غير مصنف

مدينة ليون تنافس باريس في الثقافة الإسلامية/ باريس من سعدي بزيان

 

عاشت مدينة “ليون” ثالث مدينة فرنسية، وهي تسعى لإقامة مسجد كبير في عاصمة الرّون يليق بمدينة في مستوى ليون، وتشكلت جمعية إسلامية ليونية وأخذت تجمع الدراهم وتسعى للحصول على قطعة أرض في مكان يليق بإقامة مسجد يضاهي مسجد باريس، وفعلا جاءت المبادرة من شيخ بلدية ليون الذي منح للجمعية الإسلامية ليونية قطعة أرض ليقام فوقها “مسجد ليون” وما إن سمع جان ماري لوبان وأنصاره من الجبهة الوطنية “اليمين المتطرف” بالخبر حتى تداعوا إلى تنظيم مظاهرة للوقوف في وجه هذا المشروع وأمعنوا في سب وشتم ميشال نوار الذي منح للمسلمين قطعة أرض ليقام فيها المسجد، وأقيم هذا المسجد رغم معارضة لوبان وجماعته وهو حاليا يعتبر أهم مسجد أقيم خارج باريس ويديره كمال قبطان جزائري الأصل من خنشلة، ويقوم مسجد ليون بنشاط ثقافي وديني قيم، وشارك معنا كمال قبطان في ملتقى دولي بالجزائر في 2013، بفندق شيراطون بالجزائر، وكان الموضوع الجاليات الجزائرية في الخارج وقضاياها الدينية والاجتماعية والدينية والثقافية، وصدرت في كتاب عن المجلس الأعلى بالجزائر 2015، وما انفك قبطان عميد “مسجد ليون” يقود نشاطا إسلاميا وينظم ندوات ولقاءات ويستدعي شخصيات إسلامية تحاضر وتلتقي بالجالية الإسلامية في هذه المدينة التي أقام فيها مسجد باريس في سنة 1985 أكبر تجمع إسلامي عرفته فرنسا في تاريخها بإشراف الشيخ عباس بن الشيخ الحسين عميد مسجد باريس، وكنت أول صحافي جزائري يغطي أعمال هذا الملتقى بصفتي مكلفا بالإعلام بمسجد باريس ومراسلا لجريدة “الشعب” من باريس، وها هي مدينة ليون تخطو خطوات أخرى على درب بعث الثقافة العربية الإسلامية في عاصمة الحرير، حيث أعلنت عدة شخصيات لها وزنها في الساحة الثقافية بوضع الحجر الأساسي لبناء “المعهد l’instituti farançais de civilization musulmane  وبذلك تصبح ليون تنافس باريس بمسجدها وبهذا المعهد ويرمز لهذا المعهد باللغة الفرنسية i.f.c.m وقد شرع العمل في إقامة هذا المعهد في مايو 2016. ترى ما دور وما مهمة هذا المعهد؟ يقول المشرفون على إقامة هذا المعهد أن مهمته هو إنشاء مركز داخل المعهد للمعارض الثقافية والمؤتمرات والتكوين.

قصد إعداد شخصيات ذات تكوين ثقافي ملمة بالحضارة الإسلامية وقد كلفت إدارة المعهد مهندسين معماريين اثنين هما: غوتيه وكونكى، وقدرت تكاليف إنجاز هذا المعهد بـ 8.8 ملايين أورو، وتقول جريدة لوموند أن المجلس البلدي المشرف على المشروع سوف يطلب دعما ماليا من الجزائر ولا اعتقد أن الجزائر ستلبي الدعوة وتساهم ماليا في المشروع وهي في وضع اقتصادي حرج بسبب تراجع أسعار البترول، كما أن المجلس البلدي سوف يطلب دعما ماليا من السعودية، وللعلم فإن السعودية كانت وراء دعم مسجد ليون بنسبة تزيد عن 70 بالمائة وساهمت الجزائر بـ 100مليون فرنك فرنسي قديم، وقد رد كمال قبطان عميد مسجد ليون على أولئك الذين يعارضون التمويل الخارجي للإسلام في فرنسا فإن السعودية التي كانت المساهم الأكبر في مسجد ليون لا تتدخل أبدا في الشؤون الداخلية للمسجد وإدارته، وتأكد أن المعني بهذا الكلام هو لوران فوتييه من حزب ساركوزي الذي لا يريد أبدا أن يرى الجزائر ودول الخليج تساعد على إقامة مساجد للمسلمين في فرنسا، ويقول كمال قبطان عميد مسجد ليون في مداخلته في الملتقى الدولي حول الجاليات الجزائرية في الخارج ومشاكلها الدينية والاجتماعية والثقافية الذي انعقد في فندق شيراطون بالجزائر في 25-26-27 مارس 2013 وكانت مداخلته بعنوان “من أجل إنشاء صندوق للجزائريين في الخارج” وفي هذه المداخلة تحدث كذلك أن مسلمي ليون وبدعم من المجلس البلدي أنشأوا معهدا للحضارة الإسلامية والذي سوف ينظم دورات لتكوين إطارات في الثقافة والحضارة الإسلامية بالاشتراك وبتنسيق مع جامعة ليون وهي أول تجربة في هذا المجال يقوم بها جماعة من الجالية الإسلامية وفي مقدمتهم عميد مسجد ليون كمال قبطان الذي أكد في مداخلته بأننا في حاجة إلى تلقي دعم مادي بالخصوص وهو يتوجه إلى بلاده الجزائر كما تحدث عن عميد مسجد فيلوربان الأستاذ عز الدين قاسي وهو أيضا أستاذ في جامعة ليون وكان له حضور مميز في الملتقيات التي تنظم في الجزائر وخاصة تلك الملتقيات التي لها صلة بالإسلام وبجاليتنا المسلمة في فرنسا ويعيد كما قبطان إلى أذهاننا الدور الذي اضطلع به د. الأخنش أستاذ الفيزياء النووية وشخصيات من أصول جزائرية تكاتفت كلها من أجل إنشاء مسجد كبير للمسلمين في هذه المدينة الكبيرة التي تحتضن عددا كبير من أبناء الجالية الإسلامية في ليون منذ أكثر من قرن.

 

 

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com