الموضوع : أخطاء يقع فيها بعض الحجاج منها مايكون مفسدا للحج./ محمد مكركب
قال الأخ السائل: “م، ب” من مدينة تيزي وزو. ذهبت إلى الحج مع رفقاء سبق لهم أن حجُّوا واعتمرُوا أربع حجات، وقد عملت كما عملوا، وعندما رجعنا إلى جدة أثناء العودة سمعتهم يتحدثون عن طواف الوداع، فقلت لهم: ما طواف الوداع؟ قالوا: طفناه مع طواف الزيارة؟ وأنا ما عرفت طواف الزيارة ولا ما معنى طواف الوداع؟ وسؤالي: هو هل من يحج مقلدا دون أن يعرف المناسك هل حجه صحيح؟
الجواب
بسم الله الرحمن الرحيم
1 / قال الله تعالى:{اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ * الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ * عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ}. ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم:[ من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين] ومعنى أن المؤمن يجب أن يقرأ، ويتفقه في الدين،{فَاسْأَلُواْ أَهْلَ الذِّكْرِ إِن كُنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} ومن هنا يفهم السائل والقارئ أن أول ما يجب على المسلم إذا أسلم أن يتعلم الدين. أن يتعلم الفقه الضروري، وهو سهل على الصغير والكبير، والعالم والأمي، والذكر والأنثى. والحج يصح بثلاثة أمور:
1 ـ النية في الميقات وهي ما يعرف بركن الإحرام.
2 ـ أداء كل الأركان والواجبات بالترتيب وفي الوقت المخصوص لها، وبالقدر المفروض.
3 ـ اجتناب ما يفسد الحج، كإلغاء النية، أو معاشرة الزوج.
2/ المطلوب من الحجاج كبارا كانوا أو صغارا أن يحضروا حلقات الدروس لتعلم مناسك الحج. وجوابا للسائل هو أن المسلم إذا لم يكن يفقه مصطلحات مناسك الحج واتبع إماما فقيها ثقة وأدى معه المناسك فحجه صحيح بصحة من اهتدى به. والله أعلم وهو العليم الحكيم. لكن لا يقلد عامي عاميا في العبادة. فالواجب هو التفقه.
3/ من الأخطاء التي يرتكبها بعض الحجاج:
1 ـ أنهم لا يتعلمون في بلدانهم، وفي ظنهم أنهم يكتفون بالرفقاء الذين يرافقونهم، ويقولون نعمل مثل ما يعملون وكفى. والأصل مثل الصلاة أن يكون الحاج فاهما لما هو المطلوب منه.
4 ـ التهاون في عقد العزم بالنية في الميقات، فبعض الآفاقيين حتى يصل إلى الحرم ثم يسأل يقول هل نعمل مثل فلان؟ أم مثل فلان؟ والواجب على الحاج أن يعلم بأن الحج أو الدخول في الحج يبدأ من الميقات، ينوي النسك لله تعالى. ويلبي. ويكون على علم بما يفعله إذا وصل إلى الحرم. وفي الحديث الشريف [ إنما الأعمال بالنيات وإنما لكل امرئ ما نوى].
5 ـ الجدال والفسوق وارتكاب بعض المخالفات. والله تعالى يقول: {فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ} وبعضهم، يقصدون الصلاة في أماكن لم تشرع فيها الصلاة، كجبل الرماة، وبعضهم يجلب معه قطعة قماش يمسح بها أركان الكعبة، وبعضهم يجلب معه ترابا أو حصاة للبركة؟ وبعض النساء يلتقطن حبات القمح التي ترمى للحمام، وبعضهم يضع على جبل الرحمة ثلاثة أحجار أو خمسة أو سبعة يتوسل بها للحج مرات أخرى. وبعضهم يعاشر زوجته وهو محرم ويظن أن ذبح الهدي يجزيه لتصحيح الحج. وبعضهم لا يسأل الفقهاء ويكتفي باستفتاء سائق الحافلة مع الطريق، أو عسكريا في الحرم.