يا شباب الحراك المبارك.. لا ترجع وواصل نضالك…/ محمد العلمي السائحي
قد يبدو لكثير من الناس في الجزائر، أن حراك شعبنا المبارك الذي تداعى الناس إليه منذ 22 فيفري 2019، والذي لا يزال إلى اليوم يتواصل ويزداد زخمه ويتعاظم، مجرد جهد ضائع، نعم لقد استقال الرئيس، لكن العصابة لا تزال تلازم مواقعها، وما زالت أزمة الأمور في البلد بأيديها، وعليه فإن هذا الحراك لم ولن يفض إلى شيء بعد ذلك، وأنه يحسن بالناس أن يوقفوا مسيراتهم، ويعودوا إلى ديارهم، ويرجعوا إلى أعمالهم، خاصة وأن رمضان قد بات على الأبواب، والحقيقة هو أن العصابة تصبر وتتصابر لعلمها بقرب مجيء رمضان، إذ تعول عليه في كسر شوكة هذا الحراك والحد من زخمه، كما تعول على تسلل الملل إلى قلوب الناس ودفعهم إلى ترك المسيرات…
وعليه فإن الشعب مدعو إلى التمسك بحراكه، ومواصلة مسيراته مهما كانت الظروف والملابسات، ويدعوه إلى ذلك جملة من الأسباب والدواعي منها:
ـ أن حراكه قد ساهم فعلا في تحقيق الكثير من النتائج على الصعيد المحلي والدولي على حد السواء، على عكس ما يدعيه البعض ممن يزعمون عقمه وعدم جدواه، وهم يهدفون من مزاعمهم تلك إلى تيئسينا ودفعنا إلى ترك الحراك، تمكينا للثورة المضادة ونصرة لها، ومن النتائج الإيجابية التي تحققت بفضل هذا الحراك المبارك:
ـ أنه ساهم في تقديم دعم معنوي هام لإخوتنا في السودان، مما مكنهم من الإطاحة بنظام عمر البشير، الذي عمر في السودان لأكثر من ثلاثة عقود متتالية.
ـ أنه أعاد الأمل إلى قلوب الشعوب العربية والإسلامية، التي عشش فيها اليأس والقنوط، بفعل ممارسات الأنظمة القمعية التي هيمنت على الساحة العربية والإسلامية، وما انجر عليها من: ويلات وحروب وفتن، شاب من هولها رأس الفطيم، وطار لها عقل الحليم، والشاهد على ذلك
ما حل بالعراق وسوريا، واليمن وليبيا، وما يعانيه الناس في مصر والصومال.
ـ أنه أقض مضاجع الأنظمة القمعية في العالم العربي، بل في العالم أجمع، والدليل على ذلك تداعي جحافل الذباب الإلكتروني للتشكيك في أهداف هذا الحراك وغاياته، ولا هدف لهم من وراء ذلك إلاّ صرف الحراك عن أهدافه وغاياته، وتخذيل الناس عنه بدعوى أن قوى خفية هي التي تقف من ورائه وتدعمه.
ـ أنه غير نظرة العالم إلى الإنسان الجزائري، وفرض على الجميع احترامه وتقديره، وأنه على عكس ما كان يروج عنه أعداؤه، لا هو عدواني عنيف ولا همجي، وليس هو ذلك الإرهابي الذي يعصف بحياة الناس، ويسفك دماءهم بلا رادع من خلق أو ضمير، بل هو إنسان مسالم متحضر، يعرف كيف يعبر عن حاجاته، ولا يسمح لغضبه أن يسيطر عليه، ويدفعه إلى تجاوز اللياقة في التعبير عنه باللجوء إلى أرقى الأساليب والطرق.
ـ أما على الصعيد المحلي فقد أسهم في التمكين لانتشار الوعي السياسي بين الناس، بطريقة غير مسبوقة وسيسهم أثر ذلك يقينا، في تمكين الجزائر من إرساء دعائم نظام ديمقراطي فعلي في القريب العاجل، يضمن للأجيال اللاحقة أن تحي في كنف دولة قوية بكل ما في الكلمة من معنى.
ـ فرض على العصابة حصارا مُربكا، أفقدها صوابها ودفعها إلى ركوب موجة العنف في بعض المناطق، وذلك دليل واضح وقوي على أن هذا الحراك قد أثر فيها، وأن تواصله وزخمه سيجبرها طال الزمام أم قصر على الرضوخ إلى مطالب الشعب، واحترام إرادته، فيا شباب الحراك المبارك، واصل نضالك فإنما النصر صبر ساعة…