الشّيخ عبد الله الخطيب والسّواعد المؤمنة/ بقلم إبراهيم بن ساسي

الشّيخ محمد عبد الله الخطيب عالم فقيه داعيّة من مواليد محافظة سوهاج بجمهوريّة مصر العربية سنة 1929م، حفظ القرآن الكريم مبكّرا وألّم بعلوم الشّرع بعد دراسته في المعهد الدّيني بالأزهر، وحصل على الشّهادة العالميّة من كلّيّة أصول الدّين بالقاهرة. وعمل أستاذا بكلّيّة اللّغة بالأزهر ثمّ مفتّشا بوزارة الأوقاف المصريّة فمسؤولا بمكتب نشر الدّعوة، وكان له نشاط مميّز في صفوف الحركة الإسلاميّة بمصر وقد انتخب عضوا لمكتب الإرشاد فاعتقل مع إخوانه الدّعاة سنة 1965م، واشتغل في كل من ليبيا والإمارات العربيّة وقد توفيّ في شهر ديسمبر سنة 2015م.
ترك العديد من المؤلّفات منها: من فقه الهجرة، مفاهيم تربويّة، الصّيّام وأسراره، كيف ننهض بأمّتنا؟ فوق أطلال الماركسيّة والإلحاد، ومؤلّفات أخرى مطبوعة ومخطوطة تربو عن الأربعين مؤلّفا.
زار الشّيخ محمد عبد الله الخطيب الجزائر مرّات عديدة، وقد جمعني الله به في مدينة ورقلة شهر نوفمبر سنة 1987م، وفي جلسة مسائيّة حدّثني مع ثلّة من الدّعاة فقال رحمه الله: [يا أبنائي لابدّ من ضرورة العودة بالأمّة إلى الجادّة وليس لها والله إلاّ السّواعد المؤمنة من شباب الصّحوة الإسلاميّة المدركين لدورهم في الحياة، بفهم عميق وتكوين دقيق وحبّ وثيق يضمن سلامة الصّف ونبل المقصد ومقاومة الانحراف ودعاوى الباطل، وهو دور الأسر الرّيّادي، ومن هذا المعين كان ولا يزال زادنا علما وفهما وسلوكا وتميّزا، ولو سئلت الآن وأنا في مدينتكم ورقلة: فيم تفكّر؟ لقلت وبكلّ بساطة وصراحة: لا أفكّر إلا في دعوتي، ولا يهزّني الشوق إلاّ لأسرتي حيث أتلقّى التّربيّة مع إخواني الّذين أشتاق لهم أكثر من أهلي والله على ما أقول شهيد.
أجل، صدقت وأيم الله! فالشّباب سواعد الأمّة وحملة الرّسالات ودعائم التّغيير الإيجابي إن وجدوا محضن الخير ومعين التّربيّة النّقيّة وروافد الفكر الوسطي الّذي يضمن موّاكبتهم للواقع وتطلّعاته باستشرافات مستقبليّة وروح علميّة بعيدة عن الإفراط والتّفريط، وإلاّ أضحى شبابنا فريسة مستساغة لكلّ ماكر وعابث وغرق في بحر لجيّ تلاطمت أمواجه وصار معول هدم وفساد، كما هو الشأن اليوم إذ سقط بعض شبابنا في شراك التّضليل والإغراء وسلك مسارات ومتاهات لا يعرف منتهاها في غياب تربية ووعي ومراقبة، وتخلّت أطراف عديدة على مسؤوليّاتها فكانت النّتائج وخيمة ولا حول ولا قوّة إلا بالله العلي العظيم، ولا مناصّ لنا مع هذا التّردّي والتّحدّي والتّعدّي إلا بمراجعة سيّاساتنا مع ناشئتنا وإعدادها لتكون أكثر قربا وأمنا وخدمة للدّين ووفاء للوطن، وصلّ اللّهم وسلّم وبارك على سيّدنا محمد وعلى آله وصحابته.
والحمد لله ربّ العالمين
الشّيخ عبد الله الخطيب رحمه الله