و للنساء نصيب….. !/ عبد العزيز بن شرنين
سمعت مقولة عجيبة قبل شهر رمضان العظيم عند شيخ جليل كان في أحد محاضراته في مسجد من مساجد مدينة سطيف… يقول:” على قدر الإعداد والاستعداد يكون الإعداد”…، أحببت الدعوة إلى الله، وأردت أن أقدم لإخواني ووطني ولو النزر القليل مما عرفني الله من كتابه العزيز وسنة نبيه الطاهرة، وبعض التجارب التي مرت بي، حتى أجد هذا العمل يوم القيامة، لعله يشفع فينا، { يَوْمَ لَا يَنفَعُ مَالٌ وَلَا بَنُونَ * إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيمٍ} [الشعراء:88/89]، لكن عمل الخير يحتاج إلى إنفاق وإلى مال ومن أين لي؟ قبل الإجابة على هذا السؤال المحير، دعني أيها القارئ الكريم أن أحكي لك ما قصه علي الشيخ المؤلف سي محمد الصالح الصديق…، على امرأة مجاهدة تسكن في سوسطارة بالجزائر العاصمة، تسمى سكينة رحمها الله والأستاذ محمد الصالح كان يجمع المال لصالح الثورة الجزائرية سمعت به سكينة، فطلبت من زوجها أن يعزمه على وجبة الغداء، وفي نفس الوقت تطلب مقابلته، وبالفعل تم هذا العمل، حيث كرم الشيخ في بيت سكينة، قالت هذه الأخيرة، لابد أن أرى هذا الشيخ الذي ينشط لصالح الثورة الجزائرية المباركة…جاء زوج سكينة للشيخ قائلا له إن زوجتي تريد أن تقابلك ولها معك كلام… ولتعلم يا أستاذي أن زوجتي هذه عروسة زفت إلي ولها سبعة أيام فقط من الدخول، حيث الحنة مازالت جديدة في يديها …قال الشيخ نعم… أقابلها وبعد المقابلة كما يقول الشيخ محمد الصالح نزعت سكينة مقياسها الذهبي من يدها اليسرى تقدمه هدية لصالح الثورة الجزائرية …، وتعجب منها الشيخ الكاتب سي محمد الصالح … قائلا لها … كيف لك … أن تجردي يدك من ذهبك هذا ومهرك .. تبقى يدك عارية.. وأنت عروسة، لابد أن لك أن تفرحني بوليمتك هذه مع زوجك وأهلك … ! قالت لا يمكن لي ذلك ولا تتم فرحتي ولا يهدأ قلبي ولا تغمرني السعادة، فالجزائر تحت وطأة الاحتلال الفرنسي، تفكرت مقولة صلاح الدين الأيوبي:” كيف أضحك والقدس أسير”… وبعد أن حمل المقياس الذهبي ووزنه في الميزان، قال:” وجدته يزن رطلا كاملا” فبعناه واشترينا به سبعة رشاشات … لنقاوم بها العدو الغاشم .
وها هي امرأة تسمى نسيمة في عهد الحرية والاستقلال سميتها نسيمة النسائم – نعم إنها نسائم الصباح- قدمت لنا ما جمعته من نعومة أظفارها من ذهب ….إلى أن أشرفت على الستين من عمرها … قالت وبالحرف الواحد…ها كموه واخدموا به الدعوة إلى الله….. ! فبمثل هذه النماذج الخيرية الفذة من أمثال سكينة ونسيمة وغيرهن كثيرات انتصر الحق، وانهزم الباطل علا صوت الرحمن… وأشرقت الأنوار، وطلع النهار… واكتمل البدر هلالا”، والقمر نورا، والشموس ضياء، والصبر فرجا، ونصرا مؤزرا…. واختفت الخفافيش …، وأبعد نعيق الغربان، وصفدت الشياطين بالأغلال… وقاد المسيرة أولاد الحلال… وحق لهم الاحتفال…، ويا بشرى ثم بشرى للجزائر وطن الأحرار… !
زرت هذه الأيام الشيخ الأديب والأريب محمد الصالح الصديق… قلت له اشتد خوفي على الجزائر هذه الأيام، قال لي لا تخف يا بني… إن الجزائر قد دعا لها كثيرا سيدي عبد الرحمن الثعالبي الولي الصالح … وقال: إن هذه الجزائر لن تخيب أبدا…لأن فيها علماء ومجاهدين وصلحاء وربانيين يقولون للشيء كن فيكون…، وعندما رأيت بعين رأسي نظام هذا الحراك، المحكم والبديع الصنيع في مدينة الجزائر وبرج بوعريريج وجميع ولايات القطر …قلت والله لا خوف على بلدنا… وأختم بالآية القرآنية في سورة الأنبياء الآية 18{بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } اللهم أضرب الظالمين بالظالمين، وأخرج أهل الحق والعلماء العاملين سالمين غانمين يا رب العالمين .