العلم النافع والرأي الناجع/ أ. عبد العزيز بن شرنين
إن العلم الذي لا يوصل صاحبه إلى معرفة ربه وخالقه ورازقه، ومميته ومحييه، الإنسان الذي لا يعرف وظيفته في هذه الحياة، الذي لا يعرف لماذا خلق؟ ومن أجل ماذا بعثه الله لهذه الحياة؟ الذي لا يعرف هذا نقول له بئس العلم الذي قرأته، وبئس الحياة التي أحييتها، الذي يرى نفسه خلق من أجل أن يأكل ويشرب وينام ويتكاثر فقط، نقول له تبا لك وأف لك…أيها الضال المضل..ونفس الشيء، فإن البنت التي تذهب إلى الجامعة وتقرأ العلوم ولا ينفعها ذالك العلم حيث لا تفكر في يوم من الأيام أن تكون أسرة، أو تتزوج لتصبح أما، ثم تنجب أولادا، وتعد أجيالا صالحين مصلحين، إن البنت الجامعية المغفلة التي تعطي نفسها كلية للشهادة من أجل أن تتخرج بشهادة عليا..من أجل أن تتحصل على منصب عمل راق، ثم تشتري سيارة، ثم تتحصل على سكن، ولا تفكر في الزواج حتى يفوتها القطار، فتصبح في الأربعين من العمر فما فوق، وتحلم أن تتزوج بزوج يقاربها في السن، نقول لها كما يقول المثل العربي:« يا صيفاء ضيعت اللبن» إن العمر قصير فقد أشغلتيه يا أمة الله بالجانب المادي ونسيت ما هو أفضل منه وهو الجانب المعنوي الذي هو نصف الدين، حيث غاب عنك فقه الأولويات، من ضيع الفرص تجرع الغصص، وهكذا أغلب بنات الجامعة إلا من رحم ربي، هن ضحية التبرج واللهو، والجري وراء الشهادة والمنصب، ويقلن أننا نريد أن نضمن المستقبل، أي مستقبل هذا.. للبنت التي تضيع ربيع العمر، وللبنت التي لا تتخلق بالحياء، والحشمة، وللبنت التي تترك بعض الذئاب البشرية يعبثن بجسدها، تتكلم مع من تريد من الذكور ولا تتورع من أحد، تثق في الجميع لا ترتدي الحجاب، ولا تصلي، تعيش حياة الإفرنج ..ثم في الأخير تجد عمرها قد مشى ومضى واندثر، ثم تتعنس، وبعد العنوسة تصبح ناقمة على المجتمع، ثم تتسرول وتتكستم، وتترجل، وتدخل في زمرة اليائسات البائسات من الحياة، والسبب في ذلك أن انطلاقتها في الحياة كانت خاطئة..
ما يقال عن الجنس اللطيف، يقال عن الجنس الخشن، الذي هو بعض الشباب، هذا الأخير، أغلبه لا يفكر في الزواج، يبحث عن المال والنساء والتأشيرة للخارج، سراويل مقطعة ومطببة، وهابطة تكاد أن تري العورة المغلظة، ناهيك عن شعر رأسه، يعبث به، القزع، ومنهم من يرسم خريطة في رأسه، وأشكال أخرى لا أعرف تسميتها، فكل شكل من أشكال هذا الشعر، تتقزز منها النفس، ويصاب القلب بإحباط، وتعمى البصيرة، أين لنا بالشباب المستقيم الذي وصفه الشيخ البشير الإبراهيمي رحمه الله في إحدى مقالاته، أين لنا بأهل الحشمة والحياء، أين لنا بأهل الدين، والعمل الصالح، نحن نريد الشاب الناشئ لعبادة الله، الشاب الذي له الجدية في العمل، ينظم أوقاته، يحب القراءة والمطالعة، يحافظ على الصلوات المفروضة، يتحلى بالوسطية والاعتدال في أعمال دينه ودنياه، يخاف الله يحافظ على الأمانة ويتواضع للناس قاطبة.
في الأخير أيها القارئ الكريم اعلم يرحمك الله، هداني الله وإياك، إني لا أعمم الوصف على الجميع، لكن هناك ثلة خيرة من الجنسين تصنع المعروف وتعرف مالها وما عليها تجتهد في الطاعات وتناصر الحق، وتقف في وجه الظالم، وهذه يصدق عليها حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم:« لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق، لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم كذلك » .