ترتيب الأولويات هو الضامن لتحقيق النجاحات/ أمال السائحي
هناك العديد من التعريفات للتسيير وإدارة المؤسسات العمومية والخاصة، فقد عرفه البعض بأنه “الشكل الذي تتعاون فيه جهود جماعية لتحقيق هدف”، كما عرفه البعض الآخر بأنه “عملية ترتيب وتوزيع الموظفين بطريقة تؤدي لسرعة تحقيق الهدف وذلك عن طريق توزيع السلطات والمهام والمسؤوليات”.
هناك تعريف للأستاذ أحمد المزاجي بأنه “وظيفة إدارية رئيسة تسعى إلى تَحديد كل النشاطات المباحة في المؤسسة، وتَحديد أوجهها، ثم تقسيمها إلى مجموعات من الأعمال؛ بحيث يمكن إسناد كل منها إلى الشخص الذي تتوفر فيه مواصفات وشروط مُعيَّنة، مع توضيح كل الحقوق والالتزامات، وكذلك العلاقات الداخلية بين الموظفين – رؤساء ومَرؤوسين – في المؤسسة، والمتعاملين معها من الخارج أفرادًا ومؤسسات، في ضوء أحكام وتعليمات مَصدرها القانون الوضعي بالنسبة للدولة المدنية، أو الشرائع السماوية للدول الدينية، وذلك من أجل تَحقيق أهداف مشروعة..
حتى بالنسبة للمرأة في بيتها فهي التي تضع اللبنات الأولى في ترتيب بيتها، وترتيب ما حولها، وبالتالي بما يجعل الطفل يقتبس هذه الخصائص الايجابية من والديه، أما بعد دخوله المدرسي، فتصبح المؤسسة المدرسية هي المكلفة بتدريب هؤلاء التلاميذ على الترتيب والتنظيم المُحكم ومراعاة الأولويات..
وهذا يوضح لنا أن ” التنظيم وسيلة يمكن من خلالها تنسيق جهود وقدرات ومواهب الأفراد والجماعات الذين يعملون معاً وتوجيهها نحو خدمة غاية مشتركة، لضمان تحقيق الأهداف المرجوة بأقل ما يمكن من الجهد وفي أقرب الآجال، وذلك بفضل تلافي تنافر أو تضارب الجهود وتعارضها، وبأقصى إشباع ممكن لكل من أولئك الذين تؤدى الخدمات من أجلهم وهؤلاء الذين يؤدون هذه الخدمات”.
فإذن اليوم إن كان هناك الكثير من أبناء الأمة الذين يطالبون دولتهم أن تكون في المستوى المطلوب، وأن ترفع عنهم الظلم والمحسوبية، والكثير من المخالفات التي يرونها متعبة ومرهقة لهم، فمن باب يا من تطالب بالترتيب والتنظيم أن تكون أولى أولوياتك في حياتك أينما كنت وأينما ارتحلت الحرص على الترتيب والتنظيم والحفاظ على الوقت وتجنب إهداره سواء بالنسبة لك أو للآخرين فالوقت إن كان عند البعض هو المال، فهو بالنسبة للبعض الآخر هو الحياة نفسها بكل ما تعنيه الكلمة من معنى. جرني إلى هذا القول: ما لمسته من سوء إدارة الإكمالية التي وجه إليها ولدي بعد نجاحه في امتحان الخامسة ابتدائي لعملية التسجيل المدرسي وكان بإمكان الإدارة أن تتلافى تلك الفوضى واختصار الجهد والوقت بتخصيص موظف لكل مستوى دراسي بما يجعل العملية تجري بانسياب وسهولة، وكان ذلك سيبعث برسالة إيجابية عن التحكم الجيد في تسيير المؤسسة لأولياء التلاميذ، ويجعلهم يطمئنون إلى أن أولادهم في أيد أمينة، بدل ذلك الانطباع السلبي التي خلفته تلك الفوضى العارمة التي سادت تلك العملية، وبهذا المنظر الذي لا يليق بمؤسسة تربوية، يعول عليها في حسن تربية وتعليم أبناء وبنات الأمة…