الفتوى رقم :166م/8/ محمد مكركب
الموضوع: حكم صيام أو إفطار المرضى بالداء السكري، والعجزة، وكبر السن.
قال السائل: إنه مريض بداء السكر، ولايستطيع الصيام، وزوجته لكبر سنها وضعفها لا تستطيع الصوم أيضا. ماذا يفعلان؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله.
1 ـ ﴿فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ﴾[البقرة:184] إذا كان المسلم مصابا بمرض مزمن كالداء السكري، وغيره، أو كان كبير السن، فإن كان يقدر على الصيام صام، وإن لم يقدر يفطر، ثم إن كان له أمل البرء، والقدرة على الصوم، انتظر حين يستطيع وقضى الأيام التي أفطرها. وإن كان ضعفه مستمرا يطعم عن كل يوم مسكينا، بمد من طعام. عملا بقوله تعالى:﴿ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعامُ مِسْكِينٍ﴾.
2 ـ قال ابن عباس رضي الله عنهما. رخص للشيخ الكبير أن يطعم عن كل يوم مسكينا، ولا قضاء عليه. والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم. ففي تفسير الطبري.[عن ابن عباس قال: كان الشيخُ الكبير والعجوزُ الكبيرةُ وهما يطيقان الصوم، رُخص لهما أن يفطرَا إن شاءا ويطعما لكلّ يوم مسكينًا، ثم نَسخَ ذلك بعد ذلك:”فمن شَهد منكم الشهر فليصمه ومَنْ كان مريضًا أو عَلى سفر فعدةٌ من أيام أخر”، وثبت للشيخ الكبير والعجوز الكبيرة، إذا كانا لا يطيقان الصوم، وللحبلى والمرضع إذا خافتا].
3 ـ أما المسافر، الذي يفطر في رمضان، والحائض، والمريض الذي يرجى برؤه، فإنهم يقضون ما فطروا من الأيام. عملا بقول الله تعالى:﴿فَمَنْ كانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾. وقوله تعالى في الآية الثانية:﴿وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾[البقرة:185] والله تعالى أعلم، وهو العليم الحكيم.