها.
ومن الذين حضروا السيد مدير الشؤون الدينية والأوقاف الأستاذ أحمد الذي ألقى كلمة بالمناسبة وأبدى استعداده للتعاون مع إطارات المسجد العتيق والمحسنين من سكان مدينة سدراته الخيرين.
ومن الذين سهروا على هذا الملتقى إعدادا وتنظيما الأستاذ الدكتور الشاب علي مسعودان الذي لم ينقطع عن رعاية هذا الملتقى مع إخوان له مثل الأستاذ عمار الإمام المعتمد الذي استضافنا في بيته، وخصصها للضيوف الذين حلوا بالمدينة من الأستاذ المحاضرين وأكرمهم غاية الإكرام.
إننا سعدنا بهذا الملتقى وباهتمام الجمهور بما يلقى من المحاضرات وهذا نادرا ما نشهده في الملتقيات والندوات التي تعقد في عدة مدن من مدن الجزائر.
فهنيئا لمدينة سدراته وأئمتها وجمهورها بهذا الملتقى المتميز وندعو الله لهم بالسداد والتوفيق فيما يتلو هذا الملتقى من ملتقيات في المستقبل بإذن الله تعالى وعنايته.