شعاع

مؤسسة العلامة الإمام عبد الحميد بن باديس..تنويه واجب/ حسن خليفة

في سياق التعريف بالمؤسسات النموذجية العاملة في الحقل الإسلامي الثقافي في وطننا وهو أقلّ الواجب في زمن يطبعه “التنافر” والتباعد والتنافس (غير المحمود) بين الهيئات والمؤسسات والأحزاب، وتكاد تنعدم فيه شعيرة التعاون الإيجابي المثمر المفيد للبلاد والعباد…في هذا السياق أسعدُ بتقديم هذا البسط التعريفي الذي هو في حقيقته تنويه وتقدير، لمؤسسة ثقافية عاملة، تجتهد على طريق التوثيق والتأصيل للفكر الإسلامي الراشد المكين بصفة عامة، وفكر الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس بصفة أخص، قدر مستطاعها ـ وتجدر الإشارة هنا أن كثيرا من المؤسسات والهيئات تتقاطع أعمالها وجهودها مع جهود أم الجمعيات (جمعية العلماء المسلمين الجزائريين)، والأصل ـ حينئذ ـ  في طبيعة العلاقة بين الجمعية وأخواتها، هو التعاون والتناصر والتعاضد والدعم من كل طرف للطرف الآخر؛ لأنها جميعا في صفّ واحد وهو صفّ الإصلاح والرشاد والعمل الحضاري المتبصّر.

مؤسسة الإمام عبد الحميد ابن باديس من المؤسسات والهيئات العاملة في الحقل الثقافي ـ الديني ـ الفكري، في إطار المبادئ العامة لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين (تاريخيا وحاضرا)، بل إن الأهداف تكاد تكون واحدة في الجمعية وفي المؤسسة، فعندما نستعرض المادة الرابعة من القانون الأساسي للجمعية الخاص بـ”مقاصد الجمعية” نجد ما يشبه التطابق بين الجمعية وهذه المؤسسة الحديثة النشأة نسبيا، وذلك أدعى لتوثيق وتمتين أواصر العلاقة بينهما حاضرا ومستقبلا.

إن مؤسسة الشيخ عبد الحميد بن باديس التي يشرف عليها في الوقت الحاضر الأستاذ الدكتور عبد العزيز فيلالي ـ الأستاذ في جامعة قسنطينة 2ـ هو ومجموعة من الأساتذة الأفاضل، من عدد من جامعات الوطن، وبعض الأساتذة والتربويين في مؤسسات أخرى، مؤسسة علمية ثقافية، تقوم مقام المؤسسات الفكرية ـ الثقافية الجادة، يعظم اهتمامها بحقل الطبع والنشر والتأليف، فقد أصدرت في سنوات معدودات أكثر من أربعين كتابا، تتنوع موضوعاتها، ولكنها في عمومها ذات صلة وثيقة بجمعية العلماء وتاريخها، وبالأخص شخصية العلاّمة الرباني الداعية المتفرّد الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس، والذي استأثرت أكثر المؤلفات بحياته وجهوده وعمله وجهاده الديني والفكري.

تعريف بالمؤسسة

أنشئت هذه المؤسسة بقسنطينة سنة 1422هـ الموافق 2000م، في إطار القانون 90/31 المتعلق بالجمعيات ذات الطابع الاجتماعي والثقافي، وكان أول رئيس لها الأستاذ الدكتور حمادي عبد الله البروفيسور المعروف المدرّس في جامعة قسنطينة (منتوري)، والمتخصص في الآداب، وصاحب المؤلفات الأدبية والفكرية المتعددة، ومن ضمن مؤلفاته بعض الكتب عن الشيخ عبد الحميد بن باديس (مسار ومسيرة)، وكتب في النقد والأدب والشعر، ثم تولى رئاسة المؤسسة الأستاذ الدكتور عبد الله بوخلخال الرئيس الأسبق لجامعة الأمير عبد القادر للعلوم الإسلامية، ثُم انتخب الأستاذ الدكتور عبد العزيز فيلالي رئيسا للمؤسسة قبل سنوات قليلة، يساعده عدد من الأساتذة الكرام  في إدارة شؤونها وتعزيز أعمالها وتحقيق أهدافها.

ومع اشتغال المؤسسة في الحقل الثقافي عامة؛ حسب المحددات التي وردت في تعريفها؛ حيث حددت أهدافها فيما يلي :

  • العمل على بعث الثقافة والوعي الوطنيين، انطلاقا من ضرورة استيعاب التراث الفكري والثقافي والسياسي والديني، الذي تأسس عليه فكر الشيخ عبد الحميد بن باديس خاصة، والحركة الوطنية عامة.
  • العمل على الحفاظ على مقومات الشعب الجزائري وتراثه، والدفاع عنه ضد كل محاولات التشويه والمسخ والنسيان .
  • نشر ثقافة السلم والتسامح والاعتدال، ورفض كل تطرف وإكراه بمختلف أشكاله ومصادره .
  • التعريف بمآثر الشيخ عبد الحميد بن باديس، وإنجازاته، في مختلف الميادين ونشرها داخل الوطن وخارجه .
  • إنشاء مركب ثقافي باسم الشيخ عبد الحميد بن باديس يجمع تراثه، وأحداث عصره، ويكون مقصدا لجميع طلاب العلم والمعرفة، ومنارة لنشر الثقافة الوطنية الواعية.
  • تنظيم نشاطات ثقافية وفكرية، واجتماعية ورياضية داخل الوطن وخارجه تحقيقا لأهداف المؤسسة .
  • تشجيع حركة البحث والتأليف، والترجمة والنشر، في جميع الميادين التي لها علاقة بأهداف المؤسسة .
  • إنشاء جائزة باسم “الشيخ عبد الحميد بن باديس” تمنح لكل بحث علمي أو إنتاج ثقافي ذي قيمة فكرية، أو تاريخية، أو أدبية، أو رياضية، أو فنية تخدم أهداف المؤسسة .
  • تنظيم ملتقى وطني أو دولي بمناسبة يوم العلم – 16 أفريل من كل سنة، في إحدى ولايات الوطن، وفي ميادين الثقافة العربية والإسلامية والإنسانية .
  • تقديم منح للباحثين المتخصصين في فكر الشيخ عبد الحميد بن باديس وأبعاده الإنسانية .
  • جمع تراث الشيخ عبد الحميد بن باديس وطبعه ونشره .

وهذا الهدف الأخير هو الذي نجحت المؤسسة في الاشتغال عليه على مدار السنوات الماضية، فقدمت عشرات المؤلفات الأصيلة في مجال جمع تراث جمعية العلماء وعالمها الكبير الشيخ عبد الحميد بن باديس، والذي ندعو الباحثين والباحثات إلى الاستفادة منها ـ قدر المستطاع ـ حيث توفر المؤسسة أعدادا من تلك المؤلفات تهديها للكُتّاب والباحثين والباحثات، كما تعمل المؤسسة على التعاقد مع الباحثين والباحثات (خاصة أطاريح الدكتوراه والأبحاث الأصيلة)، لتقديم مزيد من الأبحاث والدراسات حول فكر الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس  وفكر الجمعية .

ومن الكتب التي أصدرتها المؤسسة (على سبيل التمثيل): “وثائق جديدة عن جوانب خفية في حياة الإمام عبد الحميد بن باديس الدراسية ” ، “البيت الباديسي مسيرة علم ودين وسياسة “، “جرائم الجيش الفرنسي في مقاطعتي الجزائر وقسنطينة”، “الامام عبد الحميد بن باديس وجهوده في تجديد العقيدة الإسلامية” ،”جهود جمعية العلماء المسلمين الجزائريين في خدمة اللغة العربية”، “صورة من حياة ونضال الزعيم الإسلامي الشيخ عبدا لحميد بن باديس”، “المواقف السياسية للعلامة عبد الحميد ابن باديس”، “صوّر ووثائق عن الشيخ الإمام عبد الحميد بن باديس”، “عبد الحميد بن باديس: مرحلة التحصيل والتكوين”، “المدرسة الباديسية”،..وغيرها كثير؛ حيث إن المؤسسة تصدر كل عام عددا من الإصدارات الطيبة.

نفع الله بها وجعلها في ميزان الحسنات للمؤسسة والمشرفين عليها .

للاتصال بالمؤسسة (لمن يهمه الأمر):

مؤسسة الإمام الشيخ عبد الحميد بن باديس 100 شارع العربي بن مهيدي
الجزائر- قسنطينة/25000
فاكس / هاتف:031877901
المحمول:0662813951
benbadisfondation@gmail.com :

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى

مرحبا بكم في الموقع الرسمي لجريدة البصائر

 

تفتح جريدة “البصائر” صفحاتها للأساتذة الجامعيين والمؤرخين والمثقفين، لنشر إسهاماتهم في شتى روافد الثقافة والفكر والتاريخ والعلوم والأبحاث، للمساهمة في نشر الوعي والمبادرات القيّمة وسط القراء ومن خلالهم النخبة وروافد المجتمع الجزائري.

على الراغبين والمهتمين إرسال مساهماتهم، وصورة شخصية، وبطاقة فنية عن سيرهم الذاتية، وذلك على البريد الالكتروني التالي:

info.bassair@gmail.com