حديث في السياسةروبورتاج

ترامب يكره المسلمين مر العلقم ويعشق أموالهم حد الثمالة

الرئيس ترامب يشتم المسلمين ويستصغر حكامهم، لكن من أجل مصالحه الشخصية ومصالح بلاده يذهب لابتزاز أموالهم من أثرى دولة مسلمة التي تقع بها أعز مقدسات المسلمين، رافعا شعاره المعروف ” أمريكا أولا”..إنها المصلحة يا حكام العرب، وبالتالي يكون ترامب يعمل بمقولة لينين الخالدة، التي يقول فيها ” ما هو لي فهو لي، وما هو لك نتفاوض عليه”.

لما لا والكل يذكر منذ أشهر بل وأسابيع فقط ردود الفعل الدولية على تصريحات “دونالد ترامب” التي طالب فيها بمنع دخول المسلمين لأمريكا، ووصفهم بنعوت لا تليق بمقام حاكم أكبر دولة في العالم فما بالكم بأي مسؤول عادي.. .

ومن باب وشهد شاهد من أهلها، قال بعض معارضيه الأمريكان “إن ترامب لا يريد دخول المسلمين الولايات المتحدة بينما يجني الملايين من مشاريعه في دول إسلامية، وهى ازدواجية تفضح الوجه الآخر للسياسة الأمريكية عموما المثيرة للجدل في عهده ومن سبقوه”.

ترامب “ذو الوجهين” يحب فقط أثرياء المسلمين

لا ننسى منذ أشهر فقط، انهمار الانتقادات من كل حدب وصوب على سياسته ونقبت حتى بعض الصحف الأمريكية عن مشاريع هذا الملياردير الأمريكي الذي أبدى رغبته بحظر دخول المسلمين إلى الولايات المتحدة جهارا نهارا، بدعوى أنهم “يشكلون خطرا” على الأمريكيين، لكنه في المقابل يجني الملايين من صفقات تجارية ومشروعات استثمارية في بلدان إسلامية.

وانتقدت صحف أمريكية ترامب واصفة إياه بـ “ذو الوجهين” في تعامله مع المسلمين وكتبت ” ترامب يحب فقط أثرياء المسلمين” وكشفت عن شراكة عملاقة بين مؤسسة ترامب وشركة داماك التي يملكها الإماراتي حسين السجواني.

ووفقا لمواقع إعلامية أمريكية، فإن مصالح ترامب تتوزع على مناطق عربية إسلامية مختلفة على غرار الإمارات العربية المتحدة وأذربيجان وتركيا، وإندونيسيا.

ففي مدينة باكو بأذربيجان أُبرمت شراكة لفتح فندق فخم في باكو بأذربيجان على بحر قزوين، وتشير مستندات ترامب إلى حصوله على دخل يبلغ 2.5 مليون دولار من “الرسوم الإدارية” فقط، لـ”فندق وبرج ترامب انترناشيونال” في باكو.

“أبراج ترامب” المعروفة في منطقة “سيسلي” باسطنبول، هي عبارة عن برج سكني مكون من 40 طابقا، وتشير مستندات ترامب إلى حصوله على دخل من الترخيص تتراوح قيمته بين مليونين وخمسة ملايين دولار.

وفي إندونيسيا، أعلن ترامب – قبل بضعة أشهر من اعتلائه سدة الحكم – خططا لبناء منتجع فائق الفخامة في جزيرة “بالي”، وملعب للغولف في غرب جزيرة “جاوة” بإندونيسيا، والذي من شأنه أن يكون الأول له في قارة آسيا.

وكل هذه الأرقام تعد غيضا من فيض، وهي لا تعدو أن تكون “جغمة أو حسوة ” من براميل المليارات التي يمتلكها هذا الثري الأمريكي، لذا يبدو أن جوقة المناوئين لتصريحات ترامب لم تزد سياسته الداخلية إلا قوة في صفوف شعبه، بل في تزايد سواء كان داخل الولايات المتحدة أو خارجها، بينما الذين يغردون وراء السرب كبعض المنظمات الإنسانية يصفونها بأنها تعزز نشر الكراهية والانقسام.

حتى الأفلام والمسلسلات المصرية، انسحبت لصالح التركية والأسيوية

أما في دول الخليج، فالأقلام العربية تتصارع، بين مهنئ ومبارك وبين متشف ومتأسف، متسائلين بقول بعضهم لماذا اختار “ترامب” الرياض، وليس القاهرة، لعقد القمة الأمريكية والإسلامية؟!.. مثل ما وقع مع الرئيس الأسبق أوباما، هذا السؤال ترى بعض الأقلام المصرية أنه من المفترض أن يجيب عليه الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي.. لا لشيء إلا لأن مصر فاتها القطار، وما فيها يكفيها، ومكانها استحوذت عليه تركيا، إذ أن قبل وصول “ترامب” للرياض، يوم 20/5/2017، كان الرئيس التركى طيب أردوغان فى الكويت، فتركيا تتمدد في الفراغ الذي تركه التأثير المصري في المنطقة، ويكفي أن أردوغان عاد من الكويت بصفقة تاريخية، حيث وقع على قيام شركات تركية ببناء مطار الكويت الدولي الجديد، بمبلغ 4.2 مليار دولار! فيما كانت تلك الصفقات حصريا على شركة المقاولين العرب المصرية في السابق، على حد تعبير الكاتب المصري محمود سلطان.

حتى دولة الإمارات المتوترة علاقاتها مع اسطنبول، ضخت استثمارات ضخمة في تركيا عن طريق شركة إعمار العقارية “شبه الحكومية” وهى المشيدة لبرج خليفة أعلى مبنى في العالم في أغسطس الماضي..ومجموعة “أبراج كابيتال”، وشركة موانئ دبي العالمية حكومية، بل ذهب الكاتب المصري محمود سلطان للقول بأن مصر خرجت من السوق الخليجي، سياسيًا واقتصاديًا وثقافيًا وإعلاميًا..حتى الأفلام والمسلسلات المصرية، انسحبت لصالح المسلسلات والأفلام التركية والأسيوية”.

هناك لحظات نادرة في حياتنا، نتمكن فيها من مشاهدة التاريخ أثناء صياغته

مذكرا بقوله “عندما اختار أوباما أن يلقي كلمته إلى العالم الإسلامي، من جامعة القاهرة عام 2009، كانت مصرـ حتى ذلك الحين ـ قوة إقليمية رائدة ومؤثرة، ولا يمكن تجاهلها في أية حسابات إقليمية، وفي يناير 2011، قدمت نموذجًا مبهرًا للعالم، وكانت محل إعجاب الدنيا كلها، ويكفي تعليق الرئيس أوباما آنذاك حين قال يوم 12 فبراير 2011 : “هناك لحظات نادرة في حياتنا، نتمكن فيها من مشاهدة التاريخ أثناء صياغته، وثورة مصر إحدى هذه اللحظات، فالناس في مصر تحدثوا، وصوتهم سمع، ومصر لن تكون أبدًا كما كانت”، “المصريون ألهمونا وعلمونا أن الفكرة القائلة إن العدالة لا تتم إلا بالعنف هي محض كذب، ففي مصر كانت قوة تغيير أخلاقية غير عنيفة غير إرهابية، تسعى لتغيير مجرى التاريخ بوسائل علمية”، “الثورة صوتها مصري، إلا أنها تذكر العالم بأصداء ثورات سابقة، أهمها ثورة الألمان على سور برلين، وثورة غاندي الذى قاد شعبه إلى طريق العدالة”، “ستظل كلمة التحرير تذكر المصريين بما فعلوه، وبما ناضلوا من أجله وكيف غيروا بلدهم، وبتغييرهم لبلدهم غيروا العالم أيضًا”.

اليوم.. يختار الرئيس الأمريكي ترامب، الرياض بدلاً من القاهرة، في إشارة شديدة الدلالة، ليس فقط على تراجع تأثير مصر وهيبتها في المنطقة بل تراجع فضيع تُرجم على واقع المصريين وأحال حياتهم إلى جحيم لا يطاق، من كافة النواحي، وثورات الخبز آتية لا محالة ونحن مقبلون على رمضان، نخشى أن تأتي على الأخضر واليابس، لا قدر الله.

 

السعودية أول بلد خارجي يزوره ترامب منذ تسلمه منصبه

والسعودية بلاد الحرمين الشريفين، أول بلد خارجي يزوره ترامب منذ تسلمه منصبه، وتأتي الزيارة في بداية جولة تستمر لثمانية أيام وتشمل القدس ثم الفاتيكان..وأغرقت سلطات الرياض شوارع العاصمة بصفوف طويلة من الأعلام السعودية والأمريكية، وباللوحات الضخمة التي جمعت صورتي العاهل السعودي الملك سلمان وترامب وإلى جانبهما شعار الزيارة “العزم يجمعنا”..

وانكبت الصحف السعودية على الترحيب بالزيارة وتأكيد أهميتها “التاريخية”، وكذلك وكالة الأنباء الرسمية، بينما سمحت السلطات في خطوة استثنائية بحضور مئات الإعلاميين الأجانب إلى الرياض لمواكبة الزيارة ومنحت بعضهم تأشيرات في أقل من يوم.

كما خصصت القناة الرسمية معظم فترات بثها للزيارة، وللتذكير بتاريخ العلاقات بين الحليفين التي بدأت رسميا على متن طراد في العام 1945

وأطلقت المملكة موقعا الكترونيا للزيارة وضعت في صدره عدًّا تنازليا لوصول ترامب الذي اختار السعودية كأول بلد أجنبي لزيارته منذ وصوله إلى الرئاسة في كانون الثاني/يناير. كما دعت مغني كانتري أمريكي لإحياء حفل استثنائي في الرياض.

 

الهدف الاستراتيجي الوصول إلى مصاف أكبر 25 شركة عالمية مع حلول عام 2030

وكان قد أعلن صندوق الاستثمارات العامة في السعودية، الأربعاء 17 مايو/ أيار، عن إنشاء شركة صناعات عسكرية وطنية تحمل اسم “الشركة السعودية للصناعات العسكرية”، بهدف زيادة الإنتاج العسكري المحلي وتقليل الاعتماد على المصادر الخارجية.

ويتمثل الهدف الاستراتيجي للشركة في الوصول إلى مصاف أكبر 25 شركة صناعات عسكرية عالمية مع حلول عام 2030، بما يجعل المملكة العربية السعودية شريكا قويا في قطاع الصناعات العسكرية على الساحة العالمية”، وفقا لبيان وكالة الأنباء السعودية.

ونقلت (واس) عن ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، قوله “إن الشركة ستسعى إلى أن تكون محفزا أساسيا للتحول في قطاع الصناعات العسكرية وداعما لنمو القطاع ليصبح قادرا على توطين 50 في المائة من إجمالي الإنفاق الحكومي العسكري في المملكة بحلول عام 2030”..

ويأتي الإعلان عن إنشاء الشركة العسكرية السعودية بعد أقل من أسبوع من الكشف عن صفقة توريد أسلحة أمريكية إلى المملكة تقدر بنحو 100 مليار دولار أمريكي، مع إمكانية وصول قيمتها الإجمالية إلى مبلغ 350 مليار دولار أمريكي على مدار عشر سنوات.

 

الصفقة العسكرية هي التحول الأبرز في العلاقات الأمريكية السعودية

وذكرت مصادر أمريكية أن الصفقة تنطوي على إدخال تحديثات على عتاد الجيش السعودي وقواته البحرية، وتتضمن توريد سفن قتال ساحلية، وأنظمة دفاع صاروخية من طراز “ثاد”، وناقلات جند مصفحة، وصواريخ، فضلا عن القنابل والذخائر، طبقا لما نقلته صحيفة “واشنطن بوست”.

وينظر إلى الصفقة على أنها التحول الأبرز في العلاقات الأمريكية السعودية منذ وصول الرئيس الأمريكي الجديد إلى سدة الحكم، مقارنة بفترة من التوتر المكتوم شهدتها علاقات البلدين خلال عهد الرئيس السابق أوباما، بلغ ذروته في صورة انتقاد أمريكي علني لسقوط ضحايا مدنيين جراء الحملة العسكرية السعودية على اليمن، فضلا عن سحب عدد من المستشارين العسكريين الأمريكيين من داخل المملكة.

وتنظر السعودية وعدد من دول المنطقة الخليجية والعربية إلى إيران على أنها عدو يجب مواجهته. وفي هذا السياق، يجري الحديث عن تشكيل تحالف جديد في المنطقة (ناتو عربي) يضم بجانب الولايات المتحدة، دول الخليج ومصر والأردن، لمواجهة ما يصفونه بزيادة النفوذ الإيراني.

 

” لا خير في أمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع”

رغم هذا التسارع للتسلح المفرط في دول العالم العربي كالجزائر ومصر وتونس وليبيا ودول الخليج عموما، يحق للملاحظ العربي عموما والإسلامي خصوصا، التساؤل:

لماذا تنفق السعودية مبالغ طائلة على صفقات السلاح الأمريكي؟

ما أبعاد الطموح العسكري السعودي وإلى أي مدى يمكن أن تغض إسرائيل عنه الطرف؟

هل يعزز التوجه العسكري السعودي ثقلها الإقليمي؟

هل المنطقة على أعتاب تحالفات عسكرية جديدة؟ وما أهم ملامحها؟

هل يؤدي التوجه العسكري السعودي إلى خلق سباق تسلح بالمنطقة؟

هل يفتح هذا التوجه العسكري لإشعال نيران الحروب بين الأشقاء في المنطقة؟

هذه الأسئلة وغيرها تبقى عالقة في أذهان الأجيال، يصدق فيها قول القائل ” لا خير في أمة تأكل مما لا تزرع وتلبس مما لا تصنع”.. إذ لا شك أن الأمة لن تستقل بنفسها وتملك قرارها إذا كانت محتاجة لغير عقول وسواعد بني قومها، في كل أمور دنياها، من ذلك طعامها ولباسها وأدوات دفاعها وحماية ترابها، بل سيظل التهديد بالحصار الاقتصادي واقعاً عليها دائماً وتظل خاضعة لما يملى عليها من طرف المستعمر الغاصب الذي كثيرا ما يتلون كالحرباء.. ندعو الله بالسلامة لشعوبنا ولدولنا بالسلم والسلام  والأمن والأمان .. والله المستعان.

محمد مصطفى حابس: جنيف/ سويسرا

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com