الدكتور عمار طالبي يحاضر في مركز الفنون والثقافة (قصر رياس البحر)
دعوة إلى إنشاء مركز خاص للشيخ عبد الرحمن الثعالبي
ألقى فضيلة الدكتور عمار طالبي، نائب رئيس جمعية العلماء المسلمين، وعضو مؤسس في الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، يوم السبت24 شعبان1438هـ الموافق لـ 20 ماي 2016، محاضرة حول حياة الشيخ عبد الرحمان الثعالبي الجزائري في مركز الفنون والثقافة(قصر رياس البحر)، حيث قدم بعض المعلومات والبيانات حول الشيخ، كما دعا المتحدث إلى إنشاء مركز خاص بالشيخ عبد الرحمان الثعالبي، حتى تجمع فيه مخطوطاته وكتبه، حضر الندوة بعض المفكرين والدكاترة إلى جانب الوزير السابق كمال بوشامة.
في البداية ذكر الدكتور، عمار طالبي، أن الشيخ عبد الرحمان الثعالبي الجزائري، كان رجل دين، من الزهاد والمفسرين والمؤرخين، كما كان له جوانب يجهلها الكثيرون، وهو حثه على الجهاد، وهذا نظرا للتفكك الذي شهده الشمال الإفريقي، نتيجة ضعف السياسة القيادية في تلك الفترة، فحلت محلها القيادة الروحية العلمية، والتي أدت إلى نهوض الحضارة الإسلامية في قوالب “الطرق الصوفية”، وكان من بين روادها، الشيخ عبد الرحمان الثعالبي الجزائري.
وذكر الدكتور، عمار طالبي، أن العلامة عبد الرحمن الثعالبي، من منطقة القبائل، حيث يعتبره الجزائريون شيخا ووليا صالحا، وعلامة كبيرا، بنيت له في منطقته زاوية كبيرة لنشر العلم والدين، ويقول المتحدث عن الشيخ، انه قد استهل تعلمه على يدي علماء كثيرون، أين نزل في مدينة بجاية ومكث فيها حوالي سبع سنوات، وتعلم على يد أبي الحسن علي بن عثمان المانجلاتي، وأبي الربيع سلمان بن الحسن، وأبي العباس احمد النقاوسي، وأبي القاسم المشدالي، وابي زيد الوغليسي وغيرهم، ثم انتقل بعد ذلك إلى تونس وتعلم على الأبي، والبرزلي، ثم ارتحل إلى مصر، فالتقى بالبلالي، وأبا عبد الله البساطي، وولي الدين العراقي وغيرهم، ثم ارتحل إلى تركيا، ومنها توجه إلى الحجاز حيث أدى فريضة الحج، واختلف إلى مجالس العلم هناك، وأضيف الدكتور طالبي، أنه رجع بعد ذلك إلى مصر وواصل دراسته فيها، ومنها عاد إلى تونس، وحسب قول المتحدث، بعد هذه الرحلة الطويلة، عاد الشيخ عبد الرحمن الثعالبي إلى الجزائر حيث اهتم بالتأليف وإلقاء الدروس العلمية في كبار مساجد الجزائر، كالمسجد الكبير بساحة الشهداء والذي يوجد فيه بقايا أثاره المباركة إلى اليوم، وهي مقبض عصى خطيب صلاة الجمعة، وأضيف الدكتور، عمار طالبي، انه قد تخرج على يد الشيخ الكثير من العلماء، من بينهم محمد بن يوسف السنوسي، واحمد زروق، ومحمد المغيلي التلمساني، واحمد بن عبد الله الزواوي، ومحمد بن مرزوق الكفيف وغيرهم.
كما أشار الدكتور، إلى بعض العناوين لمصنفات الشيخ عبد الرحمن الثعالبي، والتي تزيد على 90 مؤلفا، في التفسير والحديث والفقه واللغة والتاريخ والتراجم وغيرها، والتي من بينها تفسيره، الجواهر الحسان، في تفسير القرآن في أربعة أجزاء، الذي طبع طبعة ثانية في السنوات الأخيرة بتحقيقه –أي الدكتور طالبي-، وروضة الأنوار، ونزهة الأخيار في الفقه، وجامع الهمم في أخبار الأمم، كما له أيضا جامع الأمهات للمسائل المهمات، ورياض الصالحين، وتحفة المتقين في التصوف، ويختم الدكتور عمار طالبي محاضرته، بالدعوة إلى إنشاء مركز خاص بالشيخ عبد الرحمان الثعالبي، حتى تحفظ مصنفاته وكتبه.
فاطمة طاهي