بأي حال عدت يا عيد؟/ أ. د. عمار طالبي
فباسم جمعية العلماء المسلمين الجزائريين، نهنئ الأمة الجزائرية بعيد الأضحى المبارك، وبعيد آخر هو عيد الحراك الذي ندعو الله أن ييسر طريقه للوصول إلى الطريق الصحيح الديمقراطي، الذي يعبّر فيه الشعب عن إرادته وسلطته في صندوق انتخاب الرئيس عن طريق لجنة مستقلة نزيهة، تشرف على الانتخاب والمراقبة من أوله إلى نتائجه، فإن أمر شيطنة المال الفاسد وأصحابه قد اختفى فيما يبدو، وحرص الحراك على المراقبة الصارمة ضمان لذلك، لأن انتخاب الرئيس هو فتح أفق جديد لنظام جديد، تختفي فيه عناصر النظام القديمة، ويحفظ كرامة المواطن وحريته، وللرئيس المنتخب صلاحية تكوين حكومة جديدة، وبرلمان جديد بانتخابات تشريعية، ويمكن له تعديل الدستور باستفتاء شعبي، ليكون أساسا لكل القوانين، وضمان الحريات والحقوق والعدالة.
ندعو الله بالتوفيق لتحقيق آمال الشعب الجزائري ومطالب حراكه العظيم الحضاري السلمي.
كما نهنئ الأمة الإسلامية في جميع أقطارها وأوطانها بهذا العيد المبارك، وننبّه المسلمين وقادتهم إلى الخطر الذي يحدق بالعالم الإسلامي في عقر داره، خطر استعمار جديد ليستولي على استراتيجية العالم الإسلامي الواقعة في صميم جغرافيته في الخليج في مضيق باب المندب وهرمز، وندعو الله أن يراجع العالم الإسلامي أوضاعه، ويحرص على وحدته وثقافته وثروته التي تتعرض للخطر والانقسام، في ليبيا الشقيقة التي تتسارع دول مختلفة لاستغلال ذلك في مصالحها الاستعمارية، وتدمير وحدة الشعب ونهب ثروته.
وكذلك ندعو أن يراجع النظام السوري أوضاعه، ولا يسمح لاستعمار جديد في أرضه، ويقبل الحل السلمي ليأخذ الشعب السوري مصيره بيده، ولا يمكن لأية دولة أن تتحكم في مصيره.
وأن ندعو قادة إيران أن يثبتوا وأن يدافعوا عن أنفسهم وحرياتهم، وأن يعمل المسلمون على أن لا تهاجم إيران ولا تحاصر بدون حق، وتعاقب في قوتها واقتصادها، في حال أن أمريكا وروسيا ألغتا الاتفاق الخاص بالصواريخ، وأخذتا في التسابق في إبداع الأسلحة الفتاكة وتطويرها، وتسكت عما يقوم به الصهاينة من صناعة الأسلحة النووية، ويعمل الصهاينة على دخول الخليج بدعوى الحفاظ على أمن البحار ضمن تحالف ظالم، يعود بنا إلى القرصنة في العصور الوسطى، وطغيان الامبراطوريات الاستعمارية في القرن التاسع عشر، وتعود بشكل جديد بدعوى حماية الملاحة في الخليج، كأنه لا أهل له ولا دول.
وأن تنتهي الحرب في اليمن الشقيق، وأن يمسك اليمنيون عن النزاع والدمار، وأن يعودوا إلى الوحدة، وأن تنتهي هذه الحروب، والتي لا تؤدي إلا إلى الهلاك، وأن يعود الخليج إلى وحدة مجلس التعاون، والكف عن الصراع والحصار العبثي.
وأن يتفطن مؤتمر التعاون الإسلامي والجامعة العربية التي هي على فراش الموت ولعلها تأخذ عافيتها وتستفيق، وأن لا تترك باكستان وحدها، فيما يتعلق بقضية كشمير التي ألغت الهند بغير حق حكمها الذاتي.
وعلى اتحاد المغرب العربي أن يجمع شتاته، وأن يعمل على إنهاء ما يحدث في ليبيا بجهد قوي واضح.
وفي الختام، ندعو العالم الإسلامي أن يهتم بقضية فلسطين التي تتعرض لخطر داهم، وأن يكف بعض الناس عن التودد إلى الصهاينة، والتطبيع معهم خيانة لفلسطين، وحقِها في دولة مستقلة لها مقومات الدولة الكاملة.
نسأل الله أن ينقذ العالم الإسلامي وفلسطين مما يراد بها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.