من ثقافتنا العربية والإسلامية في المهجر/ باريس من سعدي بزيان
جهود مسلمي المغرب في نشر الثقافة الإسلامية
مع معهد الغزالي التابع لمسجد باريس ودوره في نشر الثقافتين الإسلامية والعربية.
كانت الفكرة السائدة عند معظم الناس أن مسجد باريس يحتضن معهد الدراسات الإسلامية والعربية وخاصة وأن اسمه يحمل عنوان “المعهد الإسلامي لمسجد باريس” وهي تسمية لا تعبر عن الواقع الذي رافق مسيرة مسجد باريس الكبير والذي هو أقدم وأشهر مسجد في فرنسا، وقريبا سوف يحتفل بالذكرى المئوية على إنشائه حيث افتتح في 15 جويلية 1926، وكان أول عميده هو الحاج قدور بن غبريط 1873-1959 والذي دفن في صحن هذا المسجد وعميده الحالي هو دليل بوبكر ابن الشيخ حمزة بوبكر والذي شغل منصب العميد من 1957 إلى غاية 1982، ومات في سنة 1995 وقد اطلق معهد الغزالي اسمه على مكتبة المعهد .
المراحل التي سبقت انشاء معهد الغزالي التابع لمسجد باريس
بدأ الحديث منذ أكثر من ثلاثين سنة والفرنسيون وهم يتحدثون عن “إسلام فرنسي” ينبثق من فرنسا تسييرا واقتصادا وقيادة في شؤون فرنسا الداخلية، ولهم حجتهم في ذلك إذ يرون أن نصف مسلمي فرنسا ولدوا في فرنسا ويحملون الجنسية الفرنسية، وتعليمهم تم باللغة الفرنسية، ونصيبهم من الثقافة واللغة العربية لا يكاد يذكر وعلى هذا الأساس يقتضي الأمر إعادة النظر في الواقع الإسلامي في فرنسا وتكوين جيل جديد من مسلمي فرنسا يحملون الجنسية الفرنسية، ومثقفون باللغة الفرنسية وهم أدرى بالواقع الحقيقي لمسلمي فرنسا، وأجدر بقيادة الإسلام الفرنسي ليحل هؤلاء محل أئمة ترسلهم الجزائر والمغرب وتركيا وجلهم لا يعرفون اللغة الفرنسية ويجهلون جهلا تاما واقع المجتمع الفرنسي وقوانينه، ومؤسساته، ومعادين لقوانين العلمانية “فصل الدين عن الدولة” الذي تم في فرنسا سنة 1905، وقد احتفل الفرنسيون في سنة 2005 بمرور قرن على هذا القانون الذي أنهى حكم الكنيسة وتحكم رجال الدين.
إشكالية إقامة إسلام فرنسي بدلا من إسلام في فرنسا
هناك حقا تناقض صارخ في موقف قادة فرنسا إزاء الإسلام والعمل على تنظيمه وهيكلته، فنراهم يتحدثون عن العلمانية وفصل الدين في فرنسا وعدم تدخل الدولة في الديانات في حين نراهم يتدخلون في تكوين “المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية”
وقد أسسه سركوزي وزير الداخلية في سنة 2003، ومنذ هذا التاريخ بدأت فكرة إقامة معاهد إسلامية في فرنسا لتخريج الأئمة والمرشدين والوعاظ كبداية لإنهاء ارتباط الإسلام الفرنسي بالدول الثلاثة التي ترسل الأئمة وتدفع مرتباتهم، وتدفع الجزائر مرتبات 150 إماما بالإضافة إلى دفع مرتبات موظفي مسجد باريس إذ تخصص الجزائر سنويا ميزانية خاصة لمسجد باريس، ولازالت مقولة الإسلام الفرنسي مجرد مقولة ما دامت فرنسا لم تجد حلا لتمويل الإسلام الفرنسي من طرف فرنسا، ولا نزال نقرأ لشخصيات من أصول مسلمة تطالب بوضع حد لتدخل دول أجنبية في شؤون الإسلام الفرنسي.
وفي ظل هذه الأجواء وللمعهد الغزالي التابع لمسجد باريس ويديره د-صديقي جلول منذ نشأته، باستثناء فترة لا تتعدى أربع سنوات كان خلالها د- عبد الكريم بكري عميد كلية الشريعة الإسلامية بجامعة وهران مديرا “لمعهد الغزالي” ثم عادت رئاسة المعهد للدكتور صديقي جلول.
فترة الدراسة في هذا المعهد والشهادات العلمية التي يمنحها المعهد لطلابه.
الدراسات الإسلامية وتكوين الأئمة 4سنوات.
ويمنح هذا المعهد: 1 – شهادات مرشد. 2 – شهادة الكفاءة في الإمامة. 3 – شهادة في الدراسات الإسلامية.
السنة الأولى في المعهد وماذا يدرس الطالب فيها؟
- حفظ القرآن وتلاوته.
- العقيدة الإسلامية.
- فقه العبادات.
4- السيرة النبوية.
- الإرشاد.
- الأسرة والمجتمع.
- النظم الفرنسية.
- اللغة الفرنسية.
ويتولى المعهد تكوين الأئمة وبالتنسيق مع بعض الجامعات الفرنسية التي تتولى تدريس بعض المواد الاجتماعية ولا زالت إشكالية توظيف خريجي هذا المعهد مطروحة وعلى “المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية” أن يتبنى هذا الموضوع والعمل على حل هذه الإشكالية.
ولا زال موضوع تمويل الإسلام الفرنسي في فرنسا مطروحا بحدة، ولا أدري أين برنامج الدكتور غالب بن الشيخ الذي تولى منصب رئيس مؤسسة تمويل الإسلام الفرنسي ولنا لقاء معه في الأيام القادمة وعند جهينة الخبر اليقين، كما يقول العرب.