أقلام القراء

اتبعوا محمدا صلى الله عليه وسلم ولا تتبعوا محمد أركون / عبد العزيز كحيل

 

الأول يدعو إلى الإسلام والثاني إلى العلمانية.

الأول ينطلق من القرآن والثاني يطلق النار على القرآن.

الأول ترك لنا السنة كمنهج للحياة والثاني يُنكر السنة نهائيا.

الأول يدور مع مرضاة الله حيث دارت والثاني مع الفكر الغربي بـحُلوه ومرّه وخيره وشرّه، ما يُحمد منه وما يُعاب.

الأول يدعو إلى إقامة الحياة الإسلامية والثاني يدعو إلى الحياة الغربية ويعدّها نهاية التاريخ.

الأول قضى حياته لإعلاء كلمة الله والثاني قضاها للتمكين للعلمانية على أنقاض الإسلام.

الأول أوصانا بتلاوة القرآن وتدبّره والعمل به والثاني يدعونا إلى نقد القرآن ونزع القداسة عنه وترك تبجيله وتعظيمه.

الأول ينطلق من الربانية ويحوم حولها وينتهي إليها والثاني ينكر المقدس وينادي بقطع العلاقة بالسماء و”أنسنة ” الدين.

الأول ينوّه بالإنسانية التي تعني إعمال العقل ومشاعر الأخوة بين البشر والمعاني النبيلة والثاني يؤمن بالإنسانية كبديل عن الربانية، حيث لا سلطة إلا للعقل والغرائز.

الصلاة عند الأول هي قرة العين، وتوارث المسلمون أنها عماد الدين، أما عند الثاني – بناء على الرؤية العلمانية – هي شأن شخصي، بل صرّحت امرأة هي وجه بارز من مدرسة أركون أن السجود إهانة للإنسان.

تعلمنا من الأول أن الحياة الحقيقية تكون في الدار الآخرة وما الدنيا إلا دار عبور أما الثاني فيرى أن اشتغال المسلمين بأمور الغيب والميتافيزيقا هو سبب تخلّفهم، ولا نهوض لهم إلا بتطليق العقلية الغيبية وحسر الاهتمام في شؤون الدنيا والمادة والمحسوس والملموس.

أمر الأول المرأة باللباس الشرعي – بناء على فرض الله له في سورتي النور والأحزاب –  وأجمع المسلمون على فرضية الحجاب حتى غدا من المعلوم من الدين بالضرورة، أما الثاني فيعُدّه من التقاليد البالية وهو مصطلح يقصد به كل ما لا ترتضيه الحياة الغربية المعاصرة، لذلك كان عضوا بارزا في اللجنة الفرنسية التي أوصت بحظر الخمار – فضلا عن الحجاب – في المدارس، ويكفي رؤية صورة ابنته ” سيلفي ” في تبرجها الجاهلي لينتهي العجب.

توفي الأول وهو يوصينا ” تركت فيكم أمرين لن تضلوا ما تمسكتم بهما : كتاب الله وسنة رسوله “. – رواه مالك في الموطأ -، وتوفي الثاني وهو يزعم أن الشافعي هو الذي جعل من السنة المصدر الثاني للإسلام، أي – مرة أخرى – يلغي صفة القداسة عن مصادر الدين ليصبح مجرد تراث إنساني.

الأول ترك رصيدا معرفيا وأخلاقيا وشعوريا يدعو المسلمين إلى الريادة في الدنيا والتميز في التفكير والعطاء والبذل ليكونوا ” شهداء على الناس “، أما الثاني فيدعوهم إلى الذوبان فيما انتهى إليه الغرب واعتماد مقاييسه ومعاييره الفلسفية والأخلاقية والمعيشية.

الأول جاء برسالة السماء الخاتمة، والثاني لا يرى في ذلك سوى إضافة بشرية لا تتميّز عما أنتجه البشر.

الأول ترك لنا الإسلام كأعز وأغلى ما نملك، والثاني يدعو إلى التحلل منه إذا أردنا البقاء.

فأي الفريقين أحق بالأمن؟

الحمد لله أن جماهير المسلمين تبيّن لها الرشد من الغيّ، تتبع محمدا صلى الله عليه وسلم على بصيرة وتقتفي هديه الكريم لإصلاح حال الأمة، وبقيت أقلية يؤسف لحالها تتمثل في ” مسلمين علمانيين “، نبيهم من الناحية النظرية محمد صلى الله عليه وسلم لكنه من الناحية العملية محمد أركون، نضع أمامهم الحقائق ناصعة ناطقة فيتركون ردّها بالدليل – لأنهم لا يملكون شبهة منه – وينطلقون في كلام ممجوج عن عبقرية أركون وتجديده واتهامنا بالتعصب والتزمت كما تعلموا منه …وأننا لا نفهم كلامه، إذا قضى أركون حياته يدور حول محور واحد ولم يستطع إفهامنا فهذه حجة لنا دحض عبقريته المزعومة.

فأيها المسلمون دعوكم من أركون وتلاعبه بالألفاظ والمصطلحات ومماحكاته المعروفة وأصلحوا حالكم باتباع رسول كريم تركنا على المحجة البيضاء فيها خير الدنيا والآخرة.

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com